بقلم آدم كلارينجبول
Investing.com – ارتفع الذهب في التداولات الآسيوية اليوم الثلاثاء، بعد سقوطه المدوي بأكثر من 5٪ في جلسة أمس الاثنين. وتسبب الإعلان عن نتائج تجارب اللقاح بعمليات بيع كثيفة على المعدن الثمين، حيث رمى المستثمرون الأصول الآمنة، وتوجهوا بسرعة نحو الأسهم.
فعند الساعة 10:34 مساءاً بالتوقيت الأمريكي الشرقي (3:34 صباحاً بتوقيت جرينتش)، ارتفعت عقود {{8830|الذهب}} الآجلة بنسبة 1.09٪ لتتداول عند 1,874.20 دولار للأونصة.
وتحركت أغلب الأسواق العالمية بإثارة كبيرة يوم أمس الإثنين، من الأسهم في مختلف القارات إلى السلع إلى غير ذلك، بعد أن أعطت شركة الأدوية الأمريكية العملاقة فايزر الأمل للعالم بأن لقاحاً فعالاً قد يكون على الطريق. وبسبب طبيعته كملاذ آمن في أوقات الأزمات السياسية والمالية والـ "وبائية"، كان الذهب أحد أبرز الخاسرين من هذه الأخبار.
وكانت شركة الأدوية الأمريكية العملاقة فايزر (NYSE:PFE) قد أعلنت يوم أمس الاثنين أن لقاحها التجريبي، الذي كانت قد طورته بالاشتراك مع شريكتها الألمانية (بيو إن تيك) (NYSE:PFE)، قد أظهر فعالية بنسبة تزيد عن 90٪ في الوقاية من فايروس كورونا، حسبما أشارت البيانات الأولية لدراسة كبرى قامت بها الشركة.
وهذه هي المرة الأولى التي تظهر فيها شركات الأدوية بيانات ناجحة لتجربة إكلينيكية واسعة النطاق للقاح كورونا، وهو ما يعطي الأمل بأنهاء هذا الوباء الذي أودى بحياة أكثر من مليون شخص في جميع أنحاء العالم حتى الآن.
وستسعى الشركتان للحصول على موافقة الهيئة التنظيمية المختصة (إدارة الغذاء والدواء FDA في الولايات المتحدة) بحلول نهاية شهر نوفمبر الحالي. كما أعلنت أنها تخطط لتصنيع وتوزيع 1.3 بليون جرعة لقاح بحلول نهاية العام القادم.
وفي ظل هذه الأخبار المثيرة، هرع المستثمرون إلى الأسهم، وتركوا الملاذ الآمن ورائهم، وهو ما تسبب في سقوط سعر الأونصة بنحو 100 دولار خلال ساعات قليلة. وتسببت الأخبار في ارتفاعات مذهلة في أسعار أسهم بعض القطاعات التي تضررت كثيراً من الوباء، مثل الترفيه والسياحة والسفر.
وتعليقاً على ذلك، قال المحلل إدوارد مويا، كبير محللي السوق في منصة التداول (أواندا)، في حديث له مع رويترز، أن الأخبار "تجاوزت حقاً أفضل السيناريوهات بالنسبة للجميع. كان هنالك توتر متزايد من أننا قد لا نحصل على نتائج قوية للقاح، لذلك أطلق هذا الإعلان العنان لشراء الأصول الخطرة، وتسبب بنزوح جماعي للمستثمرين، بعيداً عن أصول الملاذ الآمن".
ولكن، عندما افتتحت الأسواق جلسة تداول اليوم في آسيا، دبت الحياة في ثيران الذهب، بعد أن وصلت عمليات البيع الكثيفة إلى القاع، فتعافت الأسعار من بعض خسائرها. وكان هنالك أيضاً أسئلة حول الاطار الزمني لتأثير اللقاح الجديد، والقدرة على توفيره بكميات كافية في المستقبل القريب، ومدى سلامته، وهي أسئلة لم تتم الإجابة عنها حتى الآن، وهو ما تسبب في إطفاء بعضاً من لمعان الأسهم واصول المخاطر الأخرى.
وبخصوص ذلك، قال مويا: "لا يزال الاقتصاد بحاجة إلى الكثير من الدعم، وسيتم توفير 50 مليون جرعة لقاح فقط في البداية، لذلك نحن لم نتخط موضوع الفايروس بعد، وستتزايد الدعوات للتحفيز".
وإلى جانب أخبار اللقاح الإيجابية من فايزر، كان هنالك أخبار أقل إيجابية. فلقد تناقلت وكالات الأنباء خبراً مفاده أن البرازيل قد أوقفت تجربتها للقاح الصيني الذي تنتجه شركة سينوفاك (NASDAQ:SVA) بعد حدث عكسي خطير. ولم يتم الكشف عن تفاصيل أخرى حتى الآن.
وقبل سقوط الأمس المرتبط باللقاح، كان الذهب يتمتع بزخم إيجابي من الآمال بأن يتم إقرار حزمة تحفيز عملاقة ثانية في الولايات المتحدة، لمكافحة آثار الفايروس، ومع تفاؤل المستثمرين بأن إجراءات جوهرية ستكون في طور الإعداد بعد نجاح المرشح الديمقراطي جو بايدن في سباقه الرئاسي.
وكان رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي في دالاس، روبرت كابلان، قد قال في كلمة ألقاها يوم أمس الاثنين إنه على الرغم من تعافي الاقتصاد الأمريكي من الانكماش التاريخي، فإن عودة ظهور حالات الإصابة يشكل مخاطر سلبية. أما رئيسة بنك الاحتياطي الفيدرالي في كليفلاند، لوريتا ميستر، فلقد قالت في كلمة منفصلة، أنه لا يزال هنالك حاجة لبرامج الإقراض الطارئة التي وضعها الاحتياطي الفيدرالي أثناء الوباء.
وتعليقاً على ذلك، قال ستيفن إينيس، كبير استراتيجيي الأسواق العالمية في شركة أكسي للخدمات المالية: "ما زلت أعتقد أن هنالك المزيد من أموال التحفيز على الطريق، وأن بنك الاحتياطي الفيدرالي سيبقي على أسعار الفائدة منخفضة، في حين أن اللقاح سيوفر ذلك الدافع الانكماشي ... ولهذا السبب لا تزال الأسواق متمسكة بالذهب".
مقالات الرأي والتحليل الفني لسعر الذهب عالميًا:
هل كان إعلان فايزر للقاح هو بداية النهاية لأسعار "الذهب"؟ ماذا تراقب الآن