خلال الأشهر القليلة الماضية، تابعنها تزايد إنتاج النفط من الصخر الزيتي ، وذلك مع بحث المنتجين الأمريكيين بشكل مستمر عن رفع إيراداتهم. إنهم يسعون إلى سداد ديونهم أو على الأقل القدرة على مواكبة هذه الديون والوصول إلى الأرباح بعد عامين من الكفاح. إن منتجي النفط من الصخر الزيتي يأملون في عدم تراجع أسعار النفط مرة أخرى. ومع ذلك، هناك دلائل قوية على أن منتجي النفط من الصخر الزيتي سيواصلون مواجهة مستقبل مجهول وغير مؤكد، وأن ارتفاع تكاليف إنتاج النفط من الصخر الزيتي قد يهدد الأرباح ويزيد من مخاطر عدم القدرة على السداد.
يقول مناصرو إنتاج النفط من الصخر الزيتي أن تكلفة إنتاج النفط من الصخرالزيتي على مدى العامين الماضيين قد كانت أقل مما كان عليه قبل بضع سنوات فقط، ويقولون أن ذلك يعود إلى التقدم التكنولوجي وإكتساب المزيد من الخبرة.بالنسبة لهم، هذا هو السبب الرئيسي الذي سيدفع منتجي النفط من الصخر الزيتي إلى الإستمرار في زيادة إنتاجهم. ومع ذلك، هناك حجة قوية من طرف بعض المخضرمين في القطاع، تقول أن انخفاض التكلفة جاء في معظمه من انخفاض الأسعار التي كان يتقاضاها مقدمو الخدمات خلالفترة الانكماش في إنتاج القطاع.
إذا كان هذا صحيحا، فإن اقتصاديات صناعة النفط من الصخر الزيتي تملي أنه مع تقدمالقطاع وزيادة الإنتاج، فإن رسوم الخدمات سوف تعود إلى لارتفاع، ومن ثم سوف ترتفع تكلفة الإنتاج من جديد وفقاً لذلك. وبعبارة أخرى، وعلى النقيض من المبادئ الاقتصادية المعروفة لأغلب القطاعات الأخرى، فإن تكلفة إنتاج النفط من الصخر الزيتي للبرميل الواحد، ترتفع في ذات الوقت مع إرتفاع الإنتاج، على الأقل ضمنالمستويات النمطية للإنتاج ومدى التسعير الحالي.
إن من شأن زيادة الإنتاج أن تؤدي إلى زيادة تكاليف إنتاج البرميل، على الأقل حتى وصول النفط إلى مستوى سعري معين. وطالما لم يرتفع سعر النفط بما فيه الكفاية ليصبح منتجي النفط من الصخر الزيتي قادرين على تحمل الزيادة في التكاليف، فإن تحقيق الأرباح قد يكون صعباً أو مستحيلاً في الأغلب. فمن الممكن أن نقول أن أي مستوى لسعر النفط تحت حاجز الـ 60 دولار للبرميل، يمنع معظم المنتجين من الوصول إلى الربح على المدى الطويل.
هنالك أسباب تدعو المستثمرين إلى توخي الحذر إزاء إنتاج النفط من الصخر الزيتي، حتى ذلك الوقت الذي نتمكن فيه، وبدقة، من قياس الاتجاه العام الذي ستسلكه تكاليف الإنتاج، مع ارتفاع الإنتاج.
ومما يتعلق بإنتاج النفط من الصخر الزيتي كذلك، وجه (هارولد هام)، الرئيس التنفيذي لشركة Continental Resources Inc (NYSE:CLR) ، في مؤتمر الشرق الأوسط للنفط والغاز الذي عقد في الأولمن آيار/مايو، الدعوة مرة أخرى إلى المنتجين الأمريكيين إلى الحد من الإنتاج، منأجل منع أسعار النفط من الانخفاض.وبالطبع، فإن القانون الأمريكي يحظر على المنتجين الأمريكيين القيام بأي تنسيق في عملية زيادة أو نقص في الإنتاج،لأن القانون الأمريكي يعتبر هذا تواطؤاً غير قانوني. أما صغار المنتجين الآخرين فلن يستمعوا إلى (هام)، وذلك لأن لديهم ديون ونفقات خاصة يتحتم عليهم دفعها، وبالتالي فهم بحاجة إلى الإنتاج لدفع ما يستحق عليهم. وكان (هام) قد وجه هذه الدعوة للمرة الأولى منذ عامين، وكررها خلال السنتين الماضيتين، ولكن دون جدوى.
في الوقت الراهن، لا تزال أفضل الآمال لارتفاع أسعار النفط هي من خلال:
- الالتزام المستمر من جانب مجموعة منظمة أوبك والدول غير الأعضاء في المنظمة، والتي وافقت على إتفاق تاريخي لتخفيض إنتاجها.
- حدوث إضطراب جيوسياسي هائل، على سبيل المثال: صراع طويل الأمد على السلطة في فنزويلا
- إزدهار الاقتصاد العالمي بشكل كبير، مما سيرفع الطلب على النفط بشكل ملحوظ.