Investing.com - بعد قرار أوبك+ الأسبوع الماضي، الذي أقر بخفض الإنتاج بواقع مليوني برميل، لم تهدأ تصريحات المسؤولين الأمريكيين منذ ذلك الحين معبرين عن غضبهم من القرار الذي يضر بمصالحهم ولا ينبغي أن يصدر من دولة حليفة كالسعودية من وجهة نظرهم.
كان آخر هذه التصريحات هي التي صدرت عن الرئيس الأمريكي جو بايدن. وقال بايدن في مقابلة أمس: "إن السعودية قد تواجه "عواقب" بسبب قرار أوبك+ خفض إنتاج النفط".
عاجل: ثبات الليرة التركية لن يدوم طويلاً.. سقوط حاد قادم بفعل قوة الدولار الجامحة
بايدن ينذر السعودية بعواقب لم يحدد ماهيتها
لم يحدد بايدن ماهية "العواقب" التي يمكن أن تتخذها الإدارة الأمريكية للرد على قرار "أوبك+"، لكنّ المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي جون كيربي قال في وقت سابق، أمس الثلاثاء، إن الرئيس أمر بإجراء "إعادة تقييم" للعلاقة بين الولايات المتحدة والسعودية.
وأضاف بايدن في مقابلة مع شبكة "سي إن إن" الإخبارية، أمس الثلاثاء، "عندما يعود مجلسي النواب والشيوخ، سيتعين عليهم العمل على ذلك، ستكون هناك بعض العواقب لما فعلته السعودية مع روسيا". حيث تعتبر الإدارة الأمريكية قرار أوبك+ خفض الإنتاج في صالح جاء في صالح روسيا، الأمر الذي أعتبره البعض عملاً عدائيًا من قبل السعودية.
الخطوة التي قام بها تحالف "أوبك+" تأتي في وقت غير مناسب للرئيس بايدن الذي يحاول السيطرة على ارتفاع الأسعار قبل انتخابات التجديد النصفي المقررة في نوفمبر، والتي ستحسم ما إذا كان الديمقراطيون سيحتفظون بسيطرتهم على الكونغرس أم لا.
إعادة تقييم العلاقات
قال المتحدث باسم الأمن القومي للبيت الأبيض جون كيربي في وقت سابق، إن الرئيس جو بايدن يعيد تقييم العلاقة بين الولايات المتحدة والسعودية بعد أن أعلنت أوبك + الأسبوع الماضي أنها ستخفض الإنتاج.
وهو الأمر الذي أكد عليه بايدن أمس عندما تم سؤاله عن إعادة تقييم العلاقات مع السعودية وأجاب "نعم"، لكنه رفض الكشف عن تفاصيل الإجراءات المطروحة على الطاولة، مضيفاً "لن أخوض في ما أفكر فيه وما يدور في ذهني حالياً، ولكن ستكون هناك عواقب".
وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارين جان بيير إنه سيتم إجراء مراجعة العلاقات مع السعودية لكنها لم تحدد جدولاً زمنياً لاتخاذ إجراء ولم تكشف عن معلومات حول من سيقود عملية إعادة التقييم، مضيفة أن الولايات المتحدة ستراقب الوضع عن كثب "خلال الأسابيع والأشهر المقبلة".
وأكد نيد برايس المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية، أمس الثلاثاء، إن إدارة بايدن لن تغض الطرف عن إيران، خصم الولايات المتحدة والغريم الإقليمي للسعودية، عند إعادة تقييم العلاقات الأميركية السعودية.
عاجل: رد سعودي رسمي على مزاعم واشنطن بشأن قرار "أوبك+"
مجلس الشيوخ
دعا رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ، روبرت مينينديز، إلى تجميد كل التعاون الأمريكي مع المملكة العربية السعودية، مقدمًا أحد أقوى التعبيرات حتى الآن عن الغضب الأمريكي من تخفيضات إنتاج النفط السعودي التي تعمل على تعزيز روسيا في حربها في أوكرانيا.
في بيان رسمي دعا مينينديز على وجه التحديد إلى قطع جميع مبيعات الأسلحة والتعاون الأمني - وهو أحد الركائز الأساسية للشراكة الإستراتيجية الأمريكية مع المملكة النفطية لأكثر من 70 عامًا - بما يتجاوز الحد الأدنى الضروري للدفاع عن المصالح الأمريكية والأمريكية.
السعودية توجه ضربة قاضية لواشنطن.. تعليق توريد السلاح
اعتزم عددًا من المشرعين الأمريكيين أيضًا تقديم مشروع قانون إلى مجلس الكونغرس الأمريكي، حول تعليق توريد الأسلحة الأمريكية إلى السعودية على خلفية قرار خفض إنتاج النفط في إطار "أوبك +".
وقال صاحبا المبادرة، السناتور ريتشارد بلومنتال (ديمقراطي من ولاية كونيتيكت) وعضو مجلس النواب رو هانا (ديمقراطي من كاليفورنيا)، في مقالة مشتركة نشرتها صحيفة بوليتيكو يوم الأحد: "تآمرت السعودية هذا الأسبوع مع روسيا واتخذت قرارا في اجتماع أوبك + بخفض إنتاج النفط بمقدار مليوني برميل يوميا، وبذلك تم رفع سعر الغاز لصالح روسيا".
وأضافوا: "القرار السعودي كان ضربة واضحة للولايات المتحدة التي يمكنها كذلك الرد بسرعة ووقف تسليم المملكة كميات هائلة من التكنولوجيا العسكرية الأمريكية".
وأضاف عضوا الكونغرس: "لذلك سنقترح مشروع قانون في مجلسي الشيوخ والنواب يقضي بالتعليق الفوري لكافة إمدادات الأسلحة للسعودية".
ردًا على قرار أوبك+.. الكونجرس سيناقش حظر توريد السلاح للسعودية
سحب القوات الأمريكية
وفي وقت سابق بعد قرار أوبك+، قدم النواب الديمقراطيون توم مالينوفسكي عن ولاية نيوجيرسي وشون كاستن عن إلينوي وسوزان وايلد عن بنسلفانيا مشروع قانون يطالب بسحب جميع القوات الأمريكية من السعودية والإمارات.
وجاء الاقتراح ردا على إعلان منظمة أوبك قرارها خفض إنتاج النفط يوم الأربعاء الماضي.
ونشر مالينوفسكي تغريدة على تويتر قال فيها: "هذا عمل عدائي من جانب السعودية والإمارات يهدف إلى إيذاء الولايات المتحدة وحلفائها، ومساعدة روسيا على الرغم من مبادرات الرئيس بايدن".
وتابع قائلا: "يجب أن تكون رسالتنا لمحمد بن سلمان هي: إذا كنت تريد الوقوف إلى جانب بوتين، فاطلب من بوتين أن يدافع عنك.. ونتمنى لك التوفيق في ذلك".
كما أكد في سلسلة تغريداته أن حان الوقت حان لإعادة النظر في الدعم العسكري الأمريكي للمنطقة.
الرد السعودي
جاء رد السعودي سريعًا على مزاعم واشنطن من خلال وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان.
ودافع وزير خارجية المملكة عن قرار تحالف أوبك+ الذي اتخذه في اجتماعه الأخير بتاريخ 5 أكتوبر حول خفض إنتاج النفط مليوني برميل يوميًا في نوفمبر وديسمبر المقبلين.
وفي مقابلة تلفزيونية على قناة سعودية، نفى الأمير فيصل بن فرحان أن يكون القرار سياسيًا، قائلًا: "إن قرار أوبك+ اقتصادي بحت، واتّخذ بإجماع الدول الأعضاء".
وأضاف وزير الخارجية السعودي أن دول التحالف تصرفت بمسؤولية، واتخذت القرار المناسب.
وقال بن فرحان: "إن العلاقة مع واشنطن إستراتيجية وتاريخية وقديمة وداعمة لأمن المنطقة واستقرارها".
وأضاف وزير الخارجية السعودي أن المملكة حريصة على هذا التعاون، وستعمل دائمًا لما يحقق مصلحتها، ومصلحة استقرارها.
وقال بن فرحان إن دول تحالف أوبك+ "تسعى لاستقرار السوق وتحقيق مصالح المنتجين والمستهلكين".