المقال مترجم من اللغة الإنجليزية بتاريخ 30/7/2019
من المؤكد تخيب الفيدرالي آمال المستثمرين في اجتماع سياسته النقدية غدًا. فالسوق على ثقة تامة بتخفيض معدل الفائدة إلى 2.00-2.2، من 2.25-2.50. وإذا لم يتم هذا الأمر، ستموج الأسواق بالاضطراب، ولكن حتى لو نفذ الفيدرالي ما وعد به، فعلى الأرجح لن يكون ذلك كافيًا للسوق.
بالنظر للوضع الاقتصادي الأمريكي نرى معدلات البطالة عند مستويات قياسية الانخفاض، والتضخم تحت ضغوط، كما أن النمو أقوى من المتوقع، لذلك ستلجأ اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوح لما يُسمى بالتخفيض الضماني لمعدل الفائدة، وذلك النوع من التخفيضات مصمم خصيصًا لضمان استمرار النمو الاقتصادي.
وتكمن المشكلة هنا في أن الربع نقطة ليست ضمانًا كافيًا. فإذا كان الهدف من القرار إعادة منحنى العائد على سندات الخزانة لوضعه الطبيعي (أي عائد سندات أجل 10 سنوات أكبر من عائد سندات أجل 3 شهور) لن تكفي الربع نقطة تلك لهذا الأمر. وإن كان فرق العائد بين السندات الطويلة الأجل والقصيرة الأجل تناقص بالفعل.
ويظل لدينا النظرة الفنية القائلة إن إيقاف إنذار أحد تحذيرات الركود لا يدفع الاقتصاد للأمام. ولهذا السبب تحديدًا يرغب المشاركون في السوق لو رفع الفيدرالي معدل الفائدة تدريجيًا على مدار الاجتماعات القليلة القادمة، بداية من منتصف سبتمبر، عندها تضع الأسواق احتمالية نسبتها 70% لتخفيض معدل الفائدة، ليصبح 1.75-2.00 أو أقل. وعند التقاء لجنة السوق المفتوح بديسمبر القادم، تنخفض احتمالية تخفيض الفائدة لتصبح بين 1.50-1.75، أو أقل في تطلعات مبالغ فيها.
إنهاء المطاردة
يعتمد رد فعل السوق هذا الأسبوع على العبارات التي تختارها اللجنة في رسالة الإجماع التي تصدرها، وكذلك على ما شرح جيروم بأول لتفكير صانعي السياسة.
فلو استمر بأول مؤكدًا على المخاطر التي تقف بوجه الاقتصاد، خاصة تلك المتولدة عن التوترات التجارية، يمكن للمستثمرين عندها الإبقاء على اعتقادهم بأن الفيدرالي سيخفض الفائدة مستقبلًا.
ولكن في تلك الحالة، لو كان الفيدرالي على علم بأن تخفيض المعدل ربع نقطة، لماذا لم يختصر الطريق، ويصدم السوق في اجتماعه بتخفيض أكبر من المتوقع؟ هناك توقعات جريئة بتخفيض 50 نقطة أساس لضمان أن الفيدرالي يسعى بالفعل لاستدامة النمو.
الجرأة لها فاعلية أكبر
لا شيء مما سيقدم عليه الفيدرالي غدًا قادر على دفع التضخم فوق 2%، ناهينا عن النظر في تحقيق الهدف المثالي للتضخم فوق نسبة 2% للتعويض عن طول الفترة الزمنية التي هبطت فيها المعدلات أسفل الهدف. ولكن نصف نقطة قادرة على إطلاق العنان للقوى التي ترفع الأسعار.
بيد أن هذا لن يقع. وأعمق آمال المستثمرين تتمثل في الإبقاء على باب التخفيضات المستقبلية مفتوح.
كما أن بأول أثبت أن آرائه متغيرة، وتعتمد على الجهة التي تهب منها الرياح. فتغير موقفه من الحفاظ على الهدوء والإبقاء على المعدلات في مكانها إلى الصبر، ومن ثم إلى الرغبة في تخفيض المعدل للوقاية من الركود.
من يقرر ما سيحدث مستقبلًا؟
ما التالي إذن؟ مزيد من التخفيضات أم العودة للصبر؟ ولو كانت ردود فعل بأول مجرد استجابات لأمور تحدث، فمن إذن يخلق الأحداث؟
يحارب الرئيس ترامب الفيدرالي منذ فترة ليدفعه نحو تخفيض معدلات الفائدة، وأخيرًا أتت جهوده ثمارها، بعد أن دعا الفيدرالي بأكمله بغير الكفء، هذا من بين ألفاظ حادة أخرى.
ورد أعضاء الفيدرالي ذلك الهجوم عن أنفسهم، مؤكدين على استقلالية البنك في وجه المذبحة الرئاسية، إلا أن من يلاحظ ذلك الشد والجذب يمكن أن يرى اتباعهم لتوجيهات ترامب، رغم ترددهم الملحوظ، وتأجيلهم المتكرر.
والأمر المحتمل هنا هو: اتباع اقتصادي البنك للمناهج الفكرية الملقاة عليهم، مما ساعد في التأثير على بأول وغيره من صانعي السياسة حتى يفكروا على النحو الحالي. أي أن ما يحدث حاليًا ليس نابعًا نبوعًا حقيقيًا من الفيدرالي، وبالتالي ربما لن يوجد اتساق بين التحركات الجريئة أو حتى ما سيحدث في الاجتماع التالي.