تتسلّط الأضواء على بيانات العمل الأميركية لشهر ديسمبر. تشير التوقعات الى اكتساب الاقتصاد 197000 فرصة عمل في ديسمبر، ما يلقي الضوء على تباطؤ طفيف مقارنة بالإرتفاع الذي بلغ 203000 في نوفمبر. هذا ومن المقدّر بقاء معدّل البطالة ثابتًا عند 7%، وهو قاع خمسة أعوام.
شهدت البيانات الاقتصادية الأميركية تفوقّا في أدائها مقارنة بالتقديرات خلال الأشهر الأخيرة، إشارة الى استمرار استخفاف المحلّلين بالمناعة الذي يتحصّن بها عملاق أميركا الشمالية. يتيح ذلك المجال أمام بروز مفاجأة صعودية. كما تظهر المؤشرات الرائدة الواقع عينه: دلّت قراءة ADP لتغيير عدد الوظائف المضافة الى القطاع الخاصّ وتقرير ISM الى تسارع عملية التوظيف في ديسمبر.
يدفعنا هذا الواقع الى طرح السؤال الآتي: هل يعزّز ذلك سيناريو استمرار بنك الاحتياطي الفدرالي بتقليص عمليات شراء الأصول التي تندرج ضمن إطار التيسير الكمّي أم أنّ المستثمرين رجّحوا مسبقًا هيمنة الوضع الراهن؟ في مناخ السلع، تعقّبت أسعار الذهب بشكل وثيق التسارع الصعودي الذي شهدته عائدات سندات الخزانة المستحقة في عشرة اعوام منذ أواخر أكتوبر، إشارة الى أنّ ردود فعل المعدن الأصفر ستكون محدودة نوعًا ما. مع ذلك، وضع عقود النفط الخام هو مغاير.
تستعيد عقود خام غرب تكساس الوسيط علاقتها بمؤشر S&P500- وهو مقياس لإتّجاهات المخاطر- مع بلوغ علاقة العشرين يوم القائمة بينهما ذروة ستّة أسابيع (0.53). يدلّ ذلك على أنّ ردود فعل النفط تعتمد على مدى هيمنة نفور المخاطر نتيجة آفاق سحب الحوافز. من غير الواضح ما إذا كان هذا السيناريو سيتبلور أم لا.
التحليل الفنّي للنفط الخام- هوت الأسعار تمامًا كما كان متوقعًا عقب اختبارها تشكّل نمط الإبتلاع البيعي في رسم الشموع. يستهدف أي اختراق دون 91.74- قاع التأرجحات المسجّلة في 27 نوفمبر- توسّع فيبوناتشي 50% المتواجد عند 90.50. إنّ أي انعكاس فوق سعر 92.91، وهو مستوى 38.2%، يتيح المجال امام بلوغ فيب 23.6% عند 95.90.