ان الذهب انهى تداولات الاسبوع الماضي على صعود مستفيدا من حالة الانكماش للبورصات العالمية وسيطرة مخاوف النفط على اغلب الوسائل الاستثمارية حيث انهى تداولاته في بورصة نيوميكس نيويورك عند 1222 دولار بارتفاع 29 دولار عن اسعار الافتتاح وبفارق 16 دولار عن اعلى سعر حققه الثلاثاء الماضي ورغم ان معطيات صعود الذهب الحقيقة كانت مختفية ولم تظهر على مسرح الاسواق مثل طلبات البنوك المركزية وصناديق الاستثمار الا ان اونصة الذهب صعدت بقوى الدفع الذاتي حيث كان لخسائر الاخرين من البورصات الاوربية والامريكية وانهيار اسعار النفط الى دون مستوى 60 دولار للبرميل دافعا لصعود حاد للذهب تجاوز 40 دولار وثبتت قيمة الاونصة على ارتفاع رغم مخاوف جني الارباح التى اعتاد عليها المستثمرون كلما صعدت اسعار الذهب لكن يبدو ان توقعات الفترة القادمة عامل قوى للجوء الجميع الى الذهب كملاذ امن ومخزن للقيمة امام ضبابية اسعار النفط وتغير خريطة مجرى السيولة في الاسواق والملاحظة الاكبر هي ارتفاع اسعار الذهب برغم ثبات قيمة الدولار واستمرار النتائج الايجابية للاقتصاد الامريكي وهي تعد اشارة قوية تؤكد ان الذهب قد يكون في علاقة جديدة مع الدولار تبدو في طبيعتها طردية المظهر والمضمون ويبرهن على هذا استمرار قيمة الاونصة فوق مستوى 1210 دولار رغم قوة الدولار بعد عمليات التصحيح.
على المدى القصير نتوقع انحصار قيمة الاونصة في نطاق ضيق حتى نهاية العام يبدا من 1205 دولار ويقترب من 1240 دولار وسوف يساعد على حالة الهدوء هذه انخفاض حجم التداول الايام القادمة ورغبة الكثير فى بداية اجازات اعياد الميلاد مبكرا وعدم المجازفة بفتح مراكز جديدة تتسم بالمخاطرة وهذا الارتفاع سيكون في صالح تجار الذهب واسواق المشغولات الذهبية نتيجة اقفال الذهب مع نهاية العام على اسعار افضل من الاسعار السابقة وجني بعض الارباح رغم معاناة عام كامل من الهبوط.
على المدى المتوسط والبعيد تظل اسعار الذهب مرهونة بتحريك اسعار الفائدة بالبنوك المركزية وخاصة الفيدرالي الامريكي الذى يفترض ان يكون سباق فى هذه الخطوة مع نهاية الربع الثانى او الثالث للعام القادم ويمكن تاكيد هذا من اجتماع الفيدرالي نهاية الاسبوع القادم يوم 17 ديسمبر ولكن توقعات صعود الذهب غالبا هي الارجح ومستوى 1300 دولار للاونصة في بداية النصف الثانى من عام 2015 تعد امر طبيعي لمنحنى اسعار الذهب.