فشل الدولار في التقليص من حدة خسائره التي تعرض لها في نهاية تداولات الأسبوع الماضي والتي دفعته للتحرك عند أدني مستوياته في أكثر من عام مقابل سلة من العملات بفعل استمرار حاله عدم اليقين السياسي بالولايات المتحدة وموجة ارتفاع العملة الأوروبية.
وكان مؤشر العملة الأمريكية قد انزلق عن مستويات 94 نقطة، لينهي تداولات الأسبوع الماضي حول مستويات 93.75 وهي الأدنى له منذ عشية الاستفتاء البريطاني في الثالث والعشرين من حزيران للعام الماضي.
وفقد الدولار أكثر من واحد بالمائة من قيمته أمام سلة من العملات خلال تداولات الأسبوع الماضي متأثراً بعدة عوامل كان أبرزها ارتفاع العملة الأوروبية وقرار الكونغرس في المشروع البديل لقانون الرعاية الصحية (أوباما كير) إضافة إلى فرض عقوبات على كل من روسيا وإيران وكوريا الشمالية دون السماح للرئيس الأمريكي بتجميدها.
لكن الأثر الأكبر كان في فشل تمرير قانون الرعاية الصحية والذي دفع إلى تراجع الدولار للأسبوع الثاني على التوالي بعدما عقد المستثمرين الآمال على أن يساهم الرئيس الأمريكي في إصلاحات ضريبية وتحفيز مالي بعد فوزه بالانتخابات الرئاسية، مما ساهم في دفع العملة الأمريكية إلى أعلى مستويات في نحو 14 عاماً.
وبدد الفشل في تقديم قانون اصلاح الرعاية الصحية التفاؤل بالجهود التشريعية الأخرى للرئيس ترامب والتي تشمل خطط الإصلاح الضريبي والتحفيز النقدي، مما قوض الآمال ودفع بالعملة الأمريكية إلى التهاوي.
وتترقب الأسواق خلال الأسبوع اجتماع الاحتياطي الفدرالي للإفصاح عن أسعار الفائدة وسياسته النقدية والتي من غير المحتمل أن تأتي بجديد في ظل الأوضاع الراهنة.
واستقر اليورو حول مستويات 1.1660 دولار في مستهل تداولات الأسبوع مسجلاً أعلى مستوياته منذ سبتمبر من العام 2015 بعدما سجل مكاسب حادة خلال الأسبوع الماضي مدعوماً بتوقعات المركزي الأوروبي بالاقتراب من أنهاء أجل برامج التيسير الطارئة
ودعمت تصريحات رئيس المركزي الأوروبي ماريو دراغي العملة الأوروبية بعدما أشار خلالها بأن البنك سوف يناقش توقيت وكيفية تقليص برامج شراء الأصول خلال الخريف
ويترقب اليورو اليوم الإفصاح عن جملة من البيانات الهامة في القطاع التجاري والتي من المحتمل أن تساهم في تحرك اليورو مع الميل نحو التراجع إلى مستويات 1.16 دولار
وتراجع الذهب قليلا في مطلع تداولات الأسبوع بعدما سجل أكبر موجة مكاسب أسبوعية في نحو شهرين مستفيداً من ضعف العملة الامريكية وتوجه المركزي الأوروبي نحو تشديد سياسته النقدية.
ومن المحتمل أن يواصل الذهب تحركاته الإيجابية خلال الأسبوع، في حين تشكل مستويات 1241 دولار مستويات الدعم الهامة للمعدن الأصفر.
وتعافت أسعار النفط قليلا خلال تداولات الصباح بعدما كان الخام الأمريكي قد فقد قرابة اثنين بالمائة من قيمته في نهاية الأسبوع الماضي في ظل تزايد الشعور بالقلق وسط مؤشرات على أن المعروض من أوبك كان يرتفع، على الرغم من اتفاق خفض الإنتاج.
جورج البتروني