بقلم جيفري سميث
Investing.com – تراجعت أسعار النفط الخام خلال الجلسة الأمريكية لليوم الجمعة، بعد كانت قد سجلت أعلى مستوياتها في أكثر من أسبوعين خلال الليلة الفائتة. لكن ورغم التراجع، ما زالت الأسعار في طريقها لتحقيق مكاسب بنحو 10٪ تقريباً هذا الأسبوع، وذلك بسبب اضطرابات الإنتاج في منطقة خليج المكسيك الأمريكية، وفي النرويج، وكذلك بسبب الأمل في أن يتراجع أعضاء مجموعة أوبك+ عن خططهم لزيادة الإنتاج في نهاية العام.
كما برزت مشاكل الإمداد أيضاً، مع وجود مؤشرات على أن إضراب عمال النفط في النرويج سيتسبب في المزيد من اضطرابات الإنتاج في البلاد، كما أدى إعصار دلتا إلى توقف الإنتاج بشكل شبه كامل في منطقة خليج المكسيك الغنية بالنفط.
وعند الساعة 9:25 صباحاً بالتوقيت الأمريكي الشرقي (1:25 بعد الظهر بتوقيت جرينتش)، تراجعت عقود {{8849|الخام الأمريكي}} الآجلة بنسبة 0.3٪ لتتداول عند 41.07 دولار للبرميل. وبذات النسبة، انخفضت العقود الآجلة لخام {{8833|برنت}}، والتي تعتبر المعيار العالمي في أسعار النفط، لتتداول عند 43.20 دولار للبرميل. وكان كلا العقدين قد سجلا اعلى مستوياتهما في أكثر من أسبوعين خلال الليلة الفائتة.
كما تراجعت أسعار عقود {{954867|البنزين}} الآجلة بنسبة 1.8٪، لتتداول عند 1.2094 دولار للغالون.
وجاء التراجع في الأسعار خلال جلسة اليوم، بعد أن كانت عقود النفط المختلفة قد سجلت أعلى مستوياتها في أكثر من أسبوعين، في ظل أجبار إعصار دلتا شركات النفط العاملة في منطقة خليج المكسيك الغنية بالنفط، على إغلاق 92٪ من أعمالها في المنطقة، وهي أعلى نسبة منذ إعصار كاترينا في 2005.
بالإضافة إلى ذلك، سيدخل إضراب عمال النفط والغاز النرويجيين أسبوعه الثاني، مما يهدد بخفض إنتاج النفط في البلاد بنحو الربع.
ورغم هذه الأمور الإيجابية للنفط، تعرضت الأسعار إلى الضغط بعد أن أظهر تقرير (إس إن بي غلوبال بلاتس) أن انضباط الإنتاج في روسيا وبعض الدول الأفريقية الأعضاء في مجموعة أوبك لم يتحسن في سبتمبر. وقد يُعقد ذلك أية جهود للتوصل إلى اتفاق جديدة لتمديد قيود الإنتاج الحالية على أعضاء المجموعة الموسعة.
وقبل اعلان (بلاتس)، كان وزير الطاقة الروسي ألكسندر نوفاك، قد قال لوسائل الإعلام المحلية اليوم الجمعة: "نحن بحاجة إلى إبقاء إصبعنا على النبض، نحتاج إلى التعاون ... بهدف العودة إلى ظروف السوق الطبيعية".
وقال بيورنار تونهاوغين رئيس أبحاث أسواق النفط في (ريستاد إنرجي) في تعليقات أرسلها لعملاء الشركة عبر البريد الإلكتروني: "لقد تمتع النفط بأسبوع من المكاسب الرائعة. ومع ذلك، فإن مكاسب هذا الأسبوع ليست ناجمة عن عوامل وجدت لتبقى، فهي ستؤثر على الأسواق لفترة قصيرة من الزمن. الأعاصير التي تحد من الإنتاج في الولايات المتحدة ستهدأ، ثم سيرتفع الإنتاج مرة أخرى، وينطبق الشيء نفسه على الإضراب في النرويج".
وأضاف تونهاوغين أن أسعار خام غرب تكساس الوسيط WTI فوق مستوى الـ 40 دولار للبرميل، هي "هشة مثل الزجاج في الوقت الحاضر" بسبب تدهور صورة الطلب مع استمرار انتشار فايروس كورونا، في أوروبا على وجه الخصوص، يُترجم إلى مستويات أقل من ممارسة قيادة السيارات، في حين حذر عمدة لندن صادق خان أن إغلاقاً جديداً في العاصمة البريطانية هو أمر "حتمي".
ويمكن القول إن أفضل أمل للحصول على الدعم لأسعار النفط يكمن في المزيد من الانضباط في الإنتاج من جانب أوبك وحلفائها في مجموعة (أوبك+). وكانت صحيفة وول ستريت جورنال، قد ذكرت في وقت سابق من الأسبوع أن كلاً من السعودية، أهم أعضاء أوبك وأكثرهم نفوذاً، وروسيا، أهم الدول غير الأعضاء وأكثرهم تأثيراً، تتطلعان إلى تأجيل زيادة الإنتاج المقررة بداية العام المقبل، بسبب ضعف الطلب العالمي.
وعلى جبهة البيانات، تترقب أسواق النفط التقرير الأسبوعي لشركة الخدمات النفطية (بيكر هيوز (NYSE:BKR))، والذي يُظهر التغيير في عدد {{ecl-1652||منصات الحفر}} العاملة في الولايات المتحدة، والذي يعتبره الكثيرون مؤشراً رئيسياً للطلب على النفط. وسيصدر التقرير في موعده المعتاد عند الساعة 1:00 بعد الظهر بالتوقيت الأمريكي الشرقي (5:00 مساءاً بتوقيت جرينيتش).