الخسارة جزء لا يتجزأ من التداول في أسواق المال، وعند فتح المتداول للصفقات فهناك ربح وهناك خسارة، والمتداول الناجح هو من تفوق صفقاته الرابحة الصفقات الخاسرة، لكن إن كانت الخسارة أكثر من الربح على المتداول أن يعرف فورًا أن هناك خلل ما، وعليه التوقف عن التداول فورًا كي لا يلتهم شبح الخسائر المحفظة بالكامل، وعلى المتداول إعداد خطة إصلاحية فورية لإعادة هيكلة استراتيجية التداول التي نخرتها بعض النقاط والعادات التي عبَّدت له الطريق إلى الخسارة ونلخصها بالنقاط الآتية:
1. عدم معرفة التحليل الفني والضياع بين الآراء
تعد هذه النقطة من أهم النقاط التي تلعب دورًا كبيرًا في خسارة المتداول لعدد كبير من الصفقات، فالمتداول الذي لا يعرف أساسيات التحليل الفني لن يستطيع أن يُكوّن نظرته الخاصة لاتجاه السوق المستقبلي، وهذا النوع من المتداولين لا يتخذ قراره من نفسه بل من تحليلات وتوصيات الخبراء والمحللين الفنيين الذين يبذلون جهودًا كبيرة في تحليل السوق وطرحه كمقالات والذي بكل تأكيد سيأخذ جزءًا من وقتهم، أو من خلال المنتديات التي تضع المتداول في حيرة كبيرة، فمنهم من يوصي بالبيع ومنهم من يوصي بالشراء، منهم من يرى الدعم أو المقاومة في نقطة وآخرين في نقطة بعيدة كل البعد عن الآراء السابقة، منهم من يقول أن زوج عملة ما في حركة تصحيح مثلًا ومنهم من يقول أن السوق صاعد/هابط.
فكيف لمتداول ليس له رؤيته الخاصة في السوق أن يتداول مع كل هذه الآراء المتضاربة؟
أما لو كان المتداول على علم في التحليل الفني فإنه لن يضيع في دوامة الآراء المتضاربة في المنتديات، بينما تكون آراء وتوصيات الخبراء والمحللين الفنيين داعمة لتحليله الشخصي، فما بالك عزيزي المتداول لو تطابقت وجهة نظرك مع وجهة نظرهم؟ بكل تأكيد ستكون أكثر ثقةً وثباتًا في تداولاتك.
لذا الحذر كل الحذر من دخول المنتديات والأخذ بآراء من هم ليسوا أهلًا لذلك ما لم يكن لديك علم بالتحليل الفني.
2. عدم تفعيل أمر وقف الخسارة وجني الربح
من الأخطاء الشائعة بين المتداولين عدم تفعيل أمر وقف الخسارة وجني الربح ظنًا منهم أن السوق سيتحرك وفق نطاق معين ويرتد في حالة الخسارة، وأن السوق سيصل حدود السماء في حال كانت الصفقة رابحة، لكن تجري الرياح بما لا تشتهي السّفن، فالخسارة تحصد المزيد والمزيد من المحفظة، والربح مسحته الخسائر وهي في طريقها للإجهاز على رأس المال.
لذا على المتداول العمل على تفعيل أمر وقف الخسارة كي لا يفقد رأس ماله بالكامل وتعويض الخسارة بصفقات قادمة والتي لم يكن بمقدوره تعويضها لو أن الخسائر محت المحفظة بالكامل، وأمر جني الربح للخروج من الصفقة بنتيجة إيجابية، فلو افترضنا أن رأس مال المتداول 1000$ فإن إنهاء يومه برصيد 1025$ بسبب تفعيل أمر جنى الربح خيرٌ من إنهاء اليوم برصيد 1040$ بحيث أن ال 40$ هي أرباح عائمة (الصفقة المفتوحة) قد تنعكس وتتحول إلى خسائر في اليوم التالي، وإنهاء يومه برصيد 975$ بسبب تفعيل أمر وقف الخسارة خير من إنهاء اليوم برصيد 879$ بحيث أن ال 121$ هي خسائر عائمة قد تتعمق في اليوم التالي وقد تنعكس لتتحول إلى ربح، لكن يجب توقع أسوأ الاحتمالات دائمًا.
3. التداول بحجم عقد كبير قد يمحي المحفظة بلحظات
من الأخطاء التي يقع فيها المتداول هي التداول بحجم عقد كبير طمعًا بالثراء السريع، لكن ليس كل ما يتمناه المرء يدركه، فقد يسير السوق بعكس توقعاته ويمحي محفظته بالكامل، وخير مثال على ذلك حركة الجنيه الاسترليني في الأسبوع السابق الفترة من 22. شباط.2021 إلى 26. شباط.2021 فقد كانت حركه الجنيه الاسترليني بمئات النقاط، لذا يجب التداول بحجم عقد يتناسب مع قدرة المحفظة.
وستعيدنا هذه النقطة إلى النقطة الثانية وهي فوائد أمر وقف الخسارة للحد من مثل هكذا تحركات عنيفة.
4. التداول بعنف 24/5
الهدف من التداول في أسواق المال هو زيادة الدخل، ومن المتداولين من يتخذ السوق كعمل رئيسي له، لكن من الأسباب التي تقود للخسارة هي التداول على مدار اليوم خلال الأسبوع، فتجده يتداول في السوق الآسيوي والأوروبي والأمريكي بهدف الربح في كل مرة، لكن للأسف فإن كثير من المتداولين يكونون قد حققوا أرباحًا جيدة، لكن كثرة تداولاته قد تمحي أرباحه وينهي يومه بخسارة بدلًا من الربح، وهذا سيقوده بكل تأكيد إلى اتخاذ قرارات عشوائية دون وعي والتي ستكلفه المزيد من الخسائر، لذا على المتداول أن يحدد هدفه اليومي، كأن يكون هدفه اليومي مثلًا ما بين 40 إلى 50 نقطة وبمجرد تحقيقها يكون عمله قد انتهى لهذا اليوم.
5. التمسك بالفريق الخاسر واستمرار نزيف الأموال
المتداول الناجح يعرف مع أي فريق يكون، سواء مع فريق الدببة أو فريق الثيران، فقد تكون التحليلات والآراء في صالح السوق الثوري لكن حدث خبر مفاجئ قلب الموازين وتحول السوق من قبضة الثيران إلى قبضة الدببة، وعلى المتداول في هذه الحالة الخروج من فريق الثيران والانضمام إلى فريق الدببة، لكن هناك الكثير من المتداولين يصرون على آرائهم ويبقون مع الفريق الخاسر ليتابعوا نزيف أموال محافظهم.
6. العجلة وعدم انتظار الفرصة المناسبة
من الأمور بالغة الأهمية هي توقيت الدخول، فكثير من المتداولين لا ينتظرون التوقيت المناسب لدخول الصفقة كي لا يفقدون عددًا من النقاط، وهذه النقطة ستعيدنا إلى النقطة الأولى وهي عدم معرفة التحليل الفني والذي سيتم التطرق إليه بمقالات مفصلة لاحقًا.