ارتفعت الأسهم الأوروبية والعقود الآجلة للأسهم الأمريكية اليوم الخميس متجاهلة الخسائر في آسيا على الرغم من مجموعة من التوترات الجيوسياسية، وارتفعت سندات الخزانة.
فيما يبذل المستثمرون قصارى جهدهم للبقاء متفائلين وسط مجموعة من المخاوف حتى الآن. حيث لا تزال تفاصيل حادث ناقلات النفط بخليج عمان غير واضحة، ولكنها تتبع هجمات أخرى في المنطقة الشهر الماضي.
يأتي هذا في ظل صدور تقرير للأمم المتحدة أمس الاربعاء أظهر انخفاض الاستثمار الأجنبي المباشر العالمي في عام 2018 للعام الثالث على التوالي والتوترات التجارية قد تعيق انتعاشها هذا العام. وقالت الأمم المتحدة في تقرير الاستثمار العالمي إن تدفقات الاستثمار الأجنبي المباشر إلى الاقتصادات المتقدمة انخفضت بنسبة 27٪ إلى أدنى مستوى لها منذ عام 2004، وعلى المستوى العالمي انخفضت التدفقات بنسبة 13٪ إلى 1.3 تريليون دولار.
شهد سعر النفط الخام الأمريكي إنخفاض حوالي 18٪ من أعلى مستوى له في أواخر أبريل، وقفز التقلب مع تدهور العلاقات التجارية بين الولايات المتحدة والصين بسبب توقعات النمو العالمي. حيث في الأسابيع الماضية كان السوق في حالة من الذعر إزاء الضعف الملحوظ في الطلب على النفط.
لكن انتعش النفط من أدنى مستوياته في حوالي خمسة أشهر بجلسات اليوم حيث تضررت ناقلتان نفط في هجوم مشتبه به في خليج عمان بعد أسابيع فقط من حادثة سابقة في منطقة الخليج العربي.
وإرتفع النفط الخام بجلسات اليوم أكثر من 3% قرب مستويات 53.30 دولار للبرميل كما إرتفع نفط برنت أكثر من 3.5% متجاوزا مستويات 62.00 دولار للبرميل، وبذلك تكون الأسعار قد عوضت أغلب خسائرها منذ بداية الأسبوع.
اندلعت التوترات في المنطقة في الوقت الذي يحاول فيه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب القضاء على عائدات النفط الإيرانية بفرض عقوبات أكثر صرامة، ويتحول إلى الخصوم السياسيين مع إيران بالتحالف مع السعودية للحفاظ على أسواق النفط الخام العالمية كافية.
فيما ما زال يدق ناقوس الخطر في الأسعار التي تعثرت لأسابيع وسط النزاع التجاري الأمريكي الصيني وتضخم المخزونات الأمريكية.
فيما يراقب المستثمرين ما يمكن لهذا الحادث الأخير أن يمهد الطريق لعقد اجتماع متوتر عندما تتجمع منظمة أوبك التي تنتمي إليها كل من المملكة العربية السعودية وإيران وحلفاؤها في الأسابيع المقبلة لتقرير مستويات إنتاج النفط للنصف الثاني من العام.
كما تكافح المجموعة لتسوية الموعد المحدد لأن النزاع السعودي الإيراني يعيق من جديد قدرتها على اتخاذ القرارات. ففي وقت سابق من يوم الاثنين حذر وزير المالية الروسي "أنتون سيلوانوف" من أن النفط قد يهبط إلى ما دون 40 دولاراً إذا لم توافق دول أوبك على تمديد خفض الإنتاج. ليصرح وزير الطاقة السعودي "خالد الفالح " إننا نعمل من أجل اتخاذ خطوات وقائية حتى لا نسمح بحدوث هذا السيناريو، وتحدث الفالح عن احتمالات التمديد بينما قالت روسيا يوم الجمعة الماضية إنها ستتخذ إجراء بالتنسيق مع السعودية. ومع ذلك، تتطلب قواعد أوبك إجماعاً على تغيير موعد المؤتمر، وبدون مباركة إيران سيبقى الاجتماع القادم على الأقل من الناحية النظرية في 25 يونيو القادم. نظراً لأن كل من المملكة العربية السعودية وروسيا تشير الآن إلى تضارب مع الالتزامات المحيطة بقمة مجموعة العشرين في اليابان التي ستعقد في أواخر يونيو فإن كيفية الرد إذا لم يتم تعديل التواريخ غير مؤكدة.
مع بقاء أسبوعين فقط قبل أن يُفترض أن يجتمعوا في فيينا لا تزال "أوبك" وحلفاؤها يكافحون من أجل الاستقرار على موعد لإجتماعهم القادم. يعتبر هذا أحدث مثال على الكيفية التي يمكن بها للتنافس الجيوسياسي المرير بين المملكة العربية السعودية وإيران أن يسبب الجمود في المنظمة.
ولبقاء النفط في مستويات آمنة مع تزايد النزاع التجاري ومخاوف النمو العالمي يجب على منظمة البلدان المصدرة للبترول "أوبك" وشركائها، وهو تحالف يمتد على 24 دولة منتجة للنفط أن يختارون إما تمديد تخفيضات الإنتاج إلى النصف الثاني من العام أو إنهاء اتفاق وضع حداً أدنى للأسعار. إذ يتسم هذا القرار بإلحاح متزايد مع المخاوف من اقتصاد عالمي متدهور وترسيخ أسعار النفط الخام في الحرب التجارية.
Abdelhamid_TnT@