المقال مترجم من اللغة الإنجليزية بتاريخ 14/10/2019
قالت الولايات المتحدة يوم الجمعة إنها توصلت لاتفاق يسمح بإيقاف مؤقت لفرض التعريفات على الصين.
عند هذه النقطة، نحتاج إلى العودة لشهر ديسمبر من 2018، لنرى ما حدث عندما اتفق الرئيسان ترامب، وتشي على هدنة تجارية مدتها 90 يوم، للسماح بانعقاد مفاوضات أبعد. كان هناك إيقاف لإطلاق التعريفات ما بين الجهتين في السابق، ولكن الأبرز بينها كان التوقف في ديسمبر الماضي، نظرًا لطول المدة الزمنية.
التزمت الصين بشراء "كميات وفيرة" من الصادرات الأمريكية. في واقع الأمر، اشترت الشركات الصينية، المملوكة للدولة، في فبراير الماضي، مليون طن على الأقل من فول الصويا الأمريكي. ووردت تقارير أنباء تشير إلى وصول إجمالي المشتريات لـ 2.2 مليون طن.
وحتى أبريل، استمرت المحادثات بين الطرفين، وصفها وزير الخزانة الأمريكي، ستيفين منوتشن، بالمحادثات البناءة.
ثم جاء شهر مايو، وانهارت المحادثات فجأة.
أعلن ترامب أن البيت الأبيض سيرفع التعريفات على الصين بنسبة 25%، على ما قيمته 200 مليار دولار من البضائع، ومن الجانب الصيني فرضت تعريفات نسبتها 10% فقط. وطبقت الولايات المتحدة التعريفات في 10 مايو، ذكر ترامب أن السبب فيما يحدث كانت محاولات الصين لإعادة التفاوض على اتفاق.
كما حظرت الولايات المتحدة على بعض الشركات الأمريكية ممارسة الأعمال مع عملاق التكنولوجيا الصيني، هواوي، دون إذن حكومي. وكإجراء إضافي، اتهم الممثل التجاري الأمريكي، روبرت لايتنزر، بكين بالتراجع عن الالتزام بالتعهدات إزاء قضايا التجارة الإلكترونية، بما فيها إمكانية إدخال الحوسبة السحابية الأمريكي للصين.
ومن جانبها أعلنت الصين زيادة التعريفات على 60 مليار دولار من البضائع الأمريكية في يونيو.
وخلال الشهور القليلة القادمة، أظهرت الجهتان القليل من التحول في موقفهما إزاء بعضهما البعض.
ومجددًا، فجأة، يعلن البيت الأبيض عن استئناف المحادثات في أكتوبر، ويوم الجمعة يعلن ترامب انتصاره، قائلًا إن الطرفين توصلا لاتفاق جزئي.
تصل الحرب التجارية اليوم ليومها 463.
تفرض الولايات المتحدة تعريفات على ما قيمته 550 مليار دولار من البضائع الصينية، والصين تفرض تعريفات على ما قيمته 185 مليار دولار من البضائع الأجنبية.
وبناء على ما جميع ما سبق، لا يقين حيال التوصل لاتفاق.
قال ترامب إن الأمر يلزمه من ثلاثة أسابيع إلى خمسة أسابيع للتوصل إلى اتفاق جزئي مكتوب، وهذا الاتفاق سيشمل حقوق الملكية الفكرية، والخدمات المالية، وما قيمته 40-50 مليار دولار من المنتجات الزراعية. ولم يقل أي شيء حيال ما ستقدمه الولايات المتحدة، لم يذكر سوى تعدد مراحل الاتفاق، والتي تصل إلى 3.
هل هذا وقت العودة إلى المخاطرة؟
قفزت أسعار النفط يوم الجمعة، واختبرت أكبر ربح أسبوعي لها منذ منتصف سبتمبر، عندما تعرضت منشأة نفطية سعودية لهجمات صاروخية، وكل الارتفاع يعود لإعلان ترامب عن اتفاق التجارة.
ارتفع خاما غرب تكساس الوسيط، وبرنت 3.6 للأسبوع، ليسجلا ربح نسبته 2% يوم الجمعة فقط.
ورغم الرالي، قال بعض المتداولين إنهم مستعدين لبيع النفط في الأسبوع الجديد، في حال لم يخرج اتفاق التجارة لأرض الواقع، وعاد الهدوء للخليج العربي. وجاء تعافي الأسبوع الماضي أيضًا من اتهام إيران للسعودية بإشعال النيران في ناقلة نفطية إيرانية في البحر الأحمر، ولكن هذا الحدث لم يشتعل بقوة بسبب اكتشاف الأسواق لطبيعة الهجوم.
قال جون كيلدوف، الشريك في صندوق التحوط Again Capital: "رأينا ما حدث سابقًا بالنسبة للمفاوضات الأمريكية-الصينية، ولا يوجد أي نسخة مطبوعة أو حديث من جانب الصينيين يقول بانتهاء الأمر."
وفي التداولات المبكرة يوم الاثنين، تراجع خام غرب تكساس الوسيط وبرنت، مما يدل على عمق المخاوف إزاء التفاؤل الذي رفع الأسواق يوم الجمعة.
يعد الذهب الملاذ الآمن الذي تلجأ إليه الأسواق في وقت احتدام التوترات، وخلال الجلسة الآسيوية يوم الاثنين، كان الذهب عند مستوى 1.490 دولار. وتراجع إلى انخفاض 10 أسابيع عند 1,478 دولار في الجلسة الماضية، لارتفاع شهية المخاطرة، والابتعاد عن أصول الملاذ الآمن، بعد الأنباء حول الاتفاق الوشيك.
وقال بنك OCBCفي مذكرة إن عناوين الأنباء حول الاتفاق الوشيك شجعت معنويات المخاطرة، ورأينا هذا مسبقًا في أبريل.