بقلم جيفري سميث
Investing.com – تراجع النفط خلال الجلسة الأمريكية لليوم الجمعة، بعد أن جمع المتداولون الأرباح التي حققها السائل الأسود منذ إعلان فايزر يوم الاثنين، والذي جعل الأسواق تحلم بانتهاء قريب للوباء. ولكن الأسواق استيقظت من أحلامها وسط مخاوف من الأعداد الكبيرة للإصابات في الولايات المتحدة، وإجراءات الإغلاق في أوروبا، والتوقعات الضعيفة للطلب.
فعند الساعة 10:45 صباحاً بالتوقيت الأمريكي الشرقي (3:45 مساءً بتوقيت جرينتش)، تراجعت العقود الآجلة لخام {{8849|غرب تكساس الوسيط}}، العقد الرئيسي بين أنواع النفط الأمريكية، بنسبة 2.2٪، لتتداول عند 40.23 دولار للبرميل، ولكنها بقيت على طريقها نحو أعلى إغلاق في 4 أسابيع، حيث حققت مكاسب بلغت 9٪ منذ بداية الأسبوع. أما العقود الآجلة لنفط {{8833|برنت}}، والتي تُعتبر المعيار العالمي في أسعار النفط، فلقد انخفضت بنسبة 1.8٪ لتتداول عند 42.76 دولار للبرميل.
وبعد تسعير الأخبار التي تفيد بأن لقاح فايزر (NYSE:PFE) هو لقاح فعال، ولكنه ليس جاهزاً حتى الآن للحصول على موافقة الهيئات التنظيمية، أو البدء في توزيعه، يرى المحللون أن السوق في أصبح في عالقاً بين جنة آمال اللقاح وجحيم مخاوف الوباء.
وقال بيورنار تونهوجين، رئيس شركة ريستاد إينرجي: "ليس مستغرباً أن يقوم السوق بتقليص مكاسبه اليوم حيث ما زالت تفاصيل العرض والطلب ضعيفة، وبعد أن سجلت حالات الإصابة اليومية بالفايروس في الولايات المتحدة الأرقام القياسية لليوم الثالث على التوالي. لقد حدت هذه الإصابات الجديدة مما يمكن للحكومات عمله لإعادة فتح اقتصاداتها الذي تتمناه عاجلاً وليس آجلاً".
وعلى صعيد احصائيات الوباء، سجلت الولايات المتحدة أكثر من 153 ألف حالة جديدة يوم أمس الخميس، وهو رقم قياسي جديد، بينما ارتفع متوسط معدل الوفيات لمدة سبعة أيام إلى أكثر من 1,000 حالة يومياً، للمرة الأولى منذ أغسطس. وبحسب بيانات جامعة جونز هوبكنز، وصل عدد الوفيات المرتبطة بالفايروس في البلاد إلى 244 ألف وفاة.
كما انخفضت أسعار عقود {{954867|البنزين}} الآجلة بنسبة كبيرة بلغت 3.3٪، لتتداول عند 1.1185 دولار للغالون. وكانت عقود البنزين هي الأكثر تضرراً من تلاشي الآمال بإنتاج واستخدام اللقاح بسرعة، حيث خسرت في هذه الجلسات أكثر من أي عقد أخر من بين جميع عقود الطاقة. وربما تكون بيانات مخزونات نواتج التقطير التي صدرت أمس أحد أهم الأسباب في ذلك، حيث أظهرت هذه البيانات أن هذه المخزونات ما زالت أعلى بنسبة 14٪ من متوسط الخمس سنوات. ويشير هذا إلى أن المخزونات لا تزال تنخفض ببطء شديد وغير مؤثر من الذروة التي وصلتها خلال الصيف.
ويمثل الوضع في أوروبا تحدياً أخر. فلقد أعلنت شركة فينشي الفرنسية لإدارة الطرق السريعة عن انخفاض حاد في حركة التنقل، وصل إلى 48٪ في الأسبوع الأول الكامل من شهر نوفمبر. وكان من المتوقع أن تسير الأمور بهذا الطريق منذ أن فرضت البلاد إجراءات الإغلاق الأخيرة، والتي من المقرر أن تبقى سارية المفعول حتى 1 ديسمبر على الأقل.
أما إنجلترا، فهي في حالة "شبه إغلاق". وفي ألمانيا، حذرت المستشارة أنغيلا ميركل من أن الحكومة الألمانية قد تجد نفسها مجبرة على الاستمرار في فرض القيود الحالية حتى موسم عيد الميلاد المجيد (الكريسماس) ورأس السنة الميلادية. وحذرت ميركل من أن الوباء سيبقي قطاع الرعاية الصحية في البلاد مشغولاً طوال فصل الشتاء. وتكافح ألمانيا وإيطاليا لتخفيف انحناء منحنيات الإصابة، لكن كان هنالك تقدم في مكافحة الوباء في كل من إسبانيا وبلجيكا وهولندا، التي فرضت القيود في وقت سابق.
على الجانب الإيجابي، ذكرت تقارير إخبارية مختلفة، أن الطلب على المنتجات المكررة في الهند قد أصبح إيجابياً على أساس سنوي، للمرة الأولى منذ اندلاع الوباء.