عزز المستهلك الأمريكي من ثبات الإقتصاد الامريكي الذي توسع بأكثر من المتوقع في الربع الثالث في 2019.
حيث أتت بيانات الناتج المحلي الاجمالي بمقدار 1.9% بالربع الثالث، وهذا أفضل من التوقعات بمقدار 1.6% مقارنة بالتقدير السابق عند 2.0% بالربع الثاني.
عكست المكاسب بشكل أساسي قوة الإنفاق الاستهلاكي، وهو الجزء الأكبر من الاقتصاد الذي ارتفع بمعدل 2.9 ٪، وتجاوز التوقعات لزيادة 2.6 ٪.
كما ارتفعت المبيعات النهائية للمشترين المحليين بمعدل سنوي 2٪ بعد مقدار 3.6٪ في الأشهر الثلاثة السابقة مما يشير إلى وجود اعتدال في الطلب الأساسي. أما بالنسبة للشركات انخفض الاستثمار الثابت غير السكني بشكل كبير منذ أواخر عام 2015.
ارتفع مؤشر التضخم الأساسي المفضل لدى بنك الاحتياطي الفيدرالي الممثل في مؤشر أسعار نفقات الاستهلاك الشخصي باستثناء الغذاء والطاقة بمعدل سنوي، وحقق ارتفاع قدره 2.2٪ في الربع الثالث بما يتماشى مع هدف صانعي السياسة البالغ 2٪.
قد تنظر لجنة السوق الفدرالية للسوق المفتوحة إلى هذا التقرير بشكل إيجابي كدليل على أنه كما يقول رئيس الفيدرالي "جيروم باول" فإن الاقتصاد في مكان جيد.
بينما يتباطأ النمو بعض الشئ وعودة التضخم أعلى المستوى المستهدف قد لا توجد علامة على أنه يميل إلى سرعة كبيرة نحو الركود، وهذا يمهد الطريق لخفض سعر الفائدة آخر على اثر تباطأ سوق العمل والنمو العالمي.
مما قد يدخل البعض في اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة في جدال بانه ليست هناك حاجة والأهم من ذلك وقفة او قد تكون المفاجأة بخفض للفائدة ولكن أقل من تقديرات السوق عند 25 نقطة أساس.
هذا قد لا يرضي ادارة البيت الابيض اذا حدث على الرعم من ان إشارات الاستقرار بالنمو بمثابة ترحيب للرئيس "دونالد ترامب" أثناء قيامه بحملات على سجله الاقتصادي، وهذا رغم أن حربه التجارية مع الصين والنمو العالمي المتعثر قد أثرت على التوسع.
ثبات الأسهم والدولار مع ترقب قرار الفيدرالي,
دخلت الأسواق إلى حد كبير نمط التماسك في العد التنازلي لقرار سياسة مجلس الاحتياطي الفيدرالي عن خفض سعر الفائدة للمرة الثالثة على التوالي لدعم التوسع.
كما وضحنا في مقالتنا السابقة (هل يتوقف الفيدرالي الأمريكي بعد الخفض الثالث للفائدة المقرر اليوم؟) ما هي توجهات الفيدرالي، وإذا ما كان قد يستكمل هذه المسيرة التيسيرية من جديد في إجتماعاته المقبلة.
اظهرت مؤشرات الأسهم الامريكية ثبات كلاً من مؤشر "ستاندرد آند بورز 500" و "الداو جونز" و "ناسداك 100"، وعكست سندات الخزانة مكاسب قليلة وكما ارتفع الدولار حيث فاقت بيانات النمو لأكبر اقتصاد في العالم التوقعات.
على صعيد الدولار الامريكي على الرغم من تراجعاته في أكتوبر إلا أنه يعتبر الأقوى ما بين عملات مجموعة الدول العشرة، ومازال يتداول ضمن نطاق محدود قبيل قرار الفيدرالي بخفض الفائدة للمرة الثالثة كما تتوقع الاسواق.
يبدو ان بعض المستثمرون للدولار ما زالوا يتوقعون ان يواصل ارتفاعه وتحقيق المكاسب حتى أوائل عام 2020 على الأقل، وهذا على الرغم من أن مجلس الاحتياطي الفيدرالي يبدو مهيأ لخفض أسعار الفائدة.
ان ارتفاع الدولار مع تدفق رؤوس الأموال من جميع أنحاء العالم إلى الولايات المتحدة، وسياسات أسعار الفائدة العالمية تدفع المستثمرين إلى السندات الأمريكية التي تقدم معدلات أعلى.
فيما تقترح النظرية الاقتصادية أن يتحرك الدولار في نفس اتجاه أسعار الفائدة، ولكن الواقع يدل على أن الأمر ليس كذلك دائماً.
حيث فاجأ الدولار المستثمرين بالفعل من خلال ثباته على المدى المتوسط ضمن الاتجاه الصاعد حتى بعد تخفيضات الاحتياطي الفيدرالي في شهري يوليو وسبتمبر. فهل نرى احتمالية لتكرار هذا السيناريو اليوم؟
اذاً مع مزيجاً من البيانات الأمريكية الإيجابية والسلبية سيراقب المستثمرين تقييم صناع السياسة الفيدرالية للاقتصاد بعد التخفيض المتوقع للفائدة باجتماع اليوم الأربعاء.
على أساس فني
ما زال مؤشر الدولار يتداول ضمن النطاق الصاعد على المدى المتوسط بالرغم من تراجعاته في أكتوبر.
حيث تراجع مؤشر الدولار ليشهد تداولات أسبوعية ما دون 98، وهذا بعد نجاح توقعاتنا منذ بداية العام بأن يستهدف مناطق 99 وهو ما تحقق.
حالياً يتداول الدولار أعلى مستوى 97.40 متوسط متحرك 200 يوم، واذا نجح بانهاء تداولاته في اكتوبر اعلى مستوى المقاومة 97.90.
قد يعزز من مكاسبه لإستهداف مستوى 98.40 متوسط متحرك 50 يوم، وبتجاوزها قد يعزز من مكاسبه مرة أخرى لاختبار مناطق 99.
بينما اذا ما عاد واغلق هذا الأسبوع دون مستوى 97.40 قد يستهدف مستوى دعم هام عند 96.70 قاع القناة الصاعدة، والتي باختراقها قد يعزز من تراجع المؤشر نحو مستوى 96 تصحيح فوبوناتشي 50.0% للخسائر منذ يناير 2017.
يمكنك الإطلاع على مقالتنا الرئيسية من خلال التغطية المباشرة للسوق بمدونة شركة أوربكس من (هنا).
تويتر:
Abdelhamid_TnT@