سجّل الدولار الأسترالي والنيوزيلندي أداءًا مخيّبًا للآمال خلال الدورة المسائية، وخسرا ما يناهز 0.5% و0.8% تباعًا مقابل نظرائهما الرئيسيين. جاء هذا التحرّك الهبوطي نتيجة تعقّب تراجع بورصات الأسهم الآسيوية وسط استمرار تنامي التخمينات المحيطة بالإتّجاه الذي ستسلكه السياسة النقدية لبنك الاحتياطي الفدرالي قبيل نشر محضر اجتماع مجلس الاحتياطي الفدرالي لشهر يوليو.
في هذا الصدد، تظهر مسوحات عدّة للخبراء الاقتصاديين أنّ هنالك فرص كبيرة لإستهلال عملية التقليص في سبتمبر بقيمة 10 مليار دولار. تشير تحرّكات الأسعار التي سجّلت في الأسابيع الأخيرة الى أنّ أي موقف حذر للغاية يعاكس المناخ المذكور سيلقي بثقله على الدولار الأميركي ويوفر الدعم للأصول المعتمدة على الحوافز. في المقابل، ستترتّب عن أي نهج متفائل التأثيرات المعاكسة.
في حال أكّد بنك الاحتياطي الفدرالي الوضع الراهن، من المحتمل أن تبرز دينامية معاكسة للمنطق. وكما ناقشنا في وقت سابق، من المحتمل أن تكون الخطوط العريضة لسيناريو مماثل قد ظهرت يوم الخميس عندما جاءت البيانات الاقتصادية الرئيسية الداعمة لتقليص عمليات شراء الأصول في سبتمبر سلبية بالنسبة الى الأصول المحفوفة بالمخاطر والدولار الأميركي على حدّ سواء.
من المرجّح أن يعود ذلك الى تقرير مركز الأبحاث والدراسات العالمية TIC لشهر يونيو الذي بيّن هروب 66.9 مليار دولار شهريًا من رؤوس الأموال من الأصول البعيدة الأجل المسعّرة بواسطة الدولار الأميركي (ولا سيّما سندات الخزانة). يعتبر هذا التراجع الشهري الأكبر منذ أغسطس 2007 وحدث وسط موجة من التذبذبات المحيطة بإشارة الاحتياطي الفدرالي الى رغبته بتقليص مساعي التيسير الكمّي.
يعتبر هذا الإحتمال واردًا ومثيرًا للإهتمام، في حين يتشارك حوالى ثلثي من الخبراء الاقتصاديين الذين شملتهم استطلاعات الرأي التي قامت بها بلومبرغ ورويترز الرأي نفسه الذي يظهر إمكانية تقليص التيسير بقيمة 10 مليار دولار أميركي في سبتمبر، من المرجّح أن يعكس الدولار الأميركي سيناريو مشابه.
يترك هذا الأمر الأخضر رهن الإعتبارات الثانوية. من المحتمل أن تتجسّد إحدى الإعتبارات بردود فعل أصحاب سندات الخزانة الأميركية- كالصين على سبيل المثال- أزاء الخروج الوشيك للشارين الرئيسيين الذين يوفرون الدعم للأسعار. يبدو أنّ بيانات يونيو الصادرة عن TIC تظهر إمكانية تقليص هؤلاء المستثمرين تعرّضهم للديون الأميركية. في حال فسّرت أسوق الفوركس هذا الحدث على صعيد تبدّد الطلبات على الأصول المسعّرة بواسطة الدولار الأميركي، قد ترزح العملة المعيارية تحت وطأة الضغوطات.
EUR/USD GBP/USD" title="EUR/USD GBP/USD" width="718" height="324">