بقلم جينا لي
Investing.com – انطلقت تداولات الأسبوع بتراجع معتدل في أسواق النفط، وذلك وسط حالة من القلق بين المستثمرين من أن تؤثر السلالة الجديدة من فايروس كورونا، والارتفاع المستمر في اعداد الاصابات، سلباً على الانتعاش الناشئ في الطلب على الوقود والاقتصاد العالمي بشكل عام، وهو ما طغى على تأثير أخبار توقيع الرئيس ترامب على حزمة التحفيز.
فعند الساعة 9:31 مساءاً بالتوقيت الأمريكي الشرقي (2:31 صباحاً بتوقيت جرينتش)، تراجعت العقود الآجلة لنفط برنت، والتي تُعتبر المعيار العالمي في أسعار النفط، بنسبة 0.39٪ لتتداول عند 51.17 دولار للبرميل. كما انخفضت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط، النوع الرئيسي بين أنواع النفط الأمريكية، بنسبة 0.23٪، لتتداول عند 48.12 دولار للبرميل.
وكان السائل الأسود قد سجل أول خسارة أسبوعية له منذ أول أسبوع في نوفمبر، حيث أدت سلالة B.1.1.7 من فايروس كورونا، جنباً إلى جنب مع اكتشاف سلالة متحولة ثانية من الفايروس ربما يكون مصدرها جنوب إفريقيا، إلى زيادة احتمال فرض المزيد من إجراءات الإغلاق في مختلف دول العالم.
وفي إنجلترا، تم بالفعل فرض قيود أكثر صرامة في معظم أنحاء البلاد للحد من انتشار كلا السلالتين، بينما أضافت الصين نفسها إلى قائمة الدول التي علقت استقبال رحلات الركاب القادمة من البلاد. وتستعد الولايات المتحدة أيضاً لزيادة متوقعة حالات الإصابة بالفايروس بعد الاحتفال بعيد الميلاد المجيد.
ومع ذلك، وجدت معنويات المستثمرين الدعم بعد أن وقع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على حزمة الإنفاق والمساعدات المخصصة لمكافحة آثار وباء كورونا على الاقتصاد الأمريكي، والتي تبلغ قيمتها 2.3 تريليون دولار، ووافق عليها كل من مجلس النواب ومجلس الشيوخ خلال الأسبوع الماضي. وكان الرئيس الأمريكي قد هدد في وقت سابق بعدم التوقيع على القانون ما لم يتم رفع مبلغ شيكات التحفيز التي سيتم إرسالها إلى المواطنين الأمريكيين من الـ 600 دولار التي أقرها الكونغرس، إلى 2,000 دولار. واستجابة لمطالب الرئيس، سيصوت الكونغرس على رفع المبلغ في وقت لاحق من اليوم.
وسيحول توقيع الرئيس ترامب دون إغلاق جزئي للحكومة الفيدرالية، وسيعيد إعانات البطالة للأمريكيين الذين فقدوا وظائفهم نتيجة لوباء كورونا الذي ترك ملايين الأمريكيين بدون عمل.
ويقترب عام 2020 من نهايته على الجانب الضعيف بالنسبة للنفط، حيث تتفوق المخاطر التي تحيط بالطلب على المدى القصير، والمتمثلة في المزيد من عمليات الإغلاق والقيود على السفر، على أخبار التحفيز والتفاؤل مع طرح لقاحات الفايروس. كما ستعمل مجموعة أوبك+، على تخفيف قيود الإنتاج المعمول بها حالياً، بمقدار نصف مليون برميل يومياً، اعتباراً من يوم الجمعة، أول أيام العام الجديد.
وينعكس التشاؤم على منحنى العقود الآجلة للنفط الخام. حيث عادت عقود برنت إلى التداول ضمن نمط كونتانجو contango في وقت سابق من هذا الشهر، وهو نمط هبوطي يحدث عندما يتداول سعر العقود الآجلة للسلعة فوق السعر الفوري. ويبلغ الفارق بين العقد الآجل والعقد الفوري حالياً 6 سنتات، بعد أن كان قد وصل إلى 13 سنتاً في وقت سابق.
كما ارتفعت حدة التوترات الجيوسياسية في الشرق الأوسط، بعد أن حمل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إيران المسؤولية عن هجوم صاروخي وقع يوم الأحد بالقرب من السفارة الأمريكية في بغداد. ونفت وزارة الخارجية الإيرانية هذه الاتهامات.
وكان وزير النفط الإيراني بيجان نامدار زنغنه قد قال في وقت سابق من هذا الشهر إن إيران تخطط لمضاعفة إنتاجها في عام 2021. وتضر هذه الخطوة بجهود مجموعة أوبك+ للمحافظة على استقرار أسواق النفط عن طريق زيادة الإمدادات تدريجياً، لتجنب فائض المعروض في السوق.