Arabictrader.com - تراجعت أسعار الذهب إلى أدنى مستوياتها شهدته السبائك في شهر خلال تعاملات يوم الاثنين، بعد تصريحات محافظ الفيدرالي الأمريكي جيروم باول باعتزام البنك المركزي للولايات المتحدة مواصلة موقفه المتشدد بالسياسة النقدية بشكل قوي، بهدف خفض التضخم، مما دفع الذهب ذي العائد الصفري نحو التراجع على إثر صعود الدولار الأمريكي.
الذهب الآن
تراجعت عقود الذهب الآجلة تسليم ديسمبر بواقع 0.95% لتسجل 1,733.40 دولارا للأوقية، كما تراجعت أسعار الذهب الفورية بنحو 0.93% لتصل إلى 1,652.00 دولارا للأوقية، بعدما وصلت عقود الذهب الفورية إلى أدنى مستوياتها منذ 27 يوليو عند 1720.31 دولار في وقت سابق من اليوم.
وفي نفس الوقت وفضلا عن الذهب، تراجعت عقود الفضة الآجلة تسليم ديسمبر بواقع 2.15% إلى 18.42 دولارا للأوقية، كما تراجعت أسعار البلاتين الفورية بنحو 1.40% لتسجل 854.86 دولارا للأوقية، في حين استقرت عقود البلاديوم الفورية عند 2,110.02 دولارا للأوقية.
الأسباب وراء تحركات الذهب
صرح محافظ بنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي جيروم باول يوم الجمعة في خطابه بمؤتمر جاكسون هول، والذي شدد فيه على أن البنك المركزي للولايات المتحدة لا يزال ملتزما بخفض التضخم والتعامل بقوة فيما يخص السياسة النقدية، حيث سيواصل رفع أسعار الفائدة لكبح جماح التضخم حتى لو تسبب في ألم للأسر والشركات.
وأدت تصريحات باول إلى زيادة جاذبية الدولار الأمريكي وإقبال المستثمرين على زيادة حيازاتهم منه على حساب الذهب الذي تعرض لعمليات بيع واسعة النطاق جراء ذلك.
وارتفع مؤشر الدولار – الذي يقيس أداء العملة الأمريكي مقابل 6 عملات رئيسية أخرى – بنسبة 0.52% إلى أعلى مستوياته في 20 عاما عند 109.37 نقطة، مما جعل الذهب المسعر بالدولار الأمريكي أكثر تكلفة للمشترين الحاملين للعملات الأخرى.
وبالرغم من المخاوف التي تسيطر على الأسواق بالوقت الراهن حول دخول الاقتصاد في حالة ركود، والتي من شأنها تقديم الدعم إلى الذهب الذي يعتبر ملاذا آمنا للعملة يلجأ إليه المستثمرون للتحوط ضد المخاطر الاقتصادية، لكن ارتفاع أسعار الفائدة يزيد من تكلفة الفرصة البديلة لحيازة الذهب، مما يؤدي لعزوف المستثمرين عن حيازة السبائك.
وتتوقع الأسواق الآن أن يقوم الفيدرالي الأمريكي برفع أسعار الفائدة بمقدار 75 نقطة أساس أو 50 نقطة أساس على الأقل في اجتماع لجنة السياسة النقدية بشهر سبتمبر.
تحليل الخبراء لتوجهات أسعار الذهب
يرى كبير محللي السوق في City Index مات سيمبسون أن زخم الذهب قد تحول نحو الاتجاه الهبوطي، وبينما ستكون هناك تدفقات داخلة لمعدن الذهب في مرحلة ما كملاذ آمن، إلا أن الأسواق حاليا تركز على ارتفاع أسعار الفائدة.
وأوضح نائب رئيس أبحاث السلع والعملات في Religare Broking وجاندا ساشديفا أنه بمجرد استيعاب السوق لحقيقة أن أسعار الفائدة من المرجح أن تظل مرتفعة لبعض الوقت، فسيتحول التركيز إلى التباطؤ الاقتصادي الناجم عن تلك الارتفاعات والذي من المرجح أن يدعم أسعار الذهب.
وأضاف ساشديفا أن الذهب قد يستمر لفترة من الوقت حول مستوى 1,680 دولارا للأوقية بالوقت الراهن، ولكن أسعار السبائك قد تنخفض إلى ما دون ذلك وسط الصعود الحاد للدولار، ولكن ليس من المتوقع أن يغلق الذهب دون هذا المستوى، بل يبدو أنه يستعد ليعاود الانتعاش.