في ظل التوترات وحالة الفعل ورد الفعل المضاد بين الصين والولايات المتحدة الأمريكية والتي كانت ولا تزال الأسواق تعيشها خلال الاشهر الماضية أصبح حالة RORO هي السمة الأبرز، فكنا نشهد قبل التصعيد الأخير حالة من الـ Risk on مع كل تصريح متفائل من الإدارة الأمريكية بخصوص المفاوضات التجارية، مما دفع شهية أسواق الأسهم الأمريكية لمزيد من المخاطرة وعمل على وصولها إلى ATHs، ولكن من وجهة نظري فإن شهية المخاطرة المزعومة هي شهية مسمومة لعدة أسباب ذكرتها في عدة مقالات سابقة سأختصرها كما يلي:
-مؤشرات الأسواق الأمريكية منذ الإعلان عن فوز ترامب بكرسي الرئاسة الأمريكية ولغاية اليوم حققت ارتفاعات تجاوزت 60% كمعدل، علماً أن الأجندة الإنتخابية للرئيس الأمريكي ترامب لم تكن محببة لدى السوق.
-الإدعاء بقوة الاقتصاد الأمريكي في المرحلة الحالية هو تركيز على جانب وزاوية واحدة من المشهد العام. فكيف لنا أن نتبين صحة وجهة النظر هذه ولا زال لدينا عدة إشارات استفهام كثيرة لم يتم الإجابة عنها بشكل موضوعي حتى هذه اللحظة وهي كما يلي:
1. رغم تحقيق بيانات وظائف "جيدة" لماذا لم تكن معدلات الأجور ضمن قائمة المستفيدين من نتائج الوظائف؟
2. لماذا لم نشهد تحسناً في معدلات الإنفاق الاستهلاكي رغم بيانات الوظائف "الجيدة"؟
3. لماذا فشل التضخم الأمريكي بالوصول إلى المستويات المستهدفة من قبل الفيدرالي؟
4. كيف سيتمكن تخفيض معدلات الضرائب الذي انتهجه ترامب في سد فجوة العجز الناتج عن انخفاض العوائد الحكومية؟
5. كيف سيتم التعامل مع تزايد فجوة العجز التجاري في ظل تصاعد وتيرة الحرب التجارية بين الطرفين الأمريكي والصيني؟ ومن غير المستبعد أن يتم فتح جبهات جديدة لاحقاً.
6. هل ستستمر مؤشرات الأسهم بالقدرة على تحمل كل هذه النسب من الارتفاع الـ (Artificial) في ظل أساسيات اقتصادية صنعية وغير ثابتة؟
7. هل مهمة الفيدرالي أصبحت أكثر سهولة أم أكثر تعقيداً في ظل المعطيات السابقة؟
8. هل المضي في سياسة التشدد النقدي ستكون قراراً حكيماً ضمن هذه المعطيات والظروف المحيطة؟
9. هل من مصلحة الاقتصاد الأمريكي (إن كان قادراً) أن ينهك أهم عملاءه بدعوى إعادة ترتيب الأوراق؟
بعد الإجابة على كل هذه الأسئلة، هل ستبقى عبارة "شهية المخاطرة" المكررة بناءاً على هذه المعطيات محفزاً للمستثمرين؟
معظم الاسئلة السابقة أجبت عنها من وجهة نظري في عدة مقالات سبق نشرها، وتبقى وجهات النظر المغايرة تفتقر للحجج الموضوعية، ولا أزال أرى من وجهة نظري وضمن حالة عدم اليقين وبناءاً على المعطيات السابقة أن زيادة نسبة الإنكشاف على الملاذات الآمنة في المحفظة الاستثمارية سيكون الاستراتيجية الأمثل للمرحلة الحالية واللاحقة.