من يمينج وو وأندرو جراي
بالقرب من باخموت (أوكرانيا)/ميونيخ (رويترز) - طالب جنود أوكرانيون يقاتلون لصد هجوم روسي على مدينة باخموت الصغيرة بشرق البلاد بمزيد من الأسلحة من العالم الخارجي في الوقت الذي اجتمع فيه كبار الزعماء الغربيين في ميونيخ يوم الجمعة لتقييم الحرب المستمرة منذ عام التي هزت أوروبا.
وقال دميترو وهو جندي يقف على الجليد بالقرب من باخموت، مرددا نداء رئيسه في مؤتمر ميونيخ "أعطونا مزيدا من العتاد العسكري والأسلحة، وسنتعامل مع المحتل الروسي، وسندمره".
وبعد ما يقرب من عام على الغزو، تكثف قوات الرئيس فلاديمير بوتين هجماتها في الشرق.
وتخطط أوكرانيا لشن هجوم مضاد في الربيع لكنها تريد أسلحة أكثر وأثقل وأطول مدى من حلفائها الغربيين.
وأسفر أسوأ صراع في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية عن مقتل عشرات الآلاف وخروج ملايين من ديارهم وتضرر الاقتصاد العالمي وتحول بوتين إلى منبوذ في الغرب.
ويقول يوتين إنه يقاتل من أجل أمن روسيا ضد حلف شمال الأطلسي الذي يتوسع بقوة، لكن كييف وحلفاءها وصفوا الغزو بأنه اغتضاب أراض استعماري الطابع من أوكرانيا التي كانت في السابق جزءا من الاتحاد السوفيتي الذي هيمنت عليه روسيا.
وفي ساحة المعركة شديدة البرودة، عرض جنود أوكرانيون لصحفي زائر فوائد مركبات بوشماستر المدرعة الأسترالية في منطقة تعثر فيها الجنود الروس خلال أشهر من القتال للسيطرة على باخموت التي تهاجمها مجموعة المرتزقة الروسية (فاجنر).
وأضاف دميترو أن المركبات تحمي الجنود من الرصاص وتتيح إجلاء الجرحى وتوفر غطاء للاستطلاع. ومضى يقول "كانت هناك حالات انفجرت فيها ألغام مضادة للدبابات، ولم يصب الجنود إلا برضوض. ولم تقع إصابات خطيرة للجنود. أجدت نفعا كبيرا".
وقال حاكم لوجانسك، إحدى مقاطعتين فيما يعرف باسم دونباس التي تسيطر عليها روسيا جزئيا وتريد الاستيلاء عليها بالكامل، إن الهجمات البرية والجوية تتزايد.
وقال سيرجي جيداي للتلفزيون المحلي "الوضع اليوم صعب نوعا ما في كل الاتجاهات." وقال عن القتال قرب مدينة كريمينا "هناك محاولات مستمرة لاختراق خطوط دفاعنا".
وقالت روسيا، في أحدث إفادة، إن وابلا من الضربات الصاروخية يوم الخميس حول أوكرانيا حقق أهدافه في ضرب منشآت تمد جيش الرئيس فولوديمير زيلينسكي بالوقود والذخيرة.
ورصدت كييف 36 صاروخا تم إسقاط 16 منها وقالت إن أكبر مصفاة نفط لديها كريمنشوك، تعرضت للقصف.
*الأمريكيون دعاة الحرب
حضر مؤتمر ميونيخ للأمن الذي استمر ثلاثة أيام مجموعة من كبار المسؤولين الغربيين من بينهم المستشار الألماني أولاف شولتس والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ونائبة الرئيس الأمريكي كاملا هاريس (NYSE:LHX).
في اجتماع العام الماضي، حث الزعماء بوتين على عدم الغزو وحذروا من وخامة العاقبة. هذا العام، يتصارعون مع الآثار المترتبة على ذلك.
ودعا زيلينسكي الذي تحدث عبر رابط فيديو الحلفاء في الاجتماع إلى الإسراع بإرسال أسلحة وحصل على دعم على الفور من المستشار الألماني أولاف شولتز والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون.
في علامة أخرى على الدعم الدولي، قال صندوق النقد الدولي يوم الجمعة إنه توصل إلى اتفاق على مستوى الخبراء مع أوكرانيا، مما يمهد الطريق لإجراء محادثات بشأن برنامج قرض كامل.
بالإضافة إلى ضغط مشكلة الحرب، أحيت المواجهة على غرار الحرب الباردة مع روسيا قضايا أمنية واسعة النطاق لأوروبا مثل ما مدى الاعتماد على الولايات المتحدة، وما مقدار ما ينفق على الدفاع، وكيفية بناء القدرات الخاصة.
وقالت كييف إنها لن تقبل إلا الخروج الروسي الكامل.
وغرