مقدمة
بداية نعود لمقالنا السابق , وبفشل توقعاتنا آخر مرة حيث ذكرنا ما يلي (( نحن نرى أن أيام الذهب باتت معدودة , و أن هبوطه قادم لا محالة , فإما أن يهبط من المقاومة التي وصل اليها قبل الاقفال 1345 و إما أن يختبر 1359 و يسقط من عندها . " إلا " لو عادت اشاعات الأزمات , لكنا لا نرى أزمات لللآن لو راقبنا مؤشرات الأسهم و المؤشرات الإقتصادية .
الإتجاه العام للذهب ما زال صاعد فنيا , )) . و الآن نعاود الكرة مرة أخرى و لربما تفشل . و لن نتطرق للأسباب التي أدت إلى فشل التوقع السابق كثيراً إلا أنه ممكن تعويلها على جُبن السوق الآسيوي و خصوصا اليابانيون متأثرا بخروج بريطانيا ! في حين أنه من يجب أن يرتعد خوفا في المقام الأول هو السوق الأوربي , حيث أن الآسيويين أفرطوا ببيع الباوند و المؤشرات و الأسهم من أول يوم تداول الأسبوع الماضي , وكلما حاول السوق الأوربي و الأمريكي تصحيحها كلما ازدادوا خوفا و باعوا أكثر فقد هبط مؤشر نيكاي قرابة ال 700 نقطة لغاية يوم الإقفال الجمعة و أدى إلى ارتفاع سعر صرف الين أمام الدولار قرابة ال 280 نقطة , في حين أنه لو قارنا مؤشر الداو جنز الأميركي نرى أنه اتبع السوق الآسيوي مع مطلع تداولات الأسبوع الماضي إلا أن صعد بعدها قرابة ال 450 نقطة حيث تجاوز الحد الفاصل الذي يبلغنا عن تواري تام للأزمة المالية فوق سعر 18000 دولار . و هذا ما يدعونا للقول مجددا ماذا يفعل اللهو الخفي بالسوق و خاصة الذهب , فمن يقارن سعر الذهب قبل شهر مع سعر الداوجنز حينما بلغ سعره الحالي لوجدنا فجوة تفوق ال 150 دولار في أسعار الذهب , فما سر هذا التمسك بالملاذات الآمنة ؟ و هل هناك ما نجهله خلف الكواليس ؟ قريبا يذوب الثلج ويبان المرج كما يقولون .
المنشار الذهبي
يوم الجمعة و بالتحديد قبل البيانات ب دقائق ارتفع الذهب قرابة ال 10 دولار , و هبط إثر بيانات التوظيف 30 دولار في غمضة عين و عاود الارتفاع و بقوة وبوقت قصير قرابة ال 35 دولار ثم هبط 20 دولار ثم تلاها 17 دولار أخرى , حيث بلغ اجمالي التحركات في غضون ساعات فوق ال 110 دولار , من اشترى في القمم ظناً منه بسلبية البيانات وخصوصا الحركة التي سبقت البيانات بدقائق فقد انتهى أمره بخسارة مؤكدة و من باع بالقاع ظناً منه باستمرار الهبوط و احتمالية رفع الفدارلي للفائدة فقد مُنيَ بخسارة مؤكدة , ثم ارتفع مرة أخرى ثم اشترت الناس ثم هبط ثم باعت ثم ارتفع ثم اشترت .
والآن هل سيتكرر سيناريو الاسبوع الذي سبق الاستفتاء حيث أغلق الذهب قرابة 1298 و هبط بيوم الإفتتاح قرابة ال 50 دولار ؟ , واذا فعلها فالوداع لمن اشترى قبل الإقفال .!!
طبعا المستثمرون لم يتأثروا بما حدث , ونحن للصراحة نحاول محاكاة أصحاب الحسابات الصغيرة فيما ذكرناه , و خصوصا أنهم الأكثر عرضة للخسارة حيث من يملك 1000 دولار قد تمثّل ثروةً بالنسبة له , و من خسرها فقد خسر ثروة .
و للصراحة كما قلناها سابقا , لم يعد الذهب ملاذاً آمناً , فهو من أخطر الأزواج تداولاً في هذه الفترة و أكثرها تحركاً و خصوصاً أنه في أسعار قمم لربما لن يصلها لفترة طويلة لو انتهت موجة الهلع ( الخُلَّبي ) كما ذكرنا .
الذهب في المدى الطويل و المتوسط
من الرسم المرفق نرى أن الذهب تحرر و بشكل قوي من القناة الهابطة طويلة الأمد و هو في قناة صاعدة متوسطة المدى و هو حاليا في قمتها , نحن نرى ولو توقعاً رغم القوة التي بلغها مؤخراً أنّه سيعود لزيارة الحد السفلي للقناة الصاعدة من سعر إلاغلاق 1366.5 أو المقاومة التالية 1388 وتمثل أعلى سعر في مارس 2014 , إلى الخط السفلي للقناة قريبا من 1304 و هذا السعر أيضا قريبا من مستويات فيبوناتشي 38.2% , ومن هناك نقطة انطلاق جديدة إما لبلوغ 1388 و 1437 وممكن 1482 أو يهوي إلى 1200 في حال كسر الحاجز النفسي و الدعم عند مستويات 1300 , طبعا جميع الإحتمالات واردة . و هذه ليست تكهُّنات للوضع إنما دراسة للشارت و للظروف المحيطة و المتحكمة بأسعار الذهب , أما عن المستويات المرتقبة 1420 و 1500 فنعود لنكررها أنها تحتاج لحافز قوي جدا ( أزمة أو كارثة ) ,
ختاماً
نود لفت الإنتباه أن مستويات التداول الحالية للذهب هي سيناريو منسوخ عن مستويات 1200 , حيث أن أسعار الذهب بقيب قرابة الأربع أشهر حتى بلغت مستوى 1300 , رغم جميع التوقعات و التحليلات التي دعمت بلوغه سعر 1300 , وحيث أنه احتاجت لسبباً كبيراً لبلوغها و هو خروج بريطانيا , فلربما لو خرجت فرنسا مثلا أو تفكك الإتحاد الأوربي أو عدنا لأزمة عالمية أخرى عندها سنبلغ مستويات أكبر من التي ذكرناها , و أي صعود خلاف تلك الأسباب فهو صناع السوق لا أكثر ولا أقل .
ملاحظة: هذا المحتوى مجرد آراء وتحليلات المؤلف وليست توصيات مباشرة. القرار النهائي يعود للمستثمر والمضارب في تحديده الإتجاه.