بقلم جينا لي
Investing.com – تراجع النفط في تداولات الجلسة الآسيوية لليوم الأربعاء، بعد أن أظهرت البيانات التي صدرت في وقت متأخر من ليلة أمس الثلاثاء أن مخزونات النفط الخام الأمريكية، قد ارتفعت لأسبوع أخر، وبشكل لم يكن متوقعاً. وأضاف ذلك إلى المخاوف المتزايدة بشأن الطلب على الوقود، جنباً إلى جنب مع الإجراءات التقييدية الأكثر صرامة، التي تم فرضها في أوروبا وغيرها من القارات، بهدف الحد من الانتشار المستمر والمتسارع لفايروس كورونا.
فعند الساعة 12:27 صباحاً بالتوقيت الأمريكي الشرقي (5:27 صباحاً بتوقيت جرينتش)، تراجعت العقود الآجلة لخام برنت، والتي تُعتبر المعيار العالمي في أسعار النفط، بنسبة 0.26٪ لتتداول عند 50.63 دولار للبرميل، وتستمر في التحرك فوق حاجز الـ 50 دولار. أما العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط، أهم عقود النفط الأمريكي، فلقد تراجعت بنسبة 0.21٪ وتداولت عند 47.52 دولار للبرميل. وكان كل من برنت وغرب تكساس قد أغلقا تداولات الأسبوع الماضي، بتحقيق مكاسب أسبوعية للمرة السادسة على التوالي، وهي أطول سلسلة من المكاسب الأسبوعية منذ يونيو.
وكان التقرير الأسبوعي لمعهد البترول الأمريكي API والذي صدر في موعده المعتاد في ساعة متأخرة من ليلة أمس الثلاثاء، قد أظهر ارتفاعاً قدره 1.973 مليون برميل في مخزونات النفط الخام في البلاد خلال الأسبوع المنتهي في 11 ديسمبر. وجاء هذا معاكساً لتوقعات المحللين الذين يتتبعهم موقع Investing.com، والذين كانوا يترقبون تراجع المخزون بواقع 3.5 مليون برميل، وأكثر من ارتفاع الأسبوع السابق، والذي كان 1.141 مليون برميل.
ويترقب المتداولون الآن التقرير الأسبوعي المعتاد لإدارة معلومات الطاقة الأمريكية EIA، وهي جهة رسمية حكومية، والذي سيصدر في موعده المعتاد عند الساعة 10:30 صباحاً بالتوقيت الأمريكي الشرقي (3:30 بعد الظهر بتوقيت غرينيتش). ويتوقع المحللون أن يُظهر التقرير تراجع مخزونات النفط الخام بمقدار 1.937 مليون برميل خلال الأسبوع الماضي.
وفي حديث له مع رويترز، قال إدوارد مويا كبير محللي السوق في (أواندا) تعليقاً على تقرير معهد البترول: "أصبحت أسعار النفط أضعف قليلا بعد أن أظهر التقرير الزيادة الثانية على التوالي".
وكان المعنويات في أسواق النفط قد تراجعت، بعد أن أصدرت وكالة الطاقة الدولية IEA يوم أمس الثلاثاء، تحذيراً من أن الموافقات وطرح اللقاحات الخاصة بفايروس كورونا خلال الأسبوعين الأخيرين، لن يعكس بسرعة الدمار الذي تسبب به الوباء في الطلب على النفط.
كما استندت الوكالة على الاستخدام النادر لوقود الطائرات، والانخفاض الكبير في عدد المسافرين جواً، لتعدل تقديراتها للطلب على النفط هذا العام، حيث خفضتها بمقدار 50 ألف برميل يومياً لعام 2020 الحالي، وبمقدار 170 ألف برميل يومياً بالنسبة لعام 2021 القادم.
وأظهر بعض المراقبين التشاؤم بشأن توقعات السائل الأسود على المدى القصير. فلقد قال محللو شركة FGE في تقرير أعدوه: "على جانب الطلب من السوق، فإن أكبر خطر هبوطي لتوقعات الطلب على المدى القصير هو الولايات المتحدة، ويرجع جزء كبير من ذلك إلى الضعف المستمر في الطلب على البنزين في البلاد، بسبب الوضع الوبائي الحالي فيها".
وبعد حصول لقاح BNT162b2 الذي كان نتيجة لجهود مشتركة لشركتي فايزر الأمريكية، وبيو إن تيك الألمانية، على موافقة الهيئات التنظيمية المختصة في عدة بلدان خلال الأسبوعين الماضيين، يبدو أن لقاح mRNA-1273 الذي تنتجه شركة موديرنا الأمريكية قد أصبح في طريقه هو الأخر للحصول على الموافقات المطلوبة. ويتوقع المراقبون أن يحصل اللقاح المذكور على موافقة هيئة الغذاء والدواء الأمريكية FDA بحلول نهاية هذا الأسبوع.
ومن أخبار اللقاحات أيضاً، وسعت الولايات المتحدة من برنامج التطعيم الوطني التدريجي الذي يستخدم لقاح BNT162b2. أما في أوروبا، فمن المتوقع أن يبدأ تلقيح الأوروبيين قبل نهاية العام الحالي، مع تعجيل وكالة الأدوية الأوروبية من إجراءات عملية الموافقة، حتى تنطلق برامج التطعيم في الدول الأوروبية في أسرع وقت ممكن.