وسّع النفط الخام دائرة التراجع الذي يختبره في الآونة الأخيرة عقب صدور بيانات ISM التصنيعية الأميركية المخيّبة للآمال، الأمر الذي ساعد على بروز موجة جديدة من نفور المخاطر. كانت قراءة 51.3 الأدنى في ستّة أشهر وجاءت دون توقعات الخبراء الاقتصاديين التي رجّحت تسجيلها 56. في هذا الصدد، أشارت وسائل الإعلام الى أنّ هذه الأرقام قد تكون رسّخت مخاوف المستثمرين حيال وتيرة الإنتعاش الاقتصادي الأميركي، والتي نجمت عن بعض البيانات الاقتصادية الضعيفة التي صدرت في ديسمبر.
لا تزال ثقة المستثمرين حساسة أزاء تدفقات الأنباء السلبية بسبب القلق حيال الأسواق الناشئة والتأثيرات المحتملة لعملية تقليص التيسير الكمّي التي يقوم بها بنك الاحتياطي الفدرالي. إنّ التعليقات الحذرة التي قد تصدر عن مسؤولي الاحتياطي الفدرالي، لاكر وإيفانز، من شأنها ترسيخ شهية المخاطر، الأمر الذي سيوفر بدوره الدعم للسلع الحسّاسة أزاء النمو كالنّحاس والنفط.
يخيّم الغموض نوعًا ما على تأثيرات سيناريو مماثل على المعادن الثمينة. فمن جهة، من المحتمل أن تؤجّج النبرة الحذرة لمسؤولي الاحتياطي الفدرالي انتعاش الطلبات غير الوقية، ما يعزّز الذهب والفضّة. ومن جهة أخرى، إنّ أي تأجيل في تقليص عمليات شراء الأصول سيرسّخ اتّجاه المخاطر، الأمر الذي يدفع عائدات سندات الخزانة الأميركية الى الإرتفاع ويزيد بالتالي من تكلفة الفرصة البديلة لحيازة المعادن لتتراجع الأسعار بدورها.