تتصدّر المراجعة النهائية لأرقام الفصل الرابع للناتج المحلي الإجمالي الألماني الجدول الاقتصادي خلال الساعات الأوروبية. أظهرت التقديرات الأوّلية اكتساب الاقتصاد 0.4% مقارنة بالفصل السابق، وهي نتيجة ستتأكّد على الأرجح. يعتبر ذلك بمثابة تسارع طفيف من الإزدياد الذي بلغ 0.3% في الأشهر الثلاثة حتّى سبتمبر 2013. وبما انّ انتعاش وتيرة النمو الاقتصادي ليست بالأمر السيّء، إلاّ أنّ قدرته على توفير الدعم لليورو ستكون محدودة.
وكما أشرنا يوم أمس، يركّز البنك المركزي الأوروبي حصريًا على ضمان استقرار الأسعار، ما يعني أنّ قراءات الأنشطة الاقتصادية الأوسع نطاقًا لا تتمتّع على الأرجح بتأثيرات على تحرّكات الأسعار إذا لم تترجم بالضرورة على شكل التخمينات المحيطة السياسة. بناء عليه، من المحتمل أن يمرّ انتعاش وتيرة نمو المخرجات الألمانية مرور الكرام، بما أنّه لا يساهم في الكثير على صعيد موازنة هبوط القراءات الرئيسية لمؤشر أسعار المستهلك التي برزت في الأشهر الأخيرة.
في وقت لاحق من اليوم، تتحوّل الأنظار نحو تقرير ثقة المستهلك الأميركي لشهر فبراير. تشير التوقعات الى بروز تراجع طفيف عقب وصول المؤشر الى ذروة خمسة أشهر في يناير. في غضون ذلك، من المقرّر أن يدلي دانييل تارولو بخطاب له اليوم. في الآونة الأخيرة، دعمت تعليقات أعضاء مجلس الاحتياطي الفدرالي بالإجماع استمرار تقليص التيسير الكمّي، وهو سيناريو سيؤيّده السيّد تورولو على الأرجح.
بشكل عام، يلقي هذا الأمر الضوء على الإختلاف الظاهر بين البيانات الأميركية المخيّبة للآمال والتزام بنك الاحتياطي الفدرالي بتقليص الحوافز النقدية. في الأسبوع السابق، ساهم هذا المزيج السامّ في إبطاء وتيرة الإنتعاش السريع لإتّجاه المخاطر التي بدأت بداية الشهر. إنّ استمرار هذا الواقع قد يبدأ بإلقاء ثقله على توقعات النمو العالمي ويؤدّي الى تجدّد نفور المخاطر، وهي نتيجة تصبّ لصالح الدولار الأميركي والين الياباني مقابل نظرائهما الرئيسيين.