لندن (ا ف ب) - تعقد منظمة الدول المصدرة للنفط (اوبك) اجتماعا الاحد في فيينا قد تبحث خلاله مجددا في خفض عرضها من النفط في محاولة لرفع سعر البرميل الى 75 دولارا، لكنها قد تدعو اعضاءها، اذا لم تفلح في ذلك، الى احترام التزاماتهم السابقة بخفض الانتاج.
وخلافا للاجتماعات الاخيرة التي كانت نتيجتها محسومة سلفا، لم تتبين هذه المرة بعد نوايا الاعضاء الاثني عشر في اوبك.
واقر وزير الطاقة والمناجم الجزائري شكيب خليل الاربعاء في حديث لوكالة فرانس برس بان "ثمة اراء مختلفة. البعض يرى انه يجب الخفض والبعض الاخر يريد ابقاء مستوى الانتاج الحالي".
وتوقع رئيس منظمة اوبك الانغولي جوزيه ماريا بوتيلهو دي فاسكونسيلوس اقرار خفض الانتاج مجددا.
من جانبهم، دافع الاعضاء المتشددون في الكارتل، ايران وفنزويلا، عن هذا السيناريو، فيما قالت ليبيا انها "لا تستبعده"، بينما قدمت الجزائر مبررات في الاتجاه عينه.
الا ان الامور قد تتعقد اذا اعترضت السعودية.
وافادت مصادر سعودية لصحيفة "الحياة" ان المملكة تامل ان يحترم اعضاء المنظمة حصص الانتاج بشكل صارم قبل الذهاب الى ابعد من ذلك.
واستعادت الاسعار بعد ما انهارت حتى وصلت الى 32,40 دولارا للبرميل في منتصف كانون الاول/ديسمبر، انفاسها منذ مطلع السنة واستقرت فوق الاربعين دولارا للبرميل، لكنها ما زالت بعيدة عن 75 دولارا التي تعتبرها المنظمة التي تنتج 40% من النفط، السعر الافضل.
وبعد ان واجهت خلال سنتين متتاليتين انهيار الطلب على الذهب الاسود للمرة الاولى منذ 1983، قررت المنظمة خفضا كبيرا في انتاجها في نهاية 2008 ووعدت بسحب 4,2 ملايين برميل يوميا من السوق مقارنة بمستوى الانتاج في ايلول/سبتمبر.
وحسب تقديرات مستقلة، يبدو ان اعضاء المنظمة طبقوا بنسبة 80% الخفض المقرر في حصص الانتاج، وابدوا في ذلك انضباطا غير مسبوق في تاريخ الكارتل.
وقال خليل "اذا كان الجميع قد وفى بالتزامتهم، فاننا قد نتوجه نحو خفض جديد"، مشيرا الى ان مسالة احترام الحصص ستكون في صلب مباحثات الاحد.
واختلفت توقعات المحللين امام غموض المؤشرات.
وتوقع كريستوف باريه من مصرف كاليون ان "تعلن اوبك خفضا اخر لتلبية توقعات السوق".
الا ان اندري كريوشنكوف من في.تي.بي كابيتال يرى في المقابل ان المنظمة "قد تقرر المراوحة وبدلا من خفض الانتاج، فانها قد تعد باحترام افضل للحصص".
وقال بيتر هاتن من ان.بي.سي اويلز ان "قرارات خفض الانتاج المتخذة تكفي في حد ذاتها" لاعادة استقرار السوق.
لكن ادم سيمينسكي المحلل في دويتشي بنك توقع "خفضا اخر في وقت ما خلال 2009 وليس بالضرورة خلال اجتماع الخامس عشر من اذار/مارس".
وقال وزير النفط الكويتي الشيخ احمد العبد الله الصباح اليوم الجمعة ان "كل الاحتمالات مفتوحة وواردة" بالنسبة لمستوى انتاج المنظمة.
ونقلت وكالة الانباء الكويتية عن الوزير قوله قبل مغادرته الكويت متوجها الى فيينا "ان قرار اوبك يتخذ جماعيا وليس فرديا".
واشار الوزير الكويتي الى انه على اوبك ان تأخذ في الاعتبار الكساد الاقتصادي العالمي وقال "ونحن لا نريد ان نساعد في الكساد".
واعرب عن دعمه ل"الاسعار التي تحقق متطلبات ميزانيات الدول المصدرة وفي نفس الوقت تتماشى مع متطلبات الاقتصاد العالمي".
وشهدت اسعار النفط تراجعا طفيفا في المبادلات الالكترونية الجمعة في آسيا غداة ارتفاع كبير في نيويورك.
وفي المبادلات الصباحية بلغ سعر برميل النفط المرجعي الخفيف (سويت لايت كرود) تسليم نيسان/ابريل 46,69 دولارا متراجعا ب34 سنتا. وكان انهى تعاملات مساء الخميس بنيويورك عند 47,03 دولارا مسجلا زيادة بلغت 4,70 دولارات مقارنة بسعر اقفال الاربعاء.
وتراجع سعر برميل نفط خام "برنت" بحر الشمال تسليم نيسان/ابريل 33 سنتا عند 46,76 دولارا.
وفي انتظار الاحد، قد يؤثر تقرير وكالة الطاقة الدولية الذي ينشر الجمعة على القرار. فاعتبر ام. جاكوب ان "مراجعة (في اتجاه الخفض) مفاجئة لتوقعات الطلب ستدفع الى خفض" عرض اوبك.
واخيرا قد يؤثر مستوى الاسعار ايضا على القرار.
واعتبر نيميت خمر المحلل لدى سوكدن انه "اذا بقيت الاسعار حول 40 دولارا فمن الممكن ان يحدث انخفاض بنحو 500 الف برميل على الاقل"، مؤكدا انه اذا بلغت 50 دولارا فان "اوبك قد تتردد اكثر في خفض عرضها" والمجازفة "بالحاق الضرر باقتصاد عالمي هو اصلا هش".
ويبلغ سقف انتاج اوبك 24,84 مليون برميل يوميا.