USD/JPY: انفصلت أزواج الين ومؤشر النيكاي 225 بشكل ملحوظ عن انتعاش مؤشر أس أند بي 500 والأسواق الناشئة.
يشكّل قرار فائدة بنك اليابان والناتج المحلي الإجمالي الياباني للفصل الرابع الأحداث الرئيسية المحفوفة بالمخاطر التي من شأنها دعم سيناريو الحفاظ على آفاق تخفيض قيمة الين.
نظرًا الى الزخم الهائل الكامن وراء مؤشر أس أند بي 500 (كمقياس للمخاطر) والتراجع المستمرّ للدولار الأميركي (كملاذ آمن) في الأسبوع السابق، كنّا نفترض أنّ أزواج الين ستكون في صدد الإرتفاع على خلفية شهية المستثمرين أزاء التجارات المبنّية على فروقات الفوائد. في الواقع، لم تشهد العملة الأكثر حساسية تجاه المخاطر في سوق الفوركس أي تغيير يذكر. فقد تطابق التقدّم الخجول لمعدّلات الصرف مع مقاييس التذبذبات. هل يعكس هذا الإفتقار للزخم نوعية اتّجاهات المخاطر أم أنّه إشارة على اعتدال إحدى الصفات الأكثر إثارة للإعجاب في السوق؟ إنّ اتّجاهات المخاطر وبيانات الناتج المحلي الإجمالي الياباني للفصل الرابع وقرار فائدة بنك اليابان ستضع هذا السؤال قيد الإختبار.
في التسلسل الهرمي للفعالية الأساسية؛ إنّ المقاييس التقليدية كالنمو والسياسة النقدية وتوقعات العائدات وغيرها من مقاييس العملات لا تلبّي متطلّبات تدفقات شهية المخاطر (اتّجاهات المخاطر). يصحّ ذلك على وجه الخصوص على صعيد أزواج الين. على الرغم من أنّها نجحت في تعويض بعض الخسائر التي منيت بها، لا تزال الأزواج أعلى بنسبة تتراوح بين 12 و38% من المستويات التي بلغتها منذ ثمانية عشر شهرًا. لم نلخظ أي انتعاش في التجارات المبنيّة على فروقات الفوائد أو في توقعات النمو أو الأحجام بغية التطابق مع هذا الأداء. عوضًا عن ذلك، رأينا استفادة المستثمرين من الفترة التي هيمنت عليها التذبذبات المتدنّية وأدّت مساعي دفع الين على الإنخفاض الى ارتفاع الأزواج.
وفي حين ينبغي على تاجر الين دائمًا رصد اتّجاهات المخاطر عن كثب، سيكون المشهد الذي سيسود في الأسبوع القادم غاية في الأهمّية. لقد اختبرت بعض مقاييس الإتّجاه تقدّمًا كبيرًا في الأسبوع المنصرم، ولكن بعض الإستثناءات تؤدّي الى هيمنة الغموض على الآفاق. عندما شهدت الأسواق الناشئة انتعاشًا ملحوظًا، عاد مؤشر أسد أند بي 500 أدراجه الى ذروة تاريخية؛ ولكنّ المشهد الأساسي لم يتغيّر بشكل ملموس بالنسبة الى المستثمرين. في حال كان تزايد المخاطر في الأسبوعين الأخيرين بمثابة تصحيح للتحرّكات التي سجّلت أواخر يناير، ستتعثّر السوق على نطاق واسع.
حتّى في غياب طرف محدّد في مقياس الجشع-الى- الخوف، لا يزال الين يعاني من ضغوطات أساسية خطيرة. تعتبر تلك الضغوطات حرجة الى حدّ اعتقاد العديد أنّ بنك اليابان ملتزم بإضعاف قيمة عملته. سواء بإمكان برنامج الحوافز المفتوح إظهار فعاليته أم لا هو أمر لا علاقة له بالموضوع المطروح. لقد ألهم ذلك المضاربين تداول الأزواج جنبًا الى جنب مع الأسهم. فالتوقعات المستقبلية لشراء الأصول وحتّى مضافرة المساعي تنعكس بدون أدنى شكّ في معدّلات الصرف التي نشهدها حاليًا. ماذا يحدث عندما لا تتطابق الحقيقة مع التوقعات؟
بعد أشهر قليلة من إدراج بنك اليابان برنامح الحوافز اللاّمحدود في أبريل، كان الإفتراض الأساسي أنّ المصرف المركزي سيضافر أكثر مساعيه لتعزيز جهوده الرامية الى إنهاء الإنكماش ومجابهة التأثيرات السلبية لرفع الضرائب في بداية السنة المالية الجديدة (أبريل). مع ذلك، تراجعت حدّة التحذيرات الشفهية وإشارات الطمأنينة لتوفير المزيد من الدعم في الأشهر الأخيرة. بدلاً من ذلك، نرى تعليقات تشير الى الثقة بسلوك الاقتصاد المسار الصحيح لبلوغ التضخّم الهدف (2% بحلول العام 2015).
وعلى الرغم من استبعاد إدخال بنك اليابان أي جديد على سياسته الراهنة في اجتماع هذا الأسبوع، سترصد الأسواق عن كثب أي دلائل على مواصلة المجموعة دعم الحوافز وهبوط العملة. علاوة على ذلك، سيتمّ نشر أرقام الناتج المحلي الإجمالي للفصل الرابع. من المحتمل أن تصبح الأمور مشبوهة هذا الأسبوع في حال لم يتلاءم أبرز حدث محفوف بالمخاطر لهذا الأسبوع مع آمال الحوافز.
USD/JPY الرسم البياني" title="USD/JPY الرسم البياني" width="474" height="242">