طرح جاسون فوس، وهو يحمل شهادة الاستثمار العالمية المحلل المالي المعتمد (CFA)، أقوى شهادة مالية استثمارية في العالم، عدة قواعد استثمارية للمستثمرين نشرتها صحيفة (Business Insider). يقول جاسون فوس، هناك عدة قواعد ينبغي الانتباه لها عند الاستثمار، منها:
1. توفير السيولة اللازمة للاستثمار مرة أخرى في حال نزل سعر السهم لمستويات مغرية استثمارياً. وهذه الاستراتيجية يجب تفعيلها لتقليل مستوى المخاطرة وزيادة هامش الربح.
2. احرص على الشركات التي توزع أرباحاً. (ليس السعر هو كل شيء، ولكن يجب اعتبار الأرباح الموزعة، وهناك نسب مالية خاصة للربحية فقط، تُقيّم من خلالها الشركات Profitability Ratios).
3. احرص على الشركات التي تتوفر فيها السيولة، أو كما تقول القاعدة الشهيرة (Cash is King). وهنا يشير جاسون لنقطة في غاية الأهمية، فبدون السيولة لن تتمكن الشركات من دفع المستلزمات المالية عليها، أو تمويل نشاطاتها التشغيلية، أو حتى مشاريعها المستقبلية.
وهناك خطأ شائع لدى الكثير من المستثمرين، وهو اعتبار قائمة الدخل أهم قائمة مالية للمستثمر، وهذا غير صحيح، لإن هذه القائمة من الممكن التلاعب بها محاسبياً بشكل قانوني، كما حدث قبل سنة مع إحدى شركات الاتصالات، ولكن الأهم هو قائمة التدفقات النقدية، التي تعكس ثلاثة نشاطات رئيسية: عمليات التشغيل، الاستثمار، والتمويل، فالسيولة (الكاش) لا يمكن لأحد أن يتلاعب بها.
4. ابحث عن أسوء شركة في القطاع، فإذا رأيت قوائمها تترنح، فاعلم أن هذا القطاع سيعاني برمته مستقبلاً. يشير جاسون أن الشركات الصغيرة لا تملك القدرة الكافية لمواجهة عقبات أو تقلبات الأسواق أو الأحداث الطارئة، بينما الشركات الكبيرة قادرة على الصمود لفترة أطول. لذا فإنه عندما تتعثر الشركات الصغيرة، فاعلم أن الشركات الكبيرة ستلحقها، ولكنها تحتاج لفترة أطول.
5. نوّع محفظتك. (وهنا يشير جاسون فوس للمثل الإنجليزي الشهير Do not put all of the eggs in one basket – لا تضع البيض في سلة واحدة). فليس بالضرورة أن تكون جميع استثماراتك في سوق الأسهم.
أما على مستوى أسواق الأسهم، فكثير من المستثمرين لا ينوع محفظته، ويعتمد على سهم أو سهمين (وهذا خطأ، حتى وإن كانت جيدة)، فهو بذلك يخاطر بشكل كبير بأمواله.
وهذه الممارسات تعتبر ممنوعة في عالم الاستثمار لمدراء المحافظ، فهناك شهادات كشهادة CFA تمنع مثل هذه الممارسات، وإن ثبت أن مدير محفظة قام بذلك الشيء، فربما تسحب رخصة الشهادة منه فوراً، إيمانا منها بأن هذا يمثل مخاطر كبيرة على العملاء.
6. استثمر في الشركات التي تعيد تدوير أرباحها في التوسع مجدداً. إن مثل هذه الشركات تدلل على وجود خطط طموحة مستقبلية لدى مجالس ادارتها. وعندما تستثمر معها، فأنت تستغني عن نسبة من الأرباح، لكنك ستعوضها أرباحاً مضاعفة في المستقبل.
7. هذه النقطة، والتي تليها، لم يذكرها جاسون، ولكن أود إضافتها لأهميتها، ولو أن القواعد الاستثمارية لا يمكن لمقال أو حتى كتاب أن يحصرها، فالاستثمار يعتمد على أشياء كثيرة، منها المالية والاقتصادية وكثير من الأحيان السياسية، وغيرها.
ولكن ما أراه في غاية الأهمية هو تفعيل التحليل الفني مع التحليل الأساسي، ولو أن التحليل الأساسي يأتي أولاً بدون شك. لكن أقول ذلك لإن هناك من لا يؤمن بالتحليل الفني، وهم كثر، مع أنه علم يُدرس في مختلف أنحاء العالم. فالتحليل الفني هو "سيكولوجية الأسواق" وإن كنت لا تؤمن به، فالمستثمرين والمضاربين يؤمنون به، وعليك فهم قواعد اللعبة.
8. لا تستثمر إذا كانت لا تعرف التحليل المالي، وتستطيع قراءة القوائم المالية، وتعرف أوقات الدخول والخروج في الشركة. فالتحليل المالي والاقتصادي علم يدرس، ولا يمكن لأحد أن يأتي خلال بضعة أشهر ويقول أنا أصبحت ملم في الاستثمار.
لا تخاطر، واعط مالك لشركات الاستثمار المصرح بها، ووفقاً للشروط التي تطرحها أنت، ووفقاً لسياسات المخاطر ونوع الاستثمار التي تتبعها كل محفظة من محافظ هذه الشركات.
نقطة خروج: "المخاطرة هي الاستثمار في شيء لا تعرف كيف يعمل."
وارن بفيت – مستثمر أمريكي