مع اقتراب موعد اجتامع البنك المركزي الأوروبي (ECB)، هناك قلق متزايد في الأسواق حول التأثري المحتمل لحركة تيسريية كبرية من البنك المركزي الأورويب على زوج اليورو مقابل الفرنك السويسري (EUR/CHF). شهدت الودائع تحت الطلب لدى البنك الوطني السويسري زيادة ملموسة خلال الأسابيع القليلة الماضية، مام يشري إلى أن البنك المركزي قد تدخل في سوق العملات الأجنبية لإضعاف الفرنك السويسري. ارتفعت الودائع تحت الطلب في البنوك المحلية مبا يقارب ١٠ مليار فرنك سويسري منذ بداية السنة لتصل إلى ٤١٥ مليار فرنك سويسري مطلع مارس حيث اختبر زوج اليورو مقابل الفرنك السويسري (EUR/CHF) المستوى ١.١٢ قم أن يهبط بشكل حاد . ١ . إلى المستوى ٠٨١٥ يوم الخميس، وبعد انتظار طويل، أعلن رئيس البنك المركزي الأورويب (ECB) عن تنفيذ مجموعة جديدة من التدابري الهادفة إلى دعم النمو والتضخم في منطقة اليورو. قام البنك المركزي الأورويب (ECB) بتخفيض أسعار الفائدة الرئيسية الثلاثة لديه وخفض سعر الفائدة الرئيسي على إعادة التمويل إلى ٠.٠% من ٠.٠٥%. كام قام بتخفيض سعر الفائدة على الودائع بواقع ١٠ نقاط أساسية إلى -٠.٤٠% وقام بتخفيض سعر الفائدة على تسهيلات الإقراض الهامشية بواقع ٥ نقاط أساسية إلى ٠.٢٥%. ما قام البنك المركزي الأورويب بزيادة حجم برنامج التيسري الكمي بواقع ٢٠ مليار يورو إلى ٨٠ مليار يورو شهريا، ووسع برنامج التيسري الكمي ليشمل سندات الشركات العالية الجودة وأعلن عن سلسلة جديدة من عمليات إعادة التمويل المستهدفة طويلة الأجل (TLTRO). مع ذلك، ومتام كطفل مدلل، استقبلت الأسواق هذه المستجدات ً فرحة بهدية البنك المركزي الأورويب ولكنها سرعان ما بدأت في العبوس من جديد. في واقع الأمر، يتساءل المستثمرون فيام إذا كانت هذه المجموعة الجديدة من التحفيز كافية لدعم النمو وإنعاش التضخم.
إذن، ماذا يعني ذلك للبنك الوطني السويسري (SNB)؟ في المدى القصري، أزلت خيبة أمل الأسواق العبء عن كاهل البنك الوطني السويسري (SNB) إذا لا يزال المستثمرون قلقني حول التأثري الحقيقي لهذه المجموعة الجديدة من التحفيز. مع ذلك، وفي المدى المتوسط إلى الطويل، هذه قصة مغايرة حيث أن الضغط على أسعار السندات الأورويب من شأنه تؤثر سلباً بشكل تلقايئ على العملة الموحدة. لذلك وضع البنك المركزي الأورويب (ECB) البنك الوطني السويسري (SNB) في موقف صعب حيث أن الفرنك السويسري يعاين من الحساسية العالية للتغريات في أسعار الفائدة الأوروبية ناهيك عن الأدوات المحدودة في جعبة البنك الوطني السويسري للدفاع عن الفرنك السويسري بها. في حال تجدد الضغوطات الصعودية على الفرنك السويسري، يقف البنك الوطني السويسري (SNB) على أهبة الاستعداد لاستخدام التدخل الشفهي، والتدخل المباشر في العملات الأجنبية، وأسعار الفائدة السلبية (تشديد معدلات الإعفاء من أسعار الفائدة السلبية)، وحتى ضوابط على رأس المال لحامية الفرنك السويسري. نحن نرى بأن أدوات السياسة هذه كلها ميكن استخدامها في أي وقت للدفاع عن الفرنك السويسري ضد أي ارتفاع إضافي في قيمة العملة (ولا سيام مقابل اليورو) كام ذكرنا سابقاً، لقد توقعنا بأن يكون موقف البنك الوطني السويسري (SNB) هذه المرة تفاعليا بدلا من استباقي في استجابة السياسة الخاصة به، والمراقبة عن كثب لكيفية تكيف السوء مع هذه البيئة الجديدة. في حال هبوط سعر صرف اليورو مقابل الفرنك السويسري (EUR/CH) ما دون ١.٠٧، نحن نرى بأنه من المستبعد للغاية أن يتفاعل البنك الوطني السويسري (SNB) في البداية من خلال تخفيض أسعار الفائدة للدخول بشكل أعمق إلى منطقة سلبية. بدلاً من ذلك، نحن توقع تشديداً في معدلات الإعفاء، والتي لا تزال الأداة الأقل تكلفة في الاستخدام، إذ من شأنها أن تحد من تأثري سعر الفائدة السلبية على حسابات الادخار. وكالمعتاد، ميكننا القول بأن البنك الوطني السويسري (SNB) وعلى نحو شبه مؤكد بالتلويح بالتدخل في العملات الأجنبية، في حني التدخل بشكل معتدل فقط في سوق العملات الأجنبية. إن التوسع الخطري في الميزانية العمومية للبنك الوطني السويسري (SNB) منِانه أن يحد من الاستخدام المكثف والأكرث فعالية للتدخل المباشر في السوق.