بقلم جينا لي
Investing.com – ارتفع الذهب خلال الجلسة الآسيوية الأخيرة لهذا الأسبوع، في ظل بيانات الوظائف المقلقة التي صدرت يوم أمس في الولايات المتحدة، وبعد عودة عدم التأكد للهيمنة على تطورات حزمة التحفيز الأمريكية.
فعند الساعة 12:47 صباحاً بالتوقيت الأمريكي الشرقي (5:47 صباحاً بتوقيت جرينتش)، ارتفعت أسعار عقود الذهب الآجلة بنسبة 0.23٪ لتتداول عند مستوى 1,841.70 دولار للأونصة. وكان تقدم الذهب مصحوباً، كما هو الحال الطبيعي، بتراجع الدولار.
وكانت البيانات الرسمية التي صدرت يوم أمس الخميس، قد أظهرت أن عدد الأمريكيين الذين تقدموا بطلبات للحصول على إعانات البطالة قد قفز بشكل أكبر بكثير من المتوقع، ووصل إلى أعلى مستوياته في 3 أشهر، ليثير هذا الارتفاع المزيد من المخاوف حول تأثير الوباء على سوق العمل في الاقتصاد الأكبر في العالم.
ففي تقريره الأسبوعي المعتاد، ذكر مكتب إحصاءات العمل الامريكي أن عدد الأشخاص الذين تقدموا بطلبات للحصول على مطالبات البطالة الأولية للأسبوع الماضي، قد قفز إلى 835 ألف شخص، وهو رقم أسوأ بكثير من التوقعات التي كانت تترقب ارتفاعاً طفيفاً إلى 725 ألفاً، من رقم الأسبوع الماضي والبالغ 716 ألفاً، والذي تم تعديله في تقرير اليوم، من القراءة الأولية البالغة 712 ألف مطالبة. كما ذكر التقرير كذلك أن المطالبات المستمرة، والتي يتم احتسابها للأسبوع الذي يسبق الأسبوع الذي تُحتسب له المطالبات الأولية، قد ارتفعت لأول مرة منذ سبتمبر إلى 5.757 مليون مطالبة، من 5.527 مليون الأسبوع الماضي.
وتُظهر هذه الأرقام الضعيفة تأثير الوباء على الولايات المتحدة، التي تستمر في المعاناة، حيث تخطى عدد حالات الوفاة المرتبطة بفايروس كورونا في البلاد حاجز الـ 3 آلاف لأول مرة في وقت سابق من هذا الأسبوع، بينما استمرت أعداد الاصابات في تسجيل الأرقام القياسية اليومية، والزحف نحو علامة الربع مليون إصابة.
ويُعد هذا الارتفاع في مطالبات البطالة بمثابة تذكير غير مريح للكونجرس، بأنه قد فشل في الاتفاق على حزمة تحفيز لدعم الاقتصاد، على الرغم من الإشارات الواضحة خلال فترة زادت عن شهر بأن الوباء يكتسب القوة، مما أدى إلى فرض تدابير صحية جديدة، أثرت حتماً على الاقتصاد.
وعلى هذا الصعيد، تتواصل المفاوضات بين الجمهوريين والديمقراطيين، بشأن حزمة التحفيز، وذلك بعد تمكنهما من إقرار قانون مؤقت يحول دون إغلاق أعمال الحكومة الفيدرالية بنهاية مفعول قانون التمويل السابق، والذي كان يصادف اليوم. وبعد أن تمكن الجانبان من العمل معاً، وتمكنا من إقرار مشروع هذا القانون يوم الأربعاء، يرى الكثيرون أن ذلك قد أثبت أنه يمكن تقديم التنازلات.
وكان زعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ ميتش ماكونيل قد أعلن عن دعمه للحزمة التي اقترحها وزير الخزينة ستيفن منوتشين، والتي يبلغ حجمها 916 مليار دولار، وأكد على الحاجة إلى بذل "كل ما في وسعنا" لمساعدة الاقتصاد. ولكن رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي رفضت قبول هذه الحزمة، ووضعت دعمها وراء حزمة بديلة تبلغ قيمتها 908 مليار دولار، والتي لا تزال قيد الصياغة من قبل مجموعة من أعضاء الكونغرس من الحزبين.
وعلى الضفة الأخرى من المحيط الأطلسي، أعلن البنك المركزي الأوروبي ECB في ختام اجتماعه الذي جرى يوم أمس، كما كان متوقعاً، عن توسيع حجم ومدى برنامج التحفيز الخاص به المسمى برنامج شراء الأصول الطارئ الوبائي، أو اختصاراً PEPP. وأضاف البنك 500 مليار يورو (نحو 605 مليار دولار) إلى حجم البرنامج، ليصبح حجمه 1.85 تريليون يورو، وقام بتمديد المدى الزمني للعمل بالبرنامج، لمدة 9 أشهر، حتى نهاية الربع الأول من عام 2022.
وعلى صعيد أخر، تستمر بريطانيا والاتحاد الأوروبي في العمل سوياً على أمل التوصل إلى اتفاقية تجارية، في الوقت القصير المتبقي قبل انتهاء الاتفاقية الانتقالية بين الطرفين، بعد نحو 3 أسابيع من الآن.
وكان رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون ورئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين قد ناقشا تطورات الاتفاقية التجارية الخاصة بخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي مساء يوم الأربعاء خلال عشاء "صريح" و "مفعم بالحيوية". ومع ذلك، أرجأ الزعيمان اتخاذ "قرار حازم" بشأن مستقبل الاتفاقية التجارية حتى يوم الأحد، مع "تباعد" الجانبين بشأن تفاصيل متعددة تتضمنها هذه الاتفاقية. وكانت فون دير لاين قد قامت باطلاع القادة الأوروبيين على ما جرى بينها وبين جونسون، في اجتماع القمة للزعماء الأوروبيين، والذي جرى أمس الخميس.
وفي أخبار اللقاحات، اقتربت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية FDA من الموافقة على لقاح BNT162b2 الذي كان نتيجة لجهود مشتركة بين فايزر الأمريكية وبيو إن تيك الألمانية، وذلك بعد أن صوتت لجنة المستشارين الخارجية بـ 17 صوتاً مقابل 4 لصالح إعطاء الموافقة على الاستخدام الطارئ للقاح. وبعد هذا التصويت، أصبح من المتوقع أن تمنح إدارة الغذاء والدواء موافقتها للقاح في غضون أيام. وإذا تم ذلك، سيكون من المتوقع أن يبدأ توزيع اللقاحات والبدء بعملية التطعيم على المستوى الوطني في الولايات المتحدة بعد ذلك بوقت قصير.