السعودية - نظرة على الجانب التسعيري لقرض الـ 10 مليارات دولار

تم النشر 18/05/2016, 09:25

بالإشارة إلى زاوية الأسبوع الماضي حول قرض العشرة مليار دولار الذي أفادت التقارير الإعلامية أن السعودية نجحت في اقتراضه بتكلفه تمويلية اكثر من رائعة في ظل الظروف الحالية، فعلينا أن ندرك:

1. أن السعودية تمكنت من الاقتراض بسعر رخيص مقارنة بالتسعير الذي حصلت عليه قطر (110 نقطة أساس)، وذلك بحسب مجلة جلوبال كابيتال البريطانية. مع العلم أن قطر تتجاوزنا بارتفاع تصنيفها الائتماني عنا.

2. اذا استثنينا المصاريف (من أجل عمل مقارنة)، تم تسعير هامش القرض السعودي بـ 105 نقطة أساس. وعند مقارنة ذلك بعقود مقايضة الائتمان (CDS) السعودية سواء ذات أجل 3 او 5 سنوات، سنجد أنها تتجاوز هامش القرض الحالي بمراحل (وكمثال على ذلك، قبل أيام وصل هامش مقايضة المخاطر الائتمانية لخمس سنوات إلى 155 نقطة أساس) وبذلك، بحسب المستثمرين، تتعدى مخاطر عدم السداد لنا تايلندا والفلبين.

3. ليس كل قرض دولي يتم تسعيره كما يجري عندنا بالسوق المحلي بمعنى أن معدل الفائدة يرتبط بالسايبور (او ليبور) بحيث قد تزداد او تنخفض الدفعات الدورية مع كل إعادة تقييم (resetting) دورية.

4. عندما تكون آجال القروض او السندات الدولارية ما بين سنتين فأكثر، فإنه يتم الاستعانة بمؤشر (reference rate) للمساعدة في الحصول على التسعير النهائي قبل وضع الـ (spread)، فعلى سبيل المثال قد نقول إنه تم تسعير سندات بـ 2.55 نقطة أساس فوق فائدة سندات الخزانة الأمريكية او فوق متوسط سعر المبادلة (Mid-Swap).

5. وعليه فبحسب ما توفر من معلومات أولية نبني عليه تحليلنا، فقرض السعودية كان يرتكز على تسعير سندات الخزانة الأمريكية (أجل 3 سنوات) وبسبب ذلك ذكرنا أن المملكة نجحت في إغلاق (lock in) نسبة العائد الثابت (وليس المتغير (floating rate)) الذي ستدفعه على مدى الثلاث سنوات. ويبدوا لي والله أعلم أن الطرف المفاوض لنا قد أراد بذلك أن «يغلق على» العائد الحالي المتوافق مع التصنيف الائتماني للمملكة.

وكأنه بذلك يقول إنه اذا تحسنت اسعار النفط بعد 3 سنوات فالسعودية تستطيع تسديد الدين بأريحية تامة. أما اذا استمرت أسعار النفط بالتدهور، فهذا معناه أن تصنيف المملكة سيستمر بالنزول وهذا يعني أن تكلفة الاقتراض سترتفع لتتماشى مع التصنيف الائتماني المنحدر.

6. لو لا قدر الله ساءت الظروف وتدهور تصنيفنا الائتماني عما كان عليه قبل أسبوعين، فالسعودية ستظل هي الرابحة لأنها ثبتت العائد الذي تدفعه (بمعنى أن السعودية لو أرادت أن تقترض في 2019م، فستضطر لدفع عائد أعلى مما كانت ستدفعه قبل أسبوعين وذلك لتعويض المستثمرين عن مخاطر عدم السداد والتي تجلت بانخفاض التصنيف الائتماني).

دعونا لا نذهب بعيدا، قبل أيام بسيطة قامت وكالة موديز بتخفيض تصنيف المملكة درجة واحدة. يعني لو اقترضت السعودية هذا الأسبوع لكانت قد دفعت هامش أعلى مقارنة مما قد دفعته قبل أسبوعين.

