تراجع الدولار الأسترالي مقابل جميع نظرائه الرئيسيين خلال الدورة المسائية بعد أن جاء تقرير الوظائف لشهر أغسطس مخيّبًا للآمال بشكل كبير. أظهر التقرير خسارة الاقتصاد 10800 فرصة عمل مقارنة بالشهر السابق، خلافًا لتقديرات الخبراء الاقتصاديين بإكتسابه 10000. هذا وقد تقدّم معدّل البطالة الى 5.8% كما كان مرجّحًا، بيد انّ معدّل المشاركة تراجع على نحو مفاجىء الى 65.0، وهو الأدنى منذ يناير 2007. يشير ذلك الى أنّه بالإضافة الى التسريحات، استسلم بعض الباحثين عن العمل الخائبين وخرجوا بالتالي من القوى العاملة.
إنّ التصفيات التي اختبرها الدولار الأسترالي عقب صدور تقرير الوظائف الضعيف تعكس على الأرجح التخمينات المحيطة بدفع ضعف سوق العمل بنك الاحتياطي الأسترالي الى إعادة التفكير مليًا بإعتماد موقف محايد أزاء السياسة النقدية- وهو أمر برزت براعمه الأولى في اجتماع هذا الشهر- وتخفيض معدّلات الفائدة أكثر. مع ذلك، يبدو هذا الأمر بعيد المنال نوعًا ما. في هذا الصدد، أفاد حاكم بنك الاحتياطي الأسترالي غلين ستيفنس بكلّ صراحة أنّ أسواق العمل ستبقى على الأرجح ضعيفة خلال العام أو العامين القادمين، وبأنّ قرار إبقاء المعدّلات ثابتة في سبتمبر استند الى هذا الواقع، ما يشير الى أنّه قد يستلزم صدور أرقام عمل ضعيفة على مدى أكثر من شهر لكي يدرس المصرف المركزي إمكانية تغيير موقفه. بناء عليه، من المحتمل أن تناضل التحرّكات الهبوطية للتماسك اليوم وسنحافظ على مواقع شراء زوج الأسترالي/دولار.
تفوّق الدولار النيوزيلندي في أدائه عقب صدور قرار فائدة بنك الاحتياطي النيوزيلندي، حيث افاد المصرف أنّه في حين يرجّح الحفاظ على سياسته طوال العام 2013، قد يصبح رفع المعدّلات "أمرًا ضروريًا في العام القادم". كما تقدّم الين الياباني إثر تعقّبه هبوط مؤشر الأسهم المعياري نيكي 225، إذ شجّع نفور المخاطر على الخروج من مواقع التجارات المبنيّة على فروقات الفوائد والمموّلة بواسطة العملة ذات العائدات المتدنّية. من المحتمل أن يكون الموقف الضعيف قد جاء في أعتاب الأرقام الضعيفة لطلبات المكينة لشهر يوليو التي تمّ نشرها قبل افتتاح الأسواق الآسيوية. بيّن التقرير بلوغ القراءة 0.0% وسط توقعات تسجيلها ارتفاعًا بنسبة 2.4%.
مرّة جديدة، يفتقر الجدول الاقتصادي الأوروبي الى البيانات، لتتحوّل الأنظار نحو المفكّرة الأميركية. تتسلّط الأضواء على بيانات إعانات البطالة الأسبوعية، وسط تقديرات تشير الى بروز انتعاش طفيف على صعيد إعانات البطالة الأساسية والمستمرّة. في هذا الإطار، سيواصل التّجار تقييم الأنباء الاقتصادية الأميركية لناحية تأثيراتها على توقعات تقليص بنك الاحتياطي الفدرالي التيسير الكمّي. وفي حين من المرجّح تطبيق الاحتياطي الفدرالي بعض التخفيض الطفيف في اجتماع مجلس الاحتياطي الفدرالي المرتقب في الأسبوع القادم، يخيّم الغموض على المسار المستقبلي. يدلّ ذلك على أنّ البيانات الضعيفة التي تلقي بثقلها على اعتناق نهج تقليص مستدام مع حلول نهاية العام ستؤثّر بشكل سلبي على الدولار الأميركي والعكس صحيح.
EUR/USD GBP/USD" title="EUR/USD GBP/USD" width="undefinedpx" height="523.755px">