مع عودة المتداولين من عطلة عيد الفصح، سوف يكون تركيز الأسواق موجها على خطاب السيدة جانيت يلين رئيسة الاحتياطي الفدرالي في النادي الاقتصادي في نيويورك (الساعة 17:20 بتوقيت غرينتش). حصلت الأسواق الأسبوع الماضي على جرعة أخرى من التصريحات المتضاربة أدلى بها مسؤولون كبار في الاحتياطي الفدرالي حول مدى احتمال تكشف مسار السياسة النقدية هذه السنة. يشير نموذج "نقاط" الاحتياطي الفدرالي إلى أن معظم أعضاء الاحتياطي الفدرالي يتوقعون رفعاً على سعر الفائدة بواقع 25 نقطة أساسية فقط. هذه وجهة نظر عززتها من جديد تصريحات يلين في المؤتمر الصحفي لاجتماع لجنة السوق الفدرالية المفتوحة (FOMC) والتأكيد على بيان أن رفع أسعار الفائدة سوف يكون تدريجياً. ولكن، وانطلاقاً من التصريحات المتفائلة المعروفة لعضو الاحتياطي الفدرالي بولارد، سوف يكون رفع سعر الفائدة مطروحاً على الطاولة في الاجتماع المقبل في ابريل.
هذا التنافر والانعدام في الوضوح أصبح ينذر بالخطر. بالنسبة للمتداولين بالدولار الأمريكي، وجهات النظر المتنافرة تجعل من التوقعات أمراً صعباً، وفقا لما يشير إليه تماسك نطاق تداول اليورو مقابل الدولار الأمريكي (EURUSD). نحن نتوقع بأن غالبية أعضاء الاحتياطي الفدرالي سوف يفضلون الحفاظ على أسعار الفائدة منخفضة لفترة أطول من الزمن، إلى جانب أن بيانات الولايات المتحدة القوية تدعم مساراً متبايناً. خلال كلمة يلين هذا اليوم من المستبعد أنها سوف تقوم بتغيير توقعات السوق بشكل دراماتيكي، رغم أن كلمتها سوف تولد تقلبات واضحة في المدى القصير، ولكنها سوف تستمر في تسليط الضوء على أن موعد الرفع المقبل لسعر الفائدة سوف يتم البت فيه بناء على البيانات القادمة. تدرس الأسواق احتمالاً بنسبة 50/50 برفع على سعر الفائدة في يونيو والذي نشعر نحن بأنه أكثر من متفائل قليلاً بالنظر إلى البيانات الاقتصادية الضعيفة. بالنظر إلى توقعاتنا، نحن نشك بأن الدولار الأمريكي سوف يشهد هبوطاً أكثر حيث أن البيانات الخارجية الضعيفة تقود إلى مزيد من الضعف في التوقعات المحلية الأمريكية. فيما يتعلق باحتمال عثور الدولار الأمريكي على مشترين على خلفية تداولات الملاذ الآمن، نحن نشك بأن النفور من المخاطرة سوف يكون على الحياد لفترة مؤقتة (مزيد من التعافي في السوق الناشئة والسلع الأساسية) حيث لا تزال السياسة العالمية للبنك المركزي داعمة.