المقال مترجم من اللغة الإنجليزية بتاريخ 2/10/2019
استقالت عضو المركزي الأوربي، الألمانية الجنسية، سابين لوتين شلاغر من هيئة الأعضاء التنفيذيين المتكونة من 6 أعضاء، قبل عامين من نهاية مدتها، وهذا ما فتح باب لمشاهدة الصراع المحتدم داخل أبواب المركزي الأوروبي. فالصقور من أوروبا الشمالية، يقفون بمواجهة حمائم جنوب أوروبا.
كان صراع منطقة اليورو في السابق يدور حول اليونان، وإيطاليا، وأسبانيا، وديونهم الثقيلة، وكان الدائنين من شمال أوروبا يفرضون إجراءات عنيفة عليهم، ولكن هذا المرة يستعيد الجنوبيون كرامتهم ويربحون المعركة. فكان دراغي، إيطالي الجنسية، هو من دفع المركزي الأوروبي نحو تيسير السياسة النقدية، وأدخل معدل الفائدة منطقة سلبية، ليقاوم بذلك تراجع النمو، والتضخم الذي لا يتحرك.
وفرنسا ما بين الشمال والجنوب، ولكن الرئيس الفرنسي، إيمانيول ماكرون، لا يتفق كثيرًا مع السياسات الألمانية الرجعية. وسعى نحو إخراج ينس فايدمان، رئيس البنك المركزي الألماني، من سباق الترشح لرئاسة المركزي الأوروبي. وستشغل كريستين لاجارد هذا المنصب الآن.
من جانب دراغي، كان متجهًا نحو نهاية مدته، ولكنه ضاعف عمليات التحفيز قبل خروجه من باب مكتبه. وفي اجتماع الفيدرالي لشهر سبتمبر، دفع نحو تخفيض معدل الفائدة على الإيداع، ليدخل هذا المعدل في منطقة سلبية. كما أنه أعاد برنامج شراء الأصول.
وقدمت لوتين شلاغر استقالتها بسبب برنامج شراء الأصول، وبمغادرتها فقد المجلس توازنه. كما سبب تراجع العملة الموحدة، التي لم يعرف التعافي طريقها بعد.
ومن جانبهم، قرر وزراء مالية اليورو إحلال فابيو بانيتا، محل بينوا كوري، والذي تنتهي ولايته في ديسمبر، وبانيتا محافظ البنك الإيطالي المركزي.
بذلك، تحصل فرنسا وإيطاليا على ممثلين لهم في الهيئة، ولكن ألمانيا كأكبر اقتصاد في المنطقة، تشعر باستحقاقية التمثيل، لذلك فمن سيحل محل لوتين شلاغر سيكون ألماني.
بالنظر إلى ما تمتعت به لوتين شلاغر، نراها: المرأة الوحيدة وسط 25 عضو من الرجال في المجلس الحاكم، وبوصول لاجارد، يحصل البنك على تنوع ما، ولكن من المفضل وجود امرأة ألمانية.
هنا، يدل اختيار البنك على كيفية رغبته في التعامل مع الأزمة. فتمتلك ألمانيا فرصة للتراجع قليلًا، وتطيب جروحها حتى يفتح منصب جديد أبوابه، وتضع أحد حمائمها فيه.
وبالطبع الحمائم الألمان هم مجرد تعبير نسبي، فليسوا كحمائم فرنسا أو إيطاليا. هناك كلوديا بوش، نائب رئيس البنك المركزي، وهي على الأرجح من الصقور. خلفت لوتين شلاغر في المنصب عام 2014، عندما دخلت لوتين شلاغر للمركزي الأوروبي، وبالتالي بوش تعمل مع أكبر صقور المركزي الألماني منذ ذلك الحين.
وكانت بوش تشغل منصب عضو المجلس الألماني للخبراء الاقتصاديين (المعروف بالحكماء الخمسة) واستمرت في المنصب لعامين، وعندها رُشحت لعضوية المركزي الأوروبي، ولكن وصلت لوتين شلاغر للمنصب.
وبعد مغادرة بوش لمجلس الحكماء الخمسة، انضمت إليهم إيزابيل شنابل، الأستاذة في جامعة بون، وهي من الرشحين أيضًا. وربما تكون أكثر تهاونًا مع سياسات التحفيز من بوش، ولكنها كانت من منتقدي سياسة المركزي الأوروبي. ولدى ألمانيا مرشحة أخرى، وهي إيلجا بارتش، وهي الآن باحث للاقتصاد الكلي في بلاك روك، بعد شغلها منصب في مورغان ستانلي.
حازت النساء الثلاث المذكورات على درجة الدكتوارة، ولديهم وجهة نظر تخالف لوتين شلاغر. فخبرتها كانت في الإشراف على القطاع البنكي (إذ ترأست هيئة المراقبة في مجلس المركزي الأوروبي لأعوام).
على أقل تقدير، فهؤلاء المرشحات على درجة من الاختلاف. (يوجد مرشحون ذكور للمنصب، منهم مدير المركزي الفكري، مارسيل فارتشير، ووزير المالية يورج كوكيس، وأستاذ جامعة فرانكفورت، فولكر فايلاند).
شغل منصب رئيس الاقتصاديين بالاتحاد الأوروبي، محافظ بنك أيرلندا السابق، فيليب لاين، والذي يعد أكثر ميلًا للتيسير من سابقه، بيتر برايت، بينما محافظ بنك إيطاليا، هو مناصر للتحفيز.
سواء كان مائلًا للتحفيز أم لا، أي عضو جديد، عليه التعامل مع المعارضة المتزايدة حدتها من ألمانيا، وليس فقط من بين مسؤولي السياسة النقدية، ولكن من البنكيين، وحتى من عامة الشعب. تحتاج لاجارد لاستراتيجيات دبلوماسية، لرأب الصدع ما بين الشمال والجنوب.
الحمائم: أنصار التحفيز، والتيسير النقدي
الصقور: أنصار رفع معدلات الفائدة، والتضييق النقدي