شهد النفط الخام انتعاشًا بالتزامن مع غيره من الأصول المحفوفة بالمخاطر بما فيها مؤشر S&P500 يوم أمس، في وقت عزت وسائل الإعلام هذا التحرّك الى تحسّن ثقة المستثمرين وسط بدء تراجع حدّة المخاوف المحيطة بالأسواق الناشئة. في غضون ذلك، تكبّد الذهب الخسائر، إذ دفع تراجع طلبات الملاذ الآمن على سندات الخزانة الأميركية العائدات الأميركية المستحقة في عشرة أعوام الى الإرتفاع،ما رسّخ بالتالي من تكلفة الفرصة البديلة لحيازة المعادن.
لا تزال اتّجاهات المخاطر تلعب دورًا رئيسيًا في مناخ السلع. بدا ذلك جليًا على وجه الخصوص على صعيد النّحاس الذي يشهد ارتدادًا عقب تسعة ايّام متتالية من الخسائر التي نجمت عن هيمنة موجة من نفور المخاطر. في حال واصلت بيانات ADP لتغيير عدد الوظائف المضافة الى القطاع الخاصّ وأرقام ISM الخدماتية ترسيخ المفاجآت الهبوطية التي تطرأ في الآونة الأخيرة على البيانات الاقتصادية الأميركية، من المحتمل أن تتنامى شهية المخاطر من جديد وتدفع أسعارالنّحاس والنفط الى الإنخفاض.
بعيدًا عن اعتبارات الثقة والإتّجاهات الأوسع نطاقًا، من المحتمل أن توفر بيانات المخزونات الأسبوعية التي تصدر عن وزارة الطاقة للتّجار بعض الدلائل الإضافية على مسار النفط. من المتوقع تراجع مخزونات المقطّرات بمقدار 2.5 مليون برميل إضافي وفقًا لتقديرات الخبراء الاقتصاديين الذين شملهم استطلاع الرأي الذي قامت به بلومبرغ، ويعتبر هذا الإنخفاض الرابع أسبوعيًا على التوالي.
عزت مصادر إعلامية الهبوط الأخير الذي تشهده مخزونات المقطّرات الى ارتفاع الطلبات على وقود التدفئة بسبب الأحول الجوّية القارسة التي تضرب الساحل الشرقي للولايات المتّحدة. إنّ أي انخفاض أكبر من المتوقع لأرقام المخزونات سيشير على الأرجح الى ارتفاع الطلبات على النفط ويرسّخ عقود خام غرب تكساس الوسيط.