فرصة التصحيح الصعودى من عدمه ستتوقف على رد فعل الدولار الامريكى بعد الاعلان عن بيانات الوظائف الامريكية الهامة اليوم وبما أن الاحتياطى الفيدرالى يعول على سوق العمل الامريكى المميز فى أستمرار تشديد سياسته فقد يكون للاعلان اليوم رد فعل قوى على الدولار وبالتالى على أسعار الذهب. وعادت أسعار الذهب للتحرك دون مستوى ال 1200$ بعد جلستى تداول أستقر فيها المعدن الاصفر أعلى وصولا الى 1208 دولار للاونصة. وكانت مكاسبه الاخيرة بدعم من تفاقم الازمة الايطالية بعد تعالى أصوات أيطالية تطالب بالعودة الى العملة المحلية والتخلى عن اليورو. محاولات الارتداد لاتزال محدودة مع أستمرار قوة الدولار الامريكى. وذكرنا فى التحليلات السابقة بأن تخلى المعدن الاصفر عن التمسك والاستقرار أعلى من 1200 دولار للاونصة سيزيد من الزخم الهبوطى ومع عودة قوة الدولار الامريكى تهاوى الذهب الى مستوى الدعم 1182 دولار الادنى له منذ ستة أسابيع. قوة الدولار جائت ردا على رفع الفائدة الامريكية للمرة الثالثة خلال العام الجارى من جانب الاحتياطى الفيدرالى كما كان متوقعا ووعد البنك وحاكمه بمزيد من مرات رفع الفائدة وهو ما يمهد الطريق أمام المرة الرابعة للرفع فى ديسمبر المقبل. قوة الاقتصاد الامريكى وسوق عمل متين لايزال يدعم مسار تشديد سياسة الاحتياطى الفيدرالى.
وهناك حالة من الاحباط لدى مستثمرى الذهب فمتى تكون مكاسب المعدن الاصفر قوية؟ الاجابة تتوقف على عوامل هامة عودة الثقة الى الاسواق وتراجع الدولار الامريكى بدون حل النزاع التجارى الامريكى الصينى سيظل الدولار الفائز فى نهاية المطاف وسيكون الذهب أكثر الخاسرين. فنيا لاتزال الانظار تراقب أستقرار الاسعار بقوة أعلى 1200 دولار للاونصة لتكون هناك فرصة فى تحقيق مكاسب أقوى.
فنيا: أسعار الذهب اليوم ستعكس النظرة الهبوطية فى حال تحركت الاسعار تجاه مستويات 1215 و 1225 و 1232 على التوالى. وفى حال عاد الى ما دون مستوى ال 1200 دولار ستظل نظرة الهبوط الاقوى وستكون مستويات الدعم 1180 و 1175 و 1160 الاقرب لاداء الذهب. ولازلنا نفضل شراء الذهب من كل أرتداد هبوطى.
على صعيد البيانات الاقتصادية: المعدن الاصفر سيكون كل تركيزه على مستوى الدولار الامريكى بعد الاعلان عن أرقام الوظائف الامريكية معدل البطالة ومتوسط الاجور والتغير فى أعداد الوظائف الغير زراعية. وسيتأثر الذهب ايضا بشهية المستثمرين من الاقبال على المخاطرة من عدمه فالذهب من أهم الملآذات الآمنة. وسيراقب الذهب تجدد المخاوف الجيوسياسية العالمية تجاه كوريا الشمالية او خروج بريطانيا من الاتحاد الاوروبى او ما يخص سياسة ترامب الاقتصادية.