شهدت عقود النفط الخام اختراقًا خلال تجارات اليوم، في حين اختبر الذهب أعلى مستوياته للعام 2014، إذ هيمنت التوترات المتنامية المحيطة بأوكرانيا وروسيا على تحرّكات الأسعار خلال دورة آسيا. هذا ويعزّز الجدول الاقتصادي الحافل بالبيانات خلال الأسبوع المقبل الأحداث المحفوفة بالمخاطر، ما قد يؤدّي الى ترسيخ التذبذبات التي تحلّق في فضاء السلع.
ارتفاع أسعار سلع الطاقة على خلفيّة تنامي مخاوف التغذية
رسّخت آفاق النزاع في أوكرانيا التخمينات حول تعطيل روسيا عمليّات تموين سلع الطاقة، وهو أمر أسفر بدوره عن ارتفاع أسعار الغاز الطبيعي والنفط الخام.
هذا وتجدر الإشارة الى أن أكثر من 30% من واردات الاتحاد الأوروبي من النفط والغاز الطبيعي خلال العام 2010 كان مصدرها روسيا بحسب ما أوضحت هيئة الاحصاءات الأوروبيّة، في حين أن ما يناهز 80% من الغاز الطبيعي يتمّ توريده من خلال خطوط الأنابيب التي تمرّ عبر أوكرانيا. ولذلك، من المحتمل أن يؤدّي استمرار التوترات ما بين الدولتين الى تقويض إمدادات الطاقة الى غرب أوروبا معزّزًا ارتفاع أسعار الطاقة.
المخاطر الجيوسياسيّة تعزّز الطلب على الذهب والفضّة
ازداد الطلب على المعادن الثمينة أيضًا بعدما دفع تفاقم المخاطر الجيوسياسيّة في شرق أوروبا المستثمرين الى البحث عن مخزن بديل للثروة. وقد حقّق الذهب اختراقًا فوق ذروة تجارات العام 2014 خلال دورة التداولات الآسيويّة، في وقت اختبرت الفضّة انتعاشًا وصولاً الى المستوى الرئيسي القائم عند 21.50$.
أما على صعيد المعادن الأخرى، فقد تكبّد النحاس خسائر لليوم السادس على التوالي، في أعقاب صدور بيانات التصنيع الصينيّة خلال الدورة الآسيويّة ما عزّز المخاوف أزاء تباطؤ ثاني أكبر اقتصاد في العالم.
الطريق وعرة قبيل صدور البيانات الاقتصاديّة الرئيسيّة
يشير التراجع الكبير الذي شهدته الأسهم اليوم على خلفيّة الأحداث الجيوسياسيّة الراهنة الى أن ثقة المستثمرين باتت أكثر عرضة لتدفقات الأنباء السلبيّة. وإذ يحفل الجدول الاقتصادي هذا الأسبوع بحفنة من الأحداث الأساسيّة، من المرجّح أن تشهد الأسواق ازديادًا كبيرًا في التذبذبات ما قد يوفر فرصًا سانحة لتحقيق اختراق.
من المرجّح أن يتنامى نفور المخاطر، إذا ما استكملت أرقام مؤشر ISM التصنيعي الأميركي المرتقب صدورها خلال الدورة المقبلة سلسلة القراءات المخيّبة للآمال التي شهدتها البيانات الاقتصاديّة الأميركيّة في الآونة الأخيرة. مع ذلك، تفتقر المعادن الثمينة لاتجاه واضح المعالم نظرًا الى التداعيات المترتّبة على الدولار الأميركي. وفي حين أن ارتفاع ثقة المستثمرين وتزايد طلبات الملاذ الآمن الناجمة عنه قد يعزّز قوّة الأخضر، إلا أن تخمينات تقويض التيسير من شأنها أن تضعف عملة الاحتياطي.