انتهت مرحلة التهديدات وبدأ التنفيذ على أرض الواقع بزيادة الجمارك الامريكية على 200 مليار دولار من البضائع الصينية حيث دخلت الزيادة إلى 25% حيز التنفيذ يوم الجمعة وسط استمرار لعدم التوصل لاتفاق بين الولايات المتحدة والصين ووسط تصريحات تظهر جميعها أن هناك امور استراتيجية عالقة قد تحول دون التوصل السريع لاتفاق ينهي هذه الحرب التجارية.
وفيما نفذت الولايات المتحدة، لا تزال الصين في مرحلة التهديد وتصريحات بالانتقام لرفع الجمارك باستخدام اسلحة خاصة وهو ما يجعل الاحتمالات والسيناريوهات كثيرة لرد الصين الفعلي.
ورغم قناعة الكثير بأنه لابد من وصول الطرفين لاتفاق، إلا أن الوصول لاتفاق قد لا يكون في القريب العاجل ولن يخلو من المزيد من محاولات كل طرف الضغط على الاخر للتوصل إلى اتفاق اقرب إلى مصلحته.
وهنا تتجه انظارنا إلى الصين ونوعية الاسلحة التي ستستخدمها وهل سيبقى الاستخدام من خلال التهديد أم سيتم تنفيذه والدخول في مرحلة عض الاصابع ومن سيتمكن من الصمود وتحمل الالم نتيجة هذه الحرب التجارية حتى تنازل الطرف المقابل.
ومع أي تطور تجاه هذه المرحلة قد نشهد حالة النفور من المخاطرة هي المسيطرة على الاسواق وهو ما يعني أن أسواق الاسهم ستكون الخاسر الأهم وقد بدأ المؤشرات فعليا تظهر أن القادم ليس بالواعد لأسواق الأسهم الأمريكية بعد ارتداد مزدوج لقمتين متتاليتين على مؤشر اس اند بي وهو ما قد يفتح الطريق نحو انخفاضات قوية خلال الفترة المقبلة خاصة مع وصوله إلى مستويات دعم ذات اهمية كبيرة قد تبدأ معها مرحلة الذعر التي تحدثنا عنها مسبقا.
ومع هذه الحالة سنجد التوجه نحو الملاذات الآمنة وعملات الأمان وهنا قد يعود العصر الذهبي ونبدأ بمشاهدة عودة التذبذبات القوية على المعدن الاصفر بتفاعلات اكبر مما هي حاليا.
كذلك سيكون للدولار الأمريكي نصيب من هذه الحالة للنفور من المخاطرة وهو ما قد يدفع الدولار للعودة وكسر مستويات أعلى من 98 على مؤشر الدولار الأمريكي وهنا فإن الانطلاقة قد تكون قوية للغاية خلال الفترة المقبلة.
عملات الامان الأخرى مثل الين الياباني والفرنك السويسري ايضا سيكون لها نصيب جيد وهنا نرى أن عملات العائد المرتفع مثل اليورو والنيوزلندي والاسترالي قد تشهد مراحل من التراجعات القوية.
بالطبع يبقى الأمر مرهونا بأي تطورات نشهدها في الحرب التجارية وهل ستتجه بكين فعليا إلى الانتقام الفعلي أو ستبقى لغة التهديد هي المسيطرة ومن سيضطر إلى الاستسلام أولا في ظل اصرار الطرفين وعدم وجود أي ملامح واضحة حتى اللحظة لاتفاق وشيك بل أن الاكثر قربا هنا هو إمكانية المزيد من الخطوات الامريكية وما يمكن أن يواجهها من رد انتقامي من الصين.
علما بان اي تغيرات أو تحسن في امكانية التوصل لاتفاق يمكن أن تعكس الصورة وأن تعيد الايجابية للاسواق بقوة كبيرة وهو ما سيءدي الى تغير النظرة بالكامل.