اسعار الفائدة المعروضة بين بنوك السعودية

خاتمة

* لو أن السعودية كانت ترى أن العائد على هذا القرض مُكلف على خزانة الدولة لاستطاعت بكل بساطة إيقافه. فهناك دول أوقفت إصدارات سنداتها ووضعتها على الرف بسبب مبالغة المستثمرين في المطالبة بعائد أعلى مما كانت تتوقعه الحكومة. لا يجب علينا أن نقلل من مهارة الجانب التفاوضي للمملكة بخصوص حصولها على هذا التسعير الاستثنائي.

* مجلة جلوبال كابيتال البريطانية نفسها استشهدت بتصريح لأحد المصرفيين العاملين بلندن وأنا أنقله لكم نصاً كما هو: «لقد حصل السعوديون على أموال رخيصة لثلاث سنوات. وهم يستطيعون تسديده بعد 3 سنوات وإذا لم يرغبوا بذلك فإن البنوك ستنتفع من آخر سنتين».

خلفية

أجل القرض الحديث للمملكة هو خمس سنوات ولكن تم تسعيره على اعتبار أن مدة القرض هي 3 سنوات. وللاستزادة اكثر حول هيكلة القرض وإستراتيجية التفاوض التي انتهجتها المملكة مع البنوك الدولية، بإمكان القراء الرجوع لزاوية الأسبوع الماضي المعنونة بـ»الحنكة السعودية تنجح في اقتناص قرض دولاري بتكلفة تمويلية استثنائية».

أحدث التعليقات

جاري تحميل المقال التالي...
قم بتثبيت تطبيقاتنا
تحذير المخاطر: ينطوي التداول في الأدوات المالية و/ أو العملات الرقمية على مخاطر عالية بما في ذلك مخاطر فقدان بعض أو كل مبلغ الاستثمار الخاص بك، وقد لا يكون مناسبًا لجميع المستثمرين. فأسعار العملات الرقمية متقلبة للغاية وقد تتأثر بعوامل خارجية مثل الأحداث المالية أو السياسية. كما يرفع التداول على الهامش من المخاطر المالية.
قبل اتخاذ قرار بالتداول في الأدوات المالية أو العملات الرقمية، يجب أن تكون على دراية كاملة بالمخاطر والتكاليف المرتبطة بتداول الأسواق المالية، والنظر بعناية في أهدافك الاستثمارية، مستوى الخبرة، الرغبة في المخاطرة وطلب المشورة المهنية عند الحاجة.
Fusion Media تود تذكيرك بأن البيانات الواردة في هذا الموقع ليست بالضرورة دقيقة أو في الوقت الفعلي. لا يتم توفير البيانات والأسعار على الموقع بالضرورة من قبل أي سوق أو بورصة، ولكن قد يتم توفيرها من قبل صانعي السوق، وبالتالي قد لا تكون الأسعار دقيقة وقد تختلف عن السعر الفعلي في أي سوق معين، مما يعني أن الأسعار متغيرة باستمرار وليست مناسبة لأغراض التداول. لن تتحمل Fusion Media وأي مزود للبيانات الواردة في هذا الموقع مسؤولية أي خسارة أو ضرر نتيجة لتداولك، أو اعتمادك على المعلومات الواردة في هذا الموقع.
يحظر استخدام، تخزين، إعادة إنتاج، عرض، تعديل، نقل أو توزيع البيانات الموجودة في هذا الموقع دون إذن كتابي صريح مسبق من Fusion Media و/ أو مزود البيانات. جميع حقوق الملكية الفكرية محفوظة من قبل مقدمي الخدمات و/ أو تبادل تقديم البيانات الواردة في هذا الموقع.
قد يتم تعويض Fusion Media عن طريق المعلنين الذين يظهرون على الموقع الإلكتروني، بناءً على تفاعلك مع الإعلانات أو المعلنين.
تعتبر النسخة الإنجليزية من هذه الاتفاقية هي النسخة المُعتمدَة والتي سيتم الرجوع إليها في حالة وجود أي تعارض بين النسخة الإنجليزية والنسخة العربية.
© 2007-2025 - كل الحقوق محفوظة لشركة Fusion Media Ltd.