Investing.com - بدأ رالي الثيران في سوق الذهب في منتصف 2019، وحتى مع الصعود المبهر هذا العام، ما زلنا بانتظار الأفضل، وفق محللي السلع في كوميرز بنك.
وبدأ الذهب الصعود الحاد خلال أغسطس الماضي ليصل لأعلى المستويات على الإطلاق، مع زيادة زخم الشراء. ويقول المحللون من البنك الألماني إن الأسعار سلكت مسارًا طويلًا خلال العام. وأشاروا إلى أن الذهب، حتى أثناء التداول حول 1,850 دولار للأوقية، ما زالت الأسعار مرتفعة هذا العام بنسبة 21%. والأسعار مرتفعة من انخفاضات مارس بنسبة 23%، بسبب الإغلاقات الحكومية، الهادفة لوقف انتشار فيروس كورونا.
وعلى الرغم من الأنباء الإيجابية حول لقاح كورونا، والتي أضرت بمعنويات محبي الذهب، إلا أن كوميرز بنك يقول محللوه إن تداعيات الوباء على الاقتصاد العالمي مستمرة حتى 2021.
قال المحللون: "لا نتوقع تغييرات كبيرة طارئة على سياسات التيسير النقدي، والسياسات الفضفاضة، رغم اللقاح. وعلى الرغم من ذلك، فالحكومات والبنوك المركزية ليست على استعداد بعد للتخلي عن السياسات التيسيرية الحالية." "ولو لزمت الضرورة ستتدخل البنوك المركزية، في حالة فشلت الحكومات في تمرير حزم التحفيز."
ويتوقع المحللون زيادة في أسعار الذهب لأعلى مستويات أغسطس الماضي، مع تدخلات الحكومات والبنوك المركزية. وللعام الجديد يرى البنك تراوحًا لأسعار الذهب حول مستويات 2,000 دولار للأوقية. وربما تنهي الأسعار العام المقبل عند 2,300 دولار للأوقية بنهاية الربع الرابع.
ويرى البنك ارتفاعًا في سعر الذهب لعام 2022، بنهاية العام لـ 2,200 دولار للأوقية.
واستطرد المحللون: "حتى لو وضع فيروس كورونا تحت السيطرة، وهذا ما نتوقعه، خلال النصف الأول من 2021، من خلال التطعيمات، ولكن الزيادة الهائلة في مستويات الدين العام، والتي سببتها سياسات فيروس كورونا، والميزانيات الموسعة للبنوك المركزية، والمستمرة لفترة طويلة مقبلة." "الفيدرالي لا ينوي تغيير السياسة النقدية، إلا حين ارتفاع التضخم فوق 2% لفترة أطول، وتحقيق التوظيف الكامل. وكلا المعيارين لم يتحققا إلا فيما ندر خلال الـ 20 عام الماضية."
ويشير المحللون إلى أن معدلات الفائدة المنخفضة ليست فقط مشكلة في الولايات المتحدة، بل في أوروبا أيضًا حيث يبقي البنك المركزي على معدلات الفائدة دون الصفر على المستقبل المنظور.
ومتوقع للسياسات النقدية أن تظل محفزة لسوق الذهب، وفق كوميرز بنك، ويشير البنك إلى أن الطلب الاستثماري سيكون قطاع حرج للمراقبة في 2021.
وأشاروا إلى أن 2020 كان فريدًا من نوعه، فالطلب الاستثماري على الذهب، تجاوز طلب المصوغات، وفق محللي البنك "لم يكن الأمر كذلك خلال أزمة 2020."
ومع بداية تعافي الاقتصاد العالمي، يعود كوميرز بنك إلى توقع ارتفاع الطلب على المصوغات في 2021.
وأضاف المحللون: "التعافي القوي في الاقتصاد الصيني من أزمة فيروس كورونا يدل على ارتفاع الطلب على المصوغات. وفي الهند التعافي في الطلب على الذهب بدأ مراحله المبكرة."
كما أن طلب البنوك المركزية سيكون محورًا رئيسيًا لدعم أسعار الذهب. ويتوقع البنك الاستثماري استمرار البنوك المركزية في الشراء الصافي للذهب في 2021، حتى مع ضعف الاتجاه خلال الشهور الأخيرة.
فالبنوك المركزية تستمر بالشراء، وضعف الدولار الأمريكي يزيد ضعف السندات ويقلل من قيمتها، لتصبح عاجزة عن توليد أي عوائد إيجابية. ومعدلات الفائدة الحقيقية على تلك السندات تحولت للسلبية بالكامل. لتصبح سندات الخزانة مثل سندات اليورو ذات قيمة اسمية سلبية. وتطورات سعر الذهب كانت مليئة بالتحديات، ولكنها أثبتت أن الذهب جزء لا يتجزأ من الاحتياطات النقدية.
وصعدت اليوم عملة بتكوين متجاوزة مستويات 20 ألف دولار للعملة الواحدة، ويرى البعض بأن بتكوين تتحول إلى الذهب الرقمي.
ولكن يرى البعض الآخر بأن بتكوين يستحيل أن تحل محل الذهب نظرًا لما يعترض مسارها من تقلبات عنيفة، ويراها البعض الآخر تساوي صفر، وستعود إليه.