المقال مترجم من اللغة الإنجليزية بتاريخ 10/10/2019
آبل تحافظ على سعادة ثيران أسهمها برالي قوي منذ بداية العام. فأظهر السهم قوة اهتمام كبرى، أدهشت عديد المحللين، الذين ظنوا أن الشركة وصلت لمرحلة النضح فيما يخص مجال بيع الهواتف الجوالة، وهذا من شأنه الضغط بقوة على أسهمها.
ولكن التشاؤم بشأن شركة آبل (NASDAQ:AAPL) ضعف سريعًا بعد إصدار آيفون 11، والذي على عكس الطرز التي سبقته، تمتع باستقبال ترحيبي قوي من الجمهور. في واقع الأمر، جاءت في صحيفة نيكاي اليابانية الأسبوع الماضي أن آبل تخطط لزيادة إنتاج آيفون 11 بنسبة 10%.
وصاحبت تلك الأنباء الجيدة، رفع عديد المحللين لتوقعاتهم بشأن أسهم الشركة، بسبب رد فعل إيجابي من سلسلة الإمداد الخاصة بها. وأجمعت تقديرات وول ستريت على أن شحن آيفون زاد 3 مليون وحدة منذ طرح الطرز الجديدة في 20 سبتمبر، وفق FactSet.
وقال محلل بنك جي بي مورغان (NYSE:JPM): "إننا نرفع توقعاتنا -رفعًا متواضعًا- لأحجام بيع آيفون، ونتوقع تحسن شعور المستهلك تجاه أسهم آبل." وجاء في مذكرة المحلل، ساميك تشاتيرجي، إنه يرفع الهدف السعري لأسهم الشركة لـ 265 دولار، من 243 دولار. "نرفع توقعاتنا لعامي 2020/2021، بسبب طرح آيفون الإصدار الجديد بشبكة الجيل الخامس، والذي يصدر في سبتمبر 2020."
وبتلك التوقعات الإيجابية، وصلت أسهم آبل إلى رقم قياسي عند 229.93 في 7 أكتوبر. وأغلق السهم أمس عند سعر 227.03، وتعافى السهم حوالي 60% من انخفاض ديسمبر. ولكن الأسئلة الكبرى أمام الاتجاه الصاعد الآن، هل يمكن استدامة هذا الصعود؟
اضطرابات سلاسل الإمداد
تواجه آبل عديد المخاطر المتنوعة، والخطيرة. والأكبر من بينهما، هو الخطر المهدد لسلاسل إمداد الشركة -هي الشبكة الشاملة من المزودين للشركة بأسعار زهيدة- في حال تصاعدت حدة الصراع الأمريكي-الصيني. ويلتقي المسؤولون من الصين، مع نظرائهم من الولايات المتحدة هذا الأسبوع، للتباحث في الاختلافات بينهما. وتقول تقارير إن الصين ربما توافق على اتفاق مؤقت، ومحدود، لو أظهر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بعض المرونة إزاء التعريفات الجديدة.
وبجانب التفاؤل بشأن أجهزة آيفون 11، تزداد ثقة المستثمرين في عدم تعرض آبل للضرر بفعل قرارات صينية، في حال استمر النزاع الأمريكي الصيني. وفي مذكرة للعملات، وضع محلل بنك أوف أمريكا، وامسي موهان، سيناريو منخفض الاحتمالية لوقوف آبل في مرمى نيران الحرب التجارية.
مع إعادة تقييم المخاطر الصينية، يركز المستثمرون الآن على قوة منتجات الشركة، وإمكانية دفع المبيعات من خلال قطاع الخدمات.
ينبع الطلب من عديد المحركات منها، الطلب على القطع الصلبة، الذي سيرتفع بعد طرح هواتف الجيل الخامس في الأسواق عام 2020، وفق محلل جيفيريس، كيلي مكنيلي.
"نعتقد أن وول ستريت لا تقدر استفادة آبل من الجيل الخامس حق تقديرها." في مذكرة كتبها مكنيلي للعملات الأسبوع الماضي. تقدر وول ستريت بيع 190 مليون جهاز بتقنية الجيل الخامس من آبل في 2021، وهذا أدنى متوسط 6 أعوام، بنسبة 6%. وقال مكنيلي، إن تلك التقديرات محافظة جدًا. فتقديرات بيع الأجهزة من الجيل الخامس ستصل لـ 208.
ويعكس اتجاه السوق الأخير نجاح تيم كوك، الرئيس التنفيذي، في تنويع عوائد آبل من بيع الآيفون. إذ تتضمن خدمات الشركة، الموسيقى، واستئجار الأفلام، وتحميل التطبيقات، وولدت تلك الأمور 33% من عائد الشركة، لتصل إلى 40 مليار دولار، وهو ما يمثل 15% من إجمالي العائد، لـ 265.6 مليار دولار.
وحتى الآن، فالاتجاه مستمر. وهبطت عوائد آبل من آيفون بـ 19 مليار دولار في الشهور التسعة المنتهية في يونيو. وزادت مبيعات كل شيء ما عدا أجهزة آيفون إلى 12.6 مليار دولار، ليظهر ذلك مدى سرعة تطور قطاع الخدمات.
وتستمر المساهمات في النمو ما إن تدخل الشركة خط خدمات جديدة للبث الترفيهي، وخدمات الدفع. وفق تقديرات ستانلي مورجان، فسوف يستمر النمو، ويولد حوالي 60% من عوائد آبل خلال السنوات الخمس القادمة.
خلال القول
وتحركات السهم في الوقت الحالي مدعومة بتحسنات في الجوانب الأساسية، وإعادة تسعير المخاطر المرتبطة بالحرب التجارية بين الصين والولايات المتحدة. ونستمر في تزكية أسهم آبل على المدى الطويل، لمن يرغب في اسم تكنولوجي قوي في محفظتهم الاستثمارية.