Arabictrader.com - استمرت أسعار النفط في تسجيل المزيد من المكاسب مع بداية تداولات الأسبوع الجاري لتقترب بصورة أكبر من أعلى مستوياتها منذ عام 2014، بالتزامن مع استمرار ارتفاع الطلب على النفط الخام مع تعافي الاقتصادات في مختلف دول العالم من جائحة كورونا، خاصة مع تحول الطلب بصورة أكبر على النفط خلال الفترة الأخيرة بعد تفاقم أزمة الغاز الطلبيعي والفحم في عدد من الدول.
واستطاعت العقود الفورية للخام الأمريكي الوصول إلى مستويات 83.32 دولار للبرميل حتى الساعة الأخيرة لتقترب بذلك من تسجيل أعلى مستوياتها منذ أكتوبر 2014، محققة ارتفاعا يوميا بحوالي 1.06%. أما عن العقود الآجلة للخام الأمريكي، فقد صعدت بنحو 1.25% خلال اليوم واستطاعت الوصول إلى مستويات 82.75 دولار للبرميل.
وطالت تلك المكاسب خام برنت أيضا، حيث شهدت العقود الفورية لخام برنت ارتفاعا بنسبة 0.85% على أساس يومي لتصل حتى الساعة الأخيرة إلى مستويات 85.62 دولار للبرميل. في الوقت نفسه، صعدت العقود الآجلة لخام برنت نحو مستويات 85.62 دولار للبرميل خلال اليوم بعد أن ارتفعت بنسبة 0.90%.
ورأى الخبراء أن تخفيف قيود الإغلاق في عدد من الدول من شأنه أن يساعد على تعافي الاقتصاد وتحسن الطلب على منتجات الطاقة. وأضاف الخبراء أن تحول الطلب من الغاز الطبيعي إلى النفط قد يساهم في رفع معدلات الطلب على النفط الخام بحوالي 450 ألف برميل يوميا خلال الربع الأخير من العام الجاري، وذلك بعد الصعود القياسي في أسعار الغاز الطبيعي.
ومع اقتراب فصل الشتاء وتراجع درجات الحرارة التي يصاحبها موجات برد قارس في النصف الشمالي من الكرة الأرضة، فمن المتوقع أن يشهد سوق النفط عجزا ملحوظا مع استمرار ارتفاع الطلب وضعف المعروض بسبب تمسك الدول المنتجة للنفط في تحالف أوبك+ بالالتزام باتفاق رفع حجم الإنتاج بصورة تدريجية بحوالي 400 ألف برميل فقط ابتداء من نوفمبر المقبل على الرغم من ارتفاع معدلات الطلب.
وأشار ممثلو الدول الأعضاء في أوبك+ في بداية الشهر الجاري أن قرار تحالف أوبك+ جاء بهدف تحقيق التوازن في سوق النفط خلال الربع الأخير من العام الجاري والعام المقبل، حيث تشير توقعات منظمة أوبك إلى تراجع الطلب على النفط الخام خلال العام المقبل، وبالتالي ستضمن مستويات المعروض الحالية تحقيق توازن في الأسواق.
وفي محاولة لمواجهة أزمة ارتفاع أسعار النفط، قال رئيس الوزراء الياباني الجديد، كيشيدا، أن الحكومة ستدعو منتجي النفط إلى زيادة المعروض في محاولة لمساعدة المصنعين على مواجهة الارتفاع القوي في أسعار الطاقة، الأمر الذي زاد من الضغوط على الشركات والاقتصاد. ومن المتوقع أن تواصل أسعار النفط التداول قرب مستوياتها الحالية لبعض الوقت في ظل استمرار أزمة الطاقة في دول أوروبا والصين.