مقدمة :
حسنا , من منا لا يعرف رامبو , ذلك البطل الشهير الذي يعتبر جيشاً لوحده , منفردا قادرا على زلزلة عزم أعدائه و تشتيتهم و قصفهم و تدميرهم .
و الآن أضفنا الحرف ت في بداية الإسم ل رامبو فينتج عنه ترامبو ذلك الرئيس الأمريكي الكائن الفضائي من البعد الثالث و الذي أثار الجدل حوله حتى غدى محط أنظار الصحف و المجلات و محطات التلفزة و محطات الأخبار و المواقع الإلكترونية , يستحيل عليك أن تفتح أي منهم إلا و ترى كل ربع ساعة مقال جديد أو خبر جديد عنه .
سنسرد في سلسلة مقالات مجزّئة حول حياة ترامبو لكي نتعرف عليه بشكل أكبر .
الإنسان ابن جذوره :
طبعا ولد ترامبو و ملعقة الذهب في فمه , و هذا بالطبع أثّر على بلوغ طموحه ليصبح رئيس الولايات المتحدة الأمريكية , باللإضافة إلى كونه رجل أعمال ناجح في أكبر الأسواق في الولايات المتحدة الأمريكية .
فريد ترامب : والد ترامبو المقاول الناجح الذي بنى بداية امبراطورية ترامبو , وزوجتة ماري من اسكتلندا و على الرغم من كونها مهاجرة إلا أن ترامبو يحارب بشكل كبير المهاجرين مع تولّيه الرئاسة .
نشأة ترامبو :
يعتبر ترامبو ابن من خمس أولاد الأكبر صبيا مات مبكرا و الأختان قاضية و أخرى سيدة أعمال .
و أخيرا الصغير اللذي غدى أيضا رجل أعمال مثل ترامبو .
يعتبر المنزل اللذي ولد فيه ترامبو من المنازل الكبيرة و المميزة اللتي أثارت اعجاب الكثير بالإضافة إلى امتلاكهم أفخم السيارات و جميع وسائل الرفاهية و الثراء .
وبهذا نعلم أنه درس في أفضل المدارس الخاصة و حصل على أفضل تعليم ممكن إلا أنه كان ينجح بأدنى درجات تحقق له الانتقال إلى مراحل أخرى .
وفي فترة فتوته كان سيء المزاج و سيء المعاملة و سيء الألفاظ و فوضوي في جميع مراحل دراسته .
ومنا أجبر أهله على الحاقه بالأكاديمية العسكرية كي يتعلم منها حسن السلوك و الطاعة , وعندما كبر وكان من المفروض أن يلتحق بالخدمة العسكرية استطاع شراء تقرير طبي لعدم أهليته لهذه الخدمة .
عام 1969 استطاع الحصول على اجازة في الاقتصاد , و عاد للعمل في أول وظيفة مع والده , و لم يستمر طويلا , حيث غادر المدينة و بدأ بالعمل بنفسه في نيوورك و في 27 من عمره عقد أول صفقة في منهاتن و اشترى أول قطعة أرض و أسس شركة ترامب عام 1973 و بنى أول مركز تجاري له وقتها .و استطاع الحصول على صفقات تمويل من البنوك لإكمال مسيرته . و ثم بنى برج ترمب الشهير الذي يسمح له فقط الأثرياء و المسؤولين للسكن فيه .
تعامل مع سلسة كبيرة من الفنادق و استطاع عقد صفقات فقوية معها و بنى مراكز الجولف و الملاهي و الكازينوهات , و استطاع الحصول عل شهرة قوية أيضا من برنامج تلفزيوني قام بتمويله بشكل كبير جدا .و أظهر نجاحا كبيرا .
افلاس ترامبو :
في أزمة العقارات عام 1990 لم يستطع ترامبو متابعة دفع ديونه للبنوك حيث توقف كليا و أعلن افلاسه عام 1991, خسرت البنوك الكثير في بيع ممتلكات و أصول ترامبو لتحويلها إلى نقد , ومن ثم قررت الإبقاء على جزء من هذه الديون و اعادة جدولتها معه لاستمراراه بالعمل .و في عام 1992 أفلس فندق ترامب بلازا , حيث تنازل عن جزء كبير من ملكية الفندق لدائنيه للحصول على تمويل اضافي .
ملاحظة : تم نقل الصورة من موقع نيوورك ديلي نيوز
طوال هذه الفترة استطاع ترامبو بذكائه في كل مرة بالخروج من أزماته مقابل أقل قدر من الخسارات .
استمرت أزماته حتى عام 2004 و اضطر لبيع جزء كبير من حصص شركاته لدائنيه للحصول على التمويل اللازم لاستمراره حتى عام 2010 ليستطيع نوعا ما الوقوف بشكل جيد على قدميه .
نتوقف هنا للتعليق على افلاس ترامبو و أزماته .فكما استطاع في كل مرة الخروج منها بأقل الخسائر يتكرر هذا السيناريو معه الآن كونه رئيسا للولايات المتحدة , فكل يوم قصة و أزمة و اتهامات جديدة و يتملص منها بذكائه و حنكته و طبعا بأمواله , لن تتوقف أزمات حكمه أبدا و طوال فترتها سنسمع كل يوم عن شيء جديد و قصة جديدة , ومن المؤكد أننا لم نكتب هذا الكلام كله إلا بسبب تأثيره على حركة الأسواق المالية و أسواق الفوركس , حيث لم تعد البيانات الاقتصادية محركاً للأسهم و الدولار الأمريكي كما هي تغريدات أو مشاريع أو فضائح ترامبو .
نتمنى أنكم استمتعتم بهذا الجزء الصغير عن حياة ترامبو , و سنقوم لاحقا بإنتاج و اخراج الجزء الثاني و الثالث و قد نتمكن من الرابع للسيد ( ترامبو)
ملاحظة :
تم نقل الصور من مصادرها الخاصة من شبكة الانترنت و حقوق نشرها تعود لأصحابها ونتحمل نحن ككاتب مسؤولية نشرها
و نخلي مسؤولية الموقع من اعادة نشرها .