تقدم الذهب بقوة صباح اليوم في ظل انتظار قرار جديد حول التضخم المتوقع للاتحاد الأوروبي، والذي جاء عند 2%، أي أعلى من التقديرات السابقة.
وكذلك تقدم الذهب على خلفية تراجع شهية المخاطرة في الأسواق، والتي أودت بعوائد سندات الخزانة ومعها مؤشر الدولار للتراجع، وهذا ما يدعم الذهب في الأحوال العادية.
ويرتفع مؤشر الخوف والتذبذب بالولايات المتحدة اليوم بنسبة 17% بما يدل على زيادة الخوف وتراجع شهية المخاطرة في السوق بينما يهبط مؤشر داو جونز بأكثر من 300 نقطة.
وأعلن الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي أمس عن استمرار برامج شراء السندات، واستمرار معدل الفائدة المنخفضة، ولكن يرى بعض المشاركين بأن تشديد السياسة النقدية سيكون أقرب مما كان متوقعًا في السابق.
واتخذ احتياطي نيويورك اليوم قرارًا ببيع سندات الشركات التي اشتراها خلال فترة تفشي فيروس كورونا. ولا يمثل هذا سياسة الاحتياطي الفيدرالي بالكامل، فالبنك مستمر بشراء السندات بـ 120 مليار دولار شهريًا، ولكن كما يقال أول الغيث قطرة، ومع بداية بيع فيدرالي نيويورك السندات تخشى الأسوأ تشديد السياسة النقدية المبكر.
بنك نيويورك الاحتياطي الاتحادي يشرع في بيع حيازات من سندات الشركات في 12 يوليو
وسيكون الاحتياطي الفيدرالي في أزمة خاصة مع تفشي سلالة كورونا الجديدة، دلتا، والتي ستزيد من اختناقات سلاسل الإمداد، وبالتالي تستمر أسعار جميع السلع في الارتفاع لصعوبة الحصول على المواد الداخلة في تصنيعها، ويترافق هذا مع ضعف جلي في سوق العمل الأمريكي تمثل اليوم بزيادة طلبات إعانة البطالة عن المتوقع، وتمثل الجمعة الماضية في ارتفاع معدل البطالة عن المتوقع رغم قدرة الاقتصاد على خلق وظائف أكثر.
ويواجه الفيدرالي الآن تضخم هو الأعلى في عقود، وأزمة صحية غير واضحة المعالم مع إضافة سلالة دلتا للمعادلة، وسوق عمل لا يتعافى بالسرعة الكافية، واستمرار الحركة المقيدة للتجارة العالمية، فكأن الفيدرالي يسير في حقل ألغام، وكل قرار ربما يتسبب بانهيار السوق، أو الاقتصاد.
وفي ظل عدم اليقين يظل مسار الذهب غير واضح، رغم أن الذهب حري به الازدهار في هذه الأوقات، ولكن حالة عدم اليقين التي تسيطر على الصناديق الاستثمارية، والتي شحنت السعر العام الماضي لمستواه القياسي، ما زالت تتسبب في تحركات أسيرة للمعدن الثمين.
وأي حديث أو قرار مفاجئ عن بدء تشديد السياسة النقدية سيضر بسعر الذهب، المستفيد من السياسات المالية الميسرة.
ويرى بنك جولدمان ساكس (NYSE:GS) بأن الذهب سوف يستمر بالارتفاع، وكرر محللو البنك وصول السعر لـ 2,000 دولار بنهاية العام.
ولكن تقول المذكرة البحثية الصادرة عن البنك: "في سيناريو لا يتحقق فيه التعافي الاقتصادي كما هو متوقع، أو تبدأ مستويات التضخم في الصعود بقوة فوق التوقعات، سنرى صعود حقيقي للذهب لأنه مسعّر بأدنى من قيمته في الوقت الراهن، ولا تضع فيه الشركات الاستثمارية حصة كافية. ولذا أرى بأن استراتيجية شراء الذهب لمديري المحافظ الذين يودون التحوط ضد التضخم بالاقتصاد الكلي هي استراتيجية ستؤتي ثمارها."