المقال مترجم من اللغة الإنجليزية بتاريخ 3/9/2019
تتزعم شركة شركة فيس بوك (NASDAQ:FB) قطاع التكنولوجيا، بما فيه من شركات مثل: آبل، ونيتفليكس. والمدهش بشأن فيس بوك هو إبقائه على زخمه الصاعد، بالرغم من التحقيقات، وحالة عدم الثقة العامة حول منصته الإلكترونية.
وارتفعت الأسهم منذ بداية العام وحتى اليوم بنسبة تفوق 40%، وأغلقت يوم الجمعة على سعر 185.67 دولار. يأتي هذا التعافي القوي بعد عام عصيب مرت به الشركة، 2018، وخلاله هبطت الأسهم نسبة 26%، وتراجعت ثقة المستثمرين، كما وقت عديد الأزمات عالية المستوى، بما فيها: انتهاكات البيانات، ومخاوف حول خصوصية المستخدم، والتلاعب السياسي بالمنصة.
يقف تداول السهم متخلفًا نسبة 14% عن أعلى رقم قياسي مسجل الصيف الماضي، إلا أن ما وقع هذا العام من ارتفاع يدحض سيناريو الهلاك الذي رسمه الدببة، الذين تنبأوا بانهيار المبيعات. وخلال الربع الثاني، المنتهي في 30 يونيو، جاء تقرير أرباح فيس بوك، مع أرباح بلغت نسبتها 28%، متفوقة على توقعات المحللين.
وبنظرة مستقبلية، لا يوجد ضمانات لانتهاء التحديات التي تتصدى لفيس بوم. ففي آخر مؤتمر أرباح مع المحللين، قال المدير المالي للشركة إنه يحذر من تباطؤ عوائد نمو فيس بوك، واحتمالية استمرار هذا التباطؤ لنهاية العام، بسبب نمو القيود المفروضة على البيانات الشخصية التي تستطيع فيس بوك حصدها واستخدامها في الإعلان، مما يزيد صعوبة توليد الأموال من الإعلانات.
لا ريب في استمرار التهديد المنبعث من الإشراف التنظيمي، وقوانين مكافحة الاحتكار، وتظل تلك التحديات غيوم قاتمة في مستقبل الشركة، بينما يحاول المشرفون على تلك الهيئات وضع مجموعة من القواعد للسيطرة على إساءة الاستخدام. ولكن، تزيد ثقة مستثمري فيس بوك، بسبب قدرة مارك زوكربيرج على توليد عوائد تفوق توقعات السوق، وتخفض من نبرة الشركة المتحفظة.
إليك الأسباب وراء هذا التفاؤل:
1.نمو عدد المستخدمين
يوجد عدد من المؤشرات الأساسية، لتلك المؤشرات القدرة على إخبار الأسواق ما إذا كانت شركة التواصل الاجتماعي تلك قادرة على مواصلة العمل في السوق، أم أنها انتهت، من ضمن تلك المؤشرات: تفاعل المستخدم. على مدار الأرباع العديدة الماضية، كان هناك اتجاه واضح يظهر تدريجيًا، عند الحديث عن تطبيق فيس بوك الرئيسي. ينال الركود من المنصات في أقاليم: أمريكا الشمالية، وأوروبا.
بالنظر لعدد الأشخاص الذين يستخدمون تطبيق المراسلة، ماسنجر، يوميًا ارتفع إلى 1.6 مليار شخص في الربع الثاني، بمعدل نمو نسبته 8% منذ عام مضى، ثاني أبطأ معدل نمو في تاريخ الشركة.
وبينما تباطأ نمو التطبيق الأساسي، فيس بوك، إلا أن العدد ارتفع على منصات أخرى مملوكة للشركة. فيبلغ إجمالي عدد مستخدمي تطبيقات الشركة: 2.7 مليون شخص شهريًا، مما يجعلها أكبر شركة تواصل اجتماعي في العالم.
2.محركات نمو جديدة
تظل حماسة مستثمري فيس بوك على حالها، ويعود ذلك لقدرة الشركة على التمتع بجاذبية مستمرة للمعلنين، إذ يوجد على المنصة 2.7 مليار مستخدم. وأهم ما أدخلت الشركة من تحديثات على تطبيقاتها هو: القصص (ستوريز)، وهي عبارة عن صور أو فيديوهات، يمكن للمستخدمين وضعها على فيس بوك، واتس آب، ماسنجر، أو انستجرام.
كما تحاول الشركة تحويل تطبيقاتها الكبرى، مثل انستجرام، وواتس آب، لمنصات تجارة إلكترونية، يمكن لذلك التحول إضافة مليارات الدولارات للعائد خلال السنوات القادمة. وأضافت الشركة أدوات للتجارة الإلكترونية على تطبيق مشاركة الصور، انستجرام، ويصبح الأمر ضمن نموذج عمل الشركة.
تنطلق فيس بوك لمناطق إبداعية جديدة للتغلب على احتمالية تراجع قطاع الإعلانات، بما فيها تقديم خدمات الدفع والسداد، والتجارة الإلكترونية، وقال زوكربيرج إن المستخدمين أصحاب الصلة بشبكات ضخمة من الأفراد، والمنظمات، هم خطوته التالية لمحاولة مساعدتهم على تحقيق الفائدة من صلاتهم الواسعة تلك.
قال مسؤولو فيس بوك في يونيو إنهم يتوسعون في قطاع خدمات طلب الفيديو، واتش، وعقدت شراكات مع كبار الناشرين على مستوى العالم، ليألفوا محتوى منصة Watch. يعتقد محللو دويتشه بانك أن تلك الخدمة يمكنها الإسهام في توليد 5 مليار دولار بحلول 2021.
لا تأتي تلك المبادرات الهادفة لتدعيم النمو بمفردها، فمعها عملة الشركة الرقمية المثيرة للجدل، ليبرا، والتي تواجه مقاومة دولية منذ الإعلان عنها في يونيو. والسبب الرئيسي وراء ليبرا هو: تمكين تحويل الأموال حول العالم، برسوم زهيدة، أقل من الرسوم المفروضة في الوقت الراهن. وستكون ليبرا ذات أهمية عظيمة في ظل الدول التي لا تتمتع بأنظمة بنكية قوية، أو عملتها المحلية متقلبة.
خلاصة القول
بعد رالي قوي حققته أسهم فيس بوك هذا العام، يمكن للأسهم الوقوع تحت وطأة تقلبات سوق الأسهم، ولكنها ستكون أكبر قدرة على احتمال تلك التقلبات. ما زالت الشركة قادرة على زيادة عدد المستخدمين، وتوليد أموال مما تملك، مما يجعل أسهمها صالحة للرهان على المدى الطويل، بالرغم من المعوقات التنظيمية المستقبلية.