بقلم جينا لي
Investing.com – تراجع النفط في تداولات الجلسة الآسيوية الأخيرة لهذا الأسبوع مع استمرار ارقام الوباء في التأثير على النشاط الاقتصادي في مختلف مناطق العالم، وهو ما يُتوقع أن يؤثر على طلب الوقود. كما تستمر المفاوضات في واشنطن بهدف إقرار مشروع قانون تحفيز اقتصادي بقيمة 900 مليار دولار.
فعند الساعة 11:02 مساءاً بالتوقيت الأمريكي الشرقي (4:02 صباحاً بتوقيت جرينتش)، تراجعت العقود الآجلة لخام برنت، والتي تُعتبر المعيار العالمي في أسعار النفط، بنسبة 0.23٪ لتتداول عند 51.38 دولار للبرميل، وتستمر في الامتداد فوق حاجز الـ 50 دولار. أما العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط، أهم عقود النفط الأمريكي، فلقد انخفضت بنسبة هامشية بلغت 0.04٪ وتداولت عند 48.34 دولار للبرميل. وشهد هذا الأسبوع تسجيل كل من العقود الآجلة لخام برنت، والعقود الآجلة لنفط غرب تكساس مستويات لم تشهدها منذ أوائل شهر مارس.
وكانت أسعار النفط قد استمرت في الارتفاع خلال أغلب الجلسات الأخيرة وسط تفاؤل بشأن تقدم مشروع قانون التحفيز الأمريكي، والطلب الآسيوي القوي القادم من مصافي التكرير، خصوصاً في الصين والهند.
وتعليقاً على تطورات أسواق الطاقة، قال محلل السلع في بنك الكومنولث (فيفيك دار) في تقرير تطرق خلاله لهذه الأسواق: "نعتقد أن الأسواق لا تزال تتجاهل ضغوط الطلب على المدى القصير، والتي يسببها ارتفاع حالات الإصابة بفايروس كورونا وفرض القيود المرتبطة بالوباء في الولايات المتحدة وأوروبا".
وتحسنت شهية المخاطرة بين المستثمرين في أسواق الطاقة مع اقتراب الكونجرس من إنهاء معاناة الاقتصاد الأمريكي من الوباء، والتي دامت لفترة طويلة، وذلك عن طريق إقرار المزيد من أموال التحفيز. ورغم التفاؤل، إلا أنه حتى اللحظة، لم يكن هناك اتفاق رسمي.
واستمرت المفاوضات التي تهدف إلى التوصل إلى اتفاق بشأن التحفيز يوم أمس الخميس، حيث اتفق كل من الجمهوريين والديمقراطيين على أن عدم إقرار الحزمة لم يعد خياراً متاحاً. وقال زعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ ميتش ماكونيل إن صفقة التحفيز الأمريكية "يبدو أنها قد أصبحت في متناول اليد"، ولكن من المرجح أن يعمل ممثلو الشعب الأمريكي من كلا الحزبين خلال عطلة نهاية الأسبوع في كابيتول هيل حتى يتم إقرارها.
ومن بين الموضوعات المطروحة للنقاش أيضاً، سيكون إقرار قانون إنفاق الحكومة الفيدرالية بقيمة 1.4 تريليون دولار للسنة المالية التي تبدأ في الأول من أكتوبر، والذي يجب أن يتم إقراره بحلول نهاية اليوم الجمعة لتجنب توقف الحكومة عن العمل.
وعلى جبهة اللقاحات، صوتت اللجنة الاستشارية المختصة في وقت متأخر من مساء أمس الخميس، بواقع 20 صوتا إلى صفر، مع امتناع واحد، لصالح التوصية بالموافقة على منح تصريح الاستخدام الطارئ للقاح mRNA-1273 الذي تنتجه شركة موديرنا الأمريكية. ويمهد هذا التصويت لإكمال الإجراءات المطلوبة من قبل إدارة الغذاء والدواء FDA والتي ستجتمع لمناقشة هذه التوصية، ومن المتوقع أن تستند عليها لإعطاء اللقاح التصريح المطلوب حتى يتم السماح باستخدامه في الولايات المتحدة.
ومن أخبار اللقاحات أيضاً، تواصل شركتي فايزر الأمريكية وبيو إن تيك الألمانية مراجعة البيانات الخاصة بلقاح BNT162b2 بعد الإبلاغ عن رد فعل تحسسي تجاهه في ولاية ألاسكا.
ووفقاً لأبحاث بنك ANZ فإنه في ظل العدد المتزايد لحالات الإصابة بالفايروس على مستوى العالم، والقيود الأكثر صرامة التي تم فرضها هذا الأسبوع في بعض البلدان مثل اليابان، فإن الضغوط تتزايد على منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) وحلفائها في مجموعة (أوبك+)، للحد من الإمدادات في ظل المخاوف من تراجع الطلب بشكل ملموس على المدى القصير.
وكانت مجموعة أوبك+ قد قررت إضافة 500 ألف برميل يومياً من الإمدادات إلى السوق، بدءً من أول أيام العام الجديد، في خطوة هي الأولى ضمن خططها لرفع الإنتاج خلال الأشهر القادمة بما مجموعه 2 مليون برميل يومياً.
وقال المحللون في تقرير ANZ الذي نُشر اليوم "رغم أن زيادة الاستهلاك في آسيا، وآمال الطلب المرتبطة باللقاحات قد تساعد أسعار النفط على المضي قدماً إلى مناطق فوق نطاق الـ 50-60 دولار للبرميل، إلا إننا نعتقد أن أوبك+ لديها طاقة نفطية احتياطية كافية للحفاظ على أي ارتفاع في أسعار النفط تحت السيطرة".