بقلم سيرجيو هيلد
Investing.com – تقدمت أسعار الذهب بشكل طفيف خلال الجلسة الآسيوية الأخيرة للأسبوع، بعد أسبوع من الاتجاه الهبوطي، وذلك مت ترقب المستثمرين للأخبار القادمة من الولايات المتحدة حول حزمة التحفيز التي اقترحها الرئيس الجديد جو بايدن بقيمة 1.9 تريليون دولار.
فعند الساعة 9:53 مساءاً بالتوقيت الأمريكي الشرقي (2:53 صباحاً بتوقيت جرينتش)، تقدمت عقود الذهب الآجلة بنسبة 0.15٪ لتتداول عند مستوى 1,844.00 دولار للأونصة.
وكانت البيانات التي صدرت يوم أمس قد أظهرت أن الناتج المحلي الإجمالي قد نما بمعدل سنوي قدره 4.0٪ في الربع الأخير من العام الماضي، وفقاً للقراءة الأولى لمكتب الإحصاء. وكالعادة، ستتم مراجعة القراءة خلال الأسابيع المقبلة. وهذا الرقم أقل بكثير من رقم الربع السابق والبالغ 33٪، عندما أعيد فتح الاقتصاد على نطاق واسع بعد الموجة الأولى من العدوى وإجراءات إغلاقها.
وجاء هذا الرقم متوافقاً تماماً مع توقعات المحللين، لكنه لم يمنع أن ينكمش الناتج الإجمالي لكامل عام 2020 بنسبة 3.5٪، بسبب التراجع بأكبر نسبة في التاريخ خلال الربع الثاني، عندما بدأ الوباء في الانتشار. وبذلك، يكون الانكماش الذي شهده "عام الوباء" هو الأسوأ للاقتصاد الأمريكي منذ عام 1946.
وأظهرت بيانات منفصلة أن عدد الأمريكيين الذين تقدموا بطلبات للحصول على إعانات البطالة قد تراجع بأكثر من المتوقع، ليثير هذا التراجع بعض الأمل المطلوب للغاية وسط استمرار الوباء في تعطيل الأعمال في البلاد.
ففي تقريره الأسبوعي المعتاد، ذكر مكتب إحصاءات العمل الامريكي أن عدد الأشخاص الذين تقدموا بطلبات للحصول على مطالبات البطالة الأولية للأسبوع الماضي، قد انخفض إلى 847 ألف شخص، وهو ما جاء أفضل من التوقعات التي كانت تترقب تراجع المطالبات إلى 875 ألفاً، من رقم الأسبوع الماضي والبالغ 914 ألفاً، والذي تم تعديله من القراءة الأولية البالغة 900 ألاف مطالبة.
كما ذكر التقرير كذلك أن المطالبات المستمرة، والتي يتم احتسابها للأسبوع الذي يسبق الأسبوع الذي تُحتسب له المطالبات الأولية، قد سقطت إلى 4.771 مليون مطالبة، من رقم الأسبوع الماضي الذي تم تعديله ليصبح 4.974 مليون. وكانت التوقعات تترقب ثبات هذا الرقم عند القراءة الأولية التي تم إعلانها الأسبوع الماضي، والتي كانت 5.054 مليون.
وعلى الرغم من أداء الاقتصاد الأمريكي في عام 2020 وتأثير الوباء على جميع أنحاء العالم، انخفض الطلب على الذهب إلى أدنى مستوياته منذ عام 2009، وذلك وفقاً لأرقام مجلس الذهب العالمي.
وذكر المجلس الذي يتخذ من لندن مقراً له أن: "وباء كورونا، بآثاره بعيدة المدى، هو العامل الدافع وراء ضعف الطلب الاستهلاكي الذي شهدناه طوال عام 2020، حيث تسبب الوباء في انخفاض بنسبة 14٪ في الطلب السنوي، الذي سقط إلى 3,759.6 طناً، وهي المرة الأولى التي يسجل الطلب فيها مستويات تحت علامة الـ 4,000 طن، منذ عام 2009".
ويمكن لحزمة التحفيز الأمريكية أن تضغط على أسعار الذهب من خلال المساعدة في دعم النمو الاقتصادي.
وكان المستشار الاقتصادي للبيت الأبيض، بريان ديزي، قد قال يوم أمس الخميس: "بدون اتخاذ إجراء سريع، فإننا نخاطر بأزمة اقتصادية مستمرة ستجعل من الصعب على الأمريكيين العودة إلى العمل والوقوف على أقدامهم من جديد". وسيبحث المستثمرون في الذهب عن الأدلة حول تطورات الحزمة والتدابير الاقتصادية الأخرى للحد من تأثير الوباء.
وكان صندوق النقد الدولي قد قال يوم أمس إن الإنفاق المالي ضروري للحد من التأثير الاقتصادي للوباء.
فلقد قالت المستشارة الاقتصادية ومديرة قسم الأبحاث في صندوق النقد الدولي، جيتا جوبيناث: "بسبب هذه الأزمة، كانت هناك حاجة إلى الإنفاق المالي. إن الزيادة في الإنفاق المالي إلى جانب انهيار الإنتاج رفعت مستويات الديون إلى مستويات قياسية في العديد من البلدان. حقيقة أن لدينا أسعار فائدة منخفضة، وبسبب وأن النمو لدينا سيعود في عام 2021، فمن المفترض أن يساعد ذلك في استقرار مستويات الديون في العديد من البلدان. ولكن من المهم للغاية بالنسبة لجميع البلدان أن يكون لديها أطر مالية متوسطة الأجل تضمن قدرتها على تحمل هذه الديون".