المقال مترجم من اللغة الإنجليزية بتاريخ 11/10/2019
كان طريق تداولات العملات هذا الأسبوع وعر، مع استجابة العملات للأنباء الإيجابية والسلبية. وخلال الليل، ثارت مخاوف المستثمرين حيال مغادرة الوفد الصيني مبكرًا عن موعده، ولم يكن لدى أحد أي علم باتجاه المحادثات المبدئية. وكانت حالة عدم اليقين تلك مرتفعة في السوق، وعند ارتفاعها مال المستثمرون نحو تشريح وتأويل كل كلمة يتفوه بها أي شخص. وبنهاية الجلسة عاد الدولار الأمريكي يزأر بقوة في السوق، عندما غرد ترامب حول لقائه بنائب رئيس الوزراء الصيني في البيت الأبيض يوم الجمعة. بيد أن التغريدة عينها تركت الأسواق لتحزر ما قاله ترامب، "هم يريدون التوصل لاتفاق، فهل أريد أنا؟
مخرجات المفاوضات ما زالت في علم الغيب إلى الآن، ويمكن أن تحاول الأطراف إطلاق ألعاب نارية لتشتيت الأسواق خلال الـ 24 ساعة القادمة. فلو وافق الرئيس ترامب على اتفاق جزئي مع الصين، عندما سيصل زوج الدولار/ين إلى ارتفاعات شهر، بالقرب من 108.50. بينما العملات الرئيسية الأخرى استفادت من عودة شعور المخاطرة، مع اختبار اليورو/دولار لـ 1.1050، والاسترالي/دولار يتجه نحو 0.6850. ولو فشلت المفاوضات بين الطرفين، وغادرت الصين مبكرة عن موعدها، عندها سنرى انعكاس الأرباح التي حققتها العملات يوم الخميس، فيقع الضرر على الدولار الأمريكي/ين، والدولار الأسترالي/دولار. بينما ليس من الحكمة المراهنة على اتفاق، ولكن بما أن ترامب التقى بنائب رئيس الوزراء الصيني، حتمًا سيتمخض شيء إيجابي. إذ سيكون لترامب بذلك فرصة لتشتيت انتباه الأسواق بعيدًا على إجراءات العزل.
الاتفاق التجاري، يقلل احتمالية تخفيض الفيدرالي معدل فائدته هذا الشهر. فخرج أمس تقرير مؤشر أسعار المستهلك، والذي أظهر ضغوط تضخمية متراجعة لشهر سبتمبر. ولم يتغير نمو مؤشر أسعار المستهلك على الأساس الشهري، رغم أن الأسعار -باستثناء الغذاء والطاقة- سجلت ارتفاع طفيف. كما أن البيانات الأضعف لم تكن لتؤثر على الدولار هذا الأسبوع، مع ارتفاع الآمال إزاء النمو العالمي.
بينما ارتفع الإسترليني أكثر من 2%، أمام الدولار الأمريكي، بعد أن قال رئيسا الوزراء الأيرلندي، والبريطاني أن المسار نحو الاتفاق ممكن. لم تظهر أي تفاصيل، ولكن سكاي نيوز ذكرت في تقرير لها أن بريطانيا تقترح اتفاق تجارة حرة محدود. وانتقلت المحادثات الآن إلى بروكسل، حيث يلتقي وزير البريكسيت باركلاي، مع كبير مفاوضي الاتحاد الأوروبي، بارنير. ونشك في قبول الاتحاد الأوروبي أي اتفاق، ولكن المستثمرين متعلقين بخيوط الآمال الضعيفة، لأن تحركات السعر تدل على تفاؤل واسع. وبالطبع، سيتغير الشعور سريعًا لو قالت ألمانيا إن الاتحاد الأوروبي يشك في إمكانية التوصل لاتفاق، لذا من الحكمة عدم التسرع نحو اتخاذ مراكز قبل معرفة ما ستفضي إليه المفاوضات.
تداول اليورو/دولار أعلى 1.10 للمرة الأولى في أسبوعين. على الرغم من أن الحساب الجاري الألماني، وأرقام الميزان التجاري أخفقت في الوصول للتوقعات. وعارض عدد من أعضاء البنك المركزي الأوروبي سياسة التيسير الكمي، وأحسوا أن هذا كان يجب أن يكون الملاذ الأخير. ومع اتجاه الاقتصاد الألماني نحو الركود، نشك في استدامة رالي اليورو/دولار، ويأمل المستثمرون والبنك المركزي الأوروبي أن تدعم ألمانيا اقتصادها، بتحفيزات مالية، ولكن بناء على تعليقات من وزير المالية الألماني، قال إن البلاد لديها سياسة مرتفعة السعر، وأن التحفيزات لن تكون سهلة.
وارتفعت عملات السلع الثلاثة يوم الخميس، بسبب صعود التفاؤل التجاري، ولكن الدولار الكندي سيكون تحت المجهر يوم الجمعة. فيصدر اليوم تقرير سوق العمل، ويتوقع الاقتصاديون تباطؤًا قويًا في نمو الوظائف. وفق مؤشر مديري المشتريات من IVEY، فالشركات الكندية فقدت كثير من الوظائف، بأسرع وتيرة منذ 2016. ويجب أن يرتفع زوج الدولار/كندي لو جاء تقرير الجمعة، ولكن التوقعات متراجعة، لذا يعتمد رد فعل الدولار الكندي على حدة المفاجأة.