بقلم جينا لي
Investing.com – تراجع النفط بشكل طفيف في تداولات الجلسة الآسيوية لليوم الجمعة، بعد أن كان قد حقق مكاسب مثيرة في الجلسة السابقة، وسط حالة متزايدة من التفاؤل، والتي ساهمت فيها بشكل كبير آمال اللقاحات، والتوقعات بتعافي الطلب على الوقود في 2021.
فعند الساعة 11:13 مساءً بالتوقيت الأمريكي الشرقي (4:13 صباحاً بتوقيت جرينتش)، تراجعت العقود الآجلة لخام برنت، والتي تُعتبر المعيار العالمي في أسعار النفط، بنسبة طفيفة بلغت 0.10٪ لتتداول عند 50.20 دولار للبرميل، وتستمر في التداول فوق حاجز الـ 50 دولار رغم تخليها عن بعض المكاسب. كما تراجعت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط بنسبة هامشية بلغت 0.02٪ وتداولت عند 46.77 دولار للبرميل.
وبذلك، تتجه أسعار النفط نحو إنهاء الأسبوع السادس على التوالي من المكاسب، حيث ساعدت أخبار اللقاحات الإيجابية على تبديد الكآبة التي تسببت بها الأعداد المتزايدة باستمرار لحالات الإصابة والاستشفاء والوفيات التي تسبب بها فايروس كورونا على مستوى العالم، حيث شهدت بعض البلدان أرقاماً قياسية جديدة.
وكان بريطانيا قد بدأت بالفعل بتطعيم مواطنيها في وقت مبكر من هذا الأسبوع، بينما منحت وزارة الصحة الكندية موافقتها للقاح يوم الأربعاء وستستلم الشحنة الأولى منه خلال الأسبوع القادم.
ويُتوقع أن تكون الولايات المتحدة هي الدولة التالية التي تعطي موافقتها، وذلك بعد أن اقتربت إدارة الغذاء والدواء FDA من الموافقة على لقاح BNT162b2 الذي كان نتيجة لجهود مشتركة بين فايزر الأمريكية وبيو إن تيك الألمانية. فلقد صوتت لجنة المستشارين الخارجية يوم أمس الخميس، بـ 17 صوتاً مقابل 4 لصالح إعطاء الموافقة على الاستخدام الطارئ للقاح. وبعد هذا التصويت، أصبح من المتوقع أن تمنح إدارة الغذاء والدواء موافقتها للقاح في غضون أيام. وإذا تم ذلك، سيكون من المتوقع أن يتم توزيع اللقاحات والبدء بعملية التطعيم على المستوى الوطني في الولايات المتحدة بعد ذلك بوقت قصير جداً.
وفي تقرير لبنك ANZ، كتب محللو البنك: "إن التعافي من الوباء سيتسارع بمجرد أن تتوفر اللقاحات على نطاق واسع، مدعومًا بشكل أكبر بالتحفيز المالي والنقدي المستمر من الحكومات في جميع أنحاء العالم".
وعلى صعيد بيانات الأسبوع، أظهر تقرير إدارة معلومات الطاقة الذي صدر يوم الأربعاء أن مخزونات نواتج التقطير التي من ضمنها الديزل وزيت التدفئة، قد ارتفعت بمقدار 5.2 مليون برميل، وهو ما جاء أكبر بكثير من التوقعات التي كانت تترقب ارتفاعاً قدره 1.41 مليون برميل. وقبل ذلك، كان معهد البترول الأمريكي API قد أصدر تقريره الأسبوعي في ساعة متأخرة من ليلة الثلاثاء. وأظهر التقرير ارتفاعاً قدره 1.141 مليون برميل في مخزونات النفط الخام في البلاد خلال الأسبوع المنتهي في 4 ديسمبر. وجاء هذا معاكساً لتوقعات المحللين الذين يتتبعهم موقع Investing.com، والذين كانوا يترقبون تراجع المخزون بواقع 1.514 مليون برميل، إلا أنه أقل بكثير من ارتفاع الأسبوع السابق، والذي كان 4.146 مليون برميل.
ووجدت الثيران المزيد من التشجيع في الطلب القوي القادم من آسيا. فلقد أعلنت شركة (إنديان أويل)، أكبر شركة لتكرير النفط في الهند يوم أمس الخميس إنها قد أصبحت تعمل بطاقة انتاجية قدرها 100٪، في جميع وحداتها الـ 9، وذلك للمرة الأولى منذ أوائل عام 2020.
ويتوقع الخبراء أن يستمر ارتفاع السائل الأسود في المدى المنظور. فلقد أضاف محللو ANZ في تقريرهم ما يدل على ذلك، عندما قالوا: "من المتوقع أن يستمر انتعاش السوق بشكل واسع العام المقبل، مع استعداد السلع لعام إيجابي، في ظل التوقعات بتحسن الأوضاع الاقتصادية".