تسارع اليورو الصعودي يبدأ إثر البيانات الأفضل

تمتّع اليورو بمناعة في الأسبوع السابق واكتسب نقطة مئوية كاملة أو أكثر مقابل أربع عملات من أصل السبع الرئيسية، بينما حاول التماسك مقابل أفضل عملتين: الين الياباني والفرنك السويسري. من المحتمل أن يعزى تراجع اليورو/ين (-0.94%) واليورو/فرنك سويسري (-0.72%) بشكل كبير الى التحوّل العالمي نحو الأصول الآمنة، مع هبوط الأسهم وارتفاع الديون السيادية البارزة (السندات الألمانية وسندات الخزانة الأميركية).

مع ذلك، ووسط انتشار القلق في اماكن أخرى، في الأسواق الناشئة والسوق الآسيوية الأسترالية ( اليورو/أسترالي +2.12% واليورو/نيوزيلندي +1.51%)، الى جانب أميركا الشمالية (اليورو/كندي +2.12% واليورو/دولار +1.00%)، ازدادت الخلفية الأساسية لليورو قوّة. جاءت أرقام مؤشرات مدراء المشتريات لشهر يناير فوق التوقعات بشكل ملحوظ، ما وفر الدعم للمسألة الأساسية للعام 2014: عودة معدّلات النمو الأسرع الى القارّة الأوروبية.

من غير الضروري على الأرجح ان تعتبر الأسواق أي بيانات تصدر هذا الأسبوع أهمّ من أرقام مؤشر أسعار المستهلك لشهر يناير المرتقبة يوم الخميس والجمعة. من المتوقع أن تتباين قراءة مؤشر أسعار المستهلك الألماني: من المحتمل أن تتراجع القراءة الشهرية بنسبة -0.4% عقب اكتسابها +0.4% في ديسمبر؛ أمّا القراءة السنوية فسترتفع على الأرجح الى +1.5% من 1.4%. يوم الجمعة، ستتقدّم تقديرات مؤشر أسعار المستهلك في منطقة اليورو لشهر يناير الى +0.9% من +0.8% على أساس سنوي.

بشكل عام، لا تعتبر هذه البيانات مطمئنة بما فيه الكفاية لتؤخر ظهور المحادثات المحيطة بالإنكماش والتي تلقي بثقلها على العملة الموحّدة نظرًا الى ردّة فعل البنك المركزي الأوروبي- تخفيض معدّل الفائدة الرئيسي الى قاع 0.25% التاريخي. مع ذلك، لم يتصرّف المركزي الأوروبي على الفور في حال بقيت بيانات التضخّم ضعيفة.

في المنتدى الاقتصادي العالمي الذي انعقد في دافوس، أفاد رئيس البنك المركزي الأوروبي ماريو دراغي بكلّ وضوح :" أنا لا أرى اي انكماش في منطقة اليورو.... لا تزال توقعات تضخّم الأجل القريب مترسّخة عند +2%." بتعبير آخر: إنّ تدنّي التضخّم لا يعكس تراجع أوضاع النمو (تدنّي الطلبات، ما يولّد ضغوطات هبوطية على الأسعار)، ولكن تظهر أمرًا آخر- ضعف نمو الإئتمان.

بدون أدنى شكّ، في حال تواجد أي سبب يدفع البنك المركزي الأوروبي للتصرّف، فسيكون ضمان استمرار توافر السيولة من خلال إبقاء معدّلات فائدة الأجل القريب متدنّية في المستقبل القريب, من المحتمل أن تبدأ التوترات التمويلية بالبروز الى العلن: تتداول معدّلات EONIA على ارتفاع خلال الأسابيع القليلة السابقة، مع بلوغ قراءاتها 0.446% في 31 ديسمبر 2013 و0.359% يوم الإثنين الواقع فيه 20 يناير 2014. تعتبر هذه القراءات الأعلى منذ أن اضطرّ الرئيس ماريو دراغي الى التراجع عن "القيام بكلّ ما يلزم" من أجل إنقاذ اليورو في يوليو 2012.

على ضوء بقاء عائدات السندات الإيطالية والأسبانية متدنّية بشكل استثنائي، لا يدعو الإرتفاع الأخير الذي تشهده معدّلات EONIAالى القلق. يصل فائض السيولة في منطقة اليورو الى 161 مليار يورو ولكن فقط عقب هبوطه الى قاع 125 مليار يورو في 21 يناير. قد يشير ذلك الى أنّ ارتفاع معدّل EONIA يعزى الى إعادة تسديد عمليات إعادة التمويل البعيدة الأجل.

إنّ أي برنامج تمويل شبيه ببرنامج الإقراض التمويلي التابع لبنك انجلترا من شأنه معالجة المخاوف الإئتمانية من دون تعريض اليورو لخطر توسّع حادّ في ميزانية المركزي الأوروبي العمومية الذي قد ينجم عن أي عملية تمويل جديدة مهما كان شكلها. ومع استعداد اليورو/دولار للتسارع صعودًا على أساس فنّي، نأخذ هذا الإعتبارات في الحسبان ونعتمد آفاقًا إيجابية لليورو هذا الأسبوع. EUR/USD الرسم البياني " title="EUR/USD الرسم البياني " width="680" height="320">