جاء قرار الفدرالي في نهاية تداولات الأسبوع الماضي متماشيا مع التوقعات بعدم رفع أسعار الفائدة وانعكس القرار على أداء الدولار التي تراجع نحو ادني مستوياته منذ أغسطس الماضي.
وعلاوة على ذلك صرحت رئيسة الاحتياطي الفدرالي جانيت يلين إن توقعات النمو العالمي صارت أقل وضوحا وإن كان المجلس ترك الباب مفتوحا أمام تشديد السياسة بشكل محدود في وقت لاحق هذا العام .
وتسبب إعلان قرار الاحتياطي الفيدرالي في خسائر واسعة للدولار الذي سجل أدنى مستوياته في أكثر من 3 أسابيع مقابل اليورو والإسترليني وأقل سعر له أمام نظيره الكندي. وسجل مؤشر الدولار الذي يقيس أداء العملة الأمريكية أمام سلة من العملات 94.28 يوم الجمعة مسجلا أدنى مستوياته منذ أواخر أغسطس .
أدى استمرار تيسير السياسة النقدية لفترة أطول إلى ارتفاع شهية المستثمرين للمخاطرة وسجلت العملات التي تدر عائدات أعلى وتنطوي على مخاطر أكبر مثل الدولار الأسترالي ونظيره النيوزيلندي مكاسب حادة.
وكما حذرنا منذ عام في تقارير سابقة أن الفدرالي لن يقبل على خطوة رفع أسعار دون استقرار الاقتصاد العالمي وتحسن مؤشرات التضخم والبطالة لديه وهو أمر مستبعد خلال ثلاثة شهور.
حيث يعتبر ضربا من الخيال أن يعود الاقتصاد الصيني إلى التعافي بعد التباطؤ الحاصل في قطاع المصانع الصيني إضافة إلى الأسواق الناشئة والتي فقدت عملاتها نصف قيمتها وارتفاع مؤشرات التضخم في ظل ملامح أزمة الطاقة وانهيار أسعارها
بينما رغم تحسن أرقام البطالة وإضافة 200 ألف وظيفة شهريا مازال الاقتصاد الأمريكي يفقد العديد من الوظائف وتحديدا في القطاع الصناعي .
وهنا نشير إلى أن الفدرالي لن يقوم بأي رفع على أسعار الفائدة خلال الاجتماعات القادمة في أكتوبر أو ديسمبر وسوف يبقى الباب مفتوحا حتى اجتماعات مارس أو ابريل القادم .
وأن قرار الفدرالي برفع الفائدة قد يصبح قرار سياسيا اكثر منه اقتصاديا لعوامل سياسيه قد ثأثر على حالة استقرار السلم العالمي .
وكان اليورو سجل مكاسب واسعة أمام الدولار مستفيدا من خيبة أمل الفدرالي للدولار وسجل نقطة 1.1440 قبل أن يتراجع في نهاية تداولات الأسبوع بفعل الانتخابات البرلمانية في اليونان
ومع فوز حزب سيزيرا اليساري بقيادة رئيس الحكومة تسبيراس استقر اليورو حول مستويات 1.13 في بدء تداولات الأسبوع الحالي ولكن من غير المتوقع استمرار هذه الاستقرار واستمرار النظرة السلبية على اليورو بعد أنباء تتحدث عن أن المركزي الأوروبي سوف يسير على خطى الفدرالي في استمرار تدفق السيولة الرخيصة وتمديد برنامج شراء السندات المزمع انتهائه في أيلول من العام المقبل لفترة أطول وتوسيع قيمة البرنامج من 60 مليار إلى 90 مليار يورو شهريا .
هذه العوامل سوف تدفع اليورو للعودة نحو مستويات 1.10 ونحو 1.07 خلال الفترة القادمة في حال لم يفاجئ المركزي الأوروبي بمزيد من الإجراءات الغير تقليدية قد تقود اليورو إلى نقطة التعادل خلال الفترة القادمة.
وسجل الجنيه الاسترليني مكاسب بعد قرار الفدرالي إلا أن تلك المكاسب سوف تزيد الضغوطات على بنك انجلترا المركزي الذي كان يتناظر لمحه من الفدرالي برفع أسعار الفائدة ليسير على خطاه في رفع أسعار الفائدة التي تغنى بها لمدة عامين منذ أواخر العام 2013
ويتداول الجنيه حول مستويات 1.55 بينما تبقى النظرة ايجابيه نحو اختبار مستويات 1.57 خلال تداولات الأسبوع الحالي بينما تبقى النظرة العامة سلبية بالتراجع نحو مستويات 1.50 على المدى الطويل .
وعاد الدولار للاستقرار حول مستويات 120 أمام الين الياباني ورغم التراجعات التي حصلت على الزوج بعد قرار الفدرالي حيث تعتبر فرصه للتصحيح التقني على الزوج الذي مازالت النظرة عليه بالارتفاع نحو مستويات 125 و127 خلال الفترة القادمة رغم التعثرات الصينية .
النفط سجل بعض المكاسب بعد عدم قرار الفدرالي رفع أسعار الفائدة قبيل المؤتمر الصحفي لجانيت يلين والتي جاءت بتصريحات ضبابيه حول تعافي الاقتصاد العالمي أدى إلى تراجع أسواق النفط نحو مستويات 45 دولار لخام غرب تكساس
ويتوقع أن تشهد الأسعار استقرار حول مستويات 45 و47 دولار قبل أن تعود للانخفاض من جديد نحو مستويات 40 و39 دولار خلال الفترة القادمة .
الذهب كان اكبر الرابحين من قرار الفدرالي وارتفع نحو مستويات 1141 قبل أن يعود للتراجع نحو مستويات 1135 ورغم النظرة السلبية على الذهب إلا أن الطريق نحو مستويات 1150 معبدة أمام الذهب بعد قرار الفدرالي ونية المركزي الأوروبي توسيع برامج شراء السندات