ان الذهب عاود الصعود نحو قمم جديدة بعد اسبوعين من الخسائر ملامسا مستوى 1357 دولار يوم الحمعة ومحققا ارتفاع نسبته 2.6% كاعلى مستوى لللاونصة منذ 12 يوليو وانهت بورصة نيوميكس نيويورك تداولاتها على ارتفاع عند مستوى 1350 دولار وبفارق 35 دولار عن سعر الافتتاح وكان للبنوك المركزية الاثر الاكبر في عودة اونصة الذهب للارتفاع بعد صدور قراراتهم المخيبة للاسواق وصادمة للمستثمرين وبدات بمحضر الفيدرالي الامريكي يوم الاربعاء وكانت قرارته مكرره وتميزت بالرتابة وتضمنت الابقاء على سعر الفائدة عند 50 نقطة اساس وتركت الباب مفتوح لرفع سعر الفائدة طبقا لمتغيرات السوق والاعتماد على ظهور بيانات ايجابية لسوق العمل والتضخم والناتج القومي ونسبة الاستهلاك ومبيعات المنازل وذهبت توقعات المحللين الى امكانية رفع الفائدة الى شهر سبتمبر او ربما ديسمبر وبالمثل كان البنك المركزي الياباني اكثر خجل في اتخاذ قرارات جريئة وفضل الابقاء على سهر الفائدة كماهى مع الاستعداد على ضخ مزيد من التحفيز الكمي اذا استدعت الحاجه. لكن موكد ان الذهب استفاد من تردد الفيدرالي والياباني في رفع اسعار الفائدة وحقق مكاسبه السابقة واعطى ثقة للمستثمرين بان سيولة الاسواق لن تكون لها وجهه سوى الذهب كملاذ امن ومخزن للقيمة وليس بغريب ان ترتقغ توقعات البنوك والهيئات فمثلا هيئة (GFMS) صدرت توقعاتها في ابريل الماضي 1184 دولار للاونصة والان رقعت توقعاتها الى 1279 دولار للاونصة وهذا يؤكد ان الذهب سوف ينهي هذا العام في نطاق فوق 1300 دولار للاونصة وقد تقترب من مستوى 1400 دولار وطالما ان الذهب عجز الاسابيع الماضية عن الاقتراب كثيرا من كسر مستوى 1300 دولار فان الصعود هو الاقرب خلال الاسبوع القادم وقد نرى 1376 دولار اذا كسرت الاونصة مقاومة 1367 دولار.
الذهب يستمد قوته من بداية العام من حالات التازيم السياسية والاقتصادية و هذه الحالات لازالت تحوم في الاجواء ومنها تردد الفيدرالي في رفع اسعار الفائدة وخروج بريطانيا من الاتحاد الاوروبي (Brexit) بجانب الانتخابات الامريكية وضعف النمو في شرق اسيا وكلها عوامل ساعدت الذهب في الصعود من بداية العام حتى حقق اكثر من 27% من ارتفاعات مقارنة بسعر الافتتاح بداية العام عند 1066 دولار والغريب في اسواق الذهب انها مازالت تعاني من ضعف الطلب خصوصا اسواق المشغولات والمجوهرات و التى ظهر بوضوح انخفاض الطلب من الصين والهند وبالمثل الذهب الاستثماري لازال بعيد عن مستويات الطلب المتوقعة وظهرت اوروبا الغربية في الربع الثاني اكثر الاسواق طلبا للذهب واصبحت لندن محطة انتقال الذهب الخام والسبائك لجميع الاسواق.
بيانات سوق العمل يوم الجمعه القادمة قد تكون في صالح الذهب اذا كانت ضعيفة مثل شهر مايو ويمكن ان تجعل الاونصة مستقره فوق 1350 دولار اما اذا كانت وفقا للتوقعات وصدت البطالة بنفس النسبة او اقل و استحداث الوظائف تجاوز 200 الف وظيفة فان الذهب سيتجه نحو 1300 دولار بحده اكبر لان الكثير معها سوف يبدا في جني الارباح ولا نستبعد ان يكسر الذهب حاجز 1300 دولار ويلامس مستوى 1290 دولار او 1280 دولار.