Arabictrader.com - شهدت تداولات خام النفط تذبذبات محدودة على كلا المسارين الصعودي والهبوطي أسفرت في نهاية الأمر عن استقرار أسعار النفط بشكل ملحوظ خلال تداولات يوم الجمعة، غير أن النفط قد يتجه نحو تسجيل مكاسب أسبوعية للمرة الثانية على التوالي، مدفوعا بسلسلة من التطورات التي شهدتها الأسواق هذا الأسبوع وعلى رأسها تصاعد توقعات الأسواق مدعومة من بعض المنظمات الدولية حيال انتعاش الطلب الصيني على النفط هذا العام.
ومن ناحية أخرى، تعرضت أسعار النفط لضغوطا هبوطية هذا الأسبوع؛ قد تحول دون تحقيق مكاسب أسبوعية قوية على غرار الأسبوع السابق؛ حيث حقق خام برنت مكاسب قدرت بأكثر من 7%، إذ أظهرت البيانات الاقتصادية الأمريكية احتمالية دخول قطاع التصنيع الأمريكي حالة ركود بالفعل.
وعلى صعيد التداولات الأسبوعية؛ سجلت أسعار عقود النفط القياسية ارتفاعا هامشيا خلال تداولات اليوم، وقد يتجه النفط نحو تحقيق مكاسب أسبوعية محتملة؛ حيث حققت المؤشرات القياسية لخام النفط أرباحا أسبوعية بنحو 1.16% منذ بداية الأسبوع وحتى الآن.
أسعار النفط الآن
بالتطرق إلى تعاملات اليوم؛ سجلت أسعار عقود خام برنت الفورية ارتفاعا محدودا بما يقرب 0.34% ليستقر قرب 86.50 دولارا للبرميل، كما ارتفعت أسعار عقود الخام الأمريكي الفورية بشكل طفيف بحوالي 0.25% تقريبا ليتم تداولها قرب 80.84 دولارا للبرميل.
أسباب استقرار أسعار النفط خلال التداولات
ساهمت السعودية في تعزيز آمال المستثمرين حول استقرار أسعار النفط مستقبلا؛ حيث أعلنت السعودية، وهي أكبر مصدر لخام النفط عالميا، أنها تتواصل مع روسيا بشأن الحفاظ على استقرار أسعار النفط نسبيا، حسبما قال وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان آل سعود لبلومبرج يوم الخميس.
والجدير بالملاحظة، أن الطلب على النفط ما زال يتلقى المزيد من الدعم من احتمالات انتعاش الاقتصاد الصيني بما في ذلك الطلب على النفط من جانب أكبر مستورد للخام على مستوى العالم.
وعلى صعيد آخر، تعرض النفط لضغوط هبوطية إثر تزايد احتمالات استكمال البنك الفيدرالي الأمريكي نهجه التشديدي على نحو أشد؛ حيث صرحت نائب الفيدرالي الأمريكي مساء أمس الخميس، بأن خفض التضخم إلى المستوى المستهدف يتطلب من البنك رفع الفائدة إلى مستوى مقيد بما فيه الكفاية؛ رُغم أن مخاطر تراجع الاقتصاد الأمريكي تلوح في الأفق.
كما قدمت بيانات مخزونات النفط الأمريكية الأخيرة، والصادرة أمس الخميس، بعض الضغوط على التداولات النفطية؛ حيث كشفت البيانات عن ارتفاع مخزونات النفط الأمريكية بنحو 8.4 مليون برميل بالأسبوع المنتهي في 13 يناير، فيما أشارت توقعات الأسواق إلى انخفاض مخزونات الخام بحوالي 2.1 مليون برميل، وهو أعلى مستوى للمؤشر منذ يونيو 2021؛ بما أثار الشكوك حول قوة الطلب الأمريكي على النفط ، حيث تعد الولايات المتحدة أكبر مستهلك لخام النفط عالميا؛ وبخاصة وأن مؤشر مخزونات الخام ارتفع بما يعادل 19 مليون برميل بالأسبوع الأسبق.
وفي الوقت نفسه، أدلت المدير العام لصندوق النقد الدولي، أثناء مشاركتها بالمنتدى الاقتصادي العالمي بدافوس في يوم الجمعة، بأن الوضع الاقتصادي العالمي أفضل مما توقعنا سابقا، ولكن ليس جيدا؛ وأضافت أن توقعات النمو الاقتصادي العالمي البالغة 2.7% لعام 2023 بأنه غير جيد حتى الآن، كما أن أسعار الفائدة المرتفعة التي انتهجتها معظم البنوك المركزية العالمية لم تنجح بعد في خفض التضخم، ويمكن أن تؤدي لارتفاع البطالة؛ بما ينذر باحتمالية دخول الاقتصاد العالمي حالة الركود؛ ومن ثم تراجع الطلب العالمي على النفط.
توقعات المحللين لتحركات أسعار النفط المقبلة
أوضح أحد الخبراء لدى شركة الوساطة Avatrade بأنه قد تشهد أسعار النفط ارتفاعا عن قريب إثر استمرار الصين في تفكيك السياسات الوبائية، ويعتقد جيمي ديمون، الرئيس التنفيذي للبنك الاستثماري الأمريكي جي بي مورجان (NYSE:JPM) بأن أسعار الفائدة الأمريكية قد ترتفع عما يتوقعه الفيدرالي الأمريكي حاليا؛ حيث لا يزال التضخم مرتفعا لدرجة كبيرة؛ ومن ثم قد يتراجع الطلب على النفط بأكبر اقتصاد على مستوى العالم.
كما قال إدوارد مويا، كبير محللي السوق في OANDA بأن التقلبات الأخيرة في سوق النفط ترجع لمخاوف الركود العالمي المحتمل لكن المؤشرات الاقتصادية الحالية تعزز الاحتمالات بأن سوق النفط سيكون ضيقا لفترة أطول بقليل مما هو متوقع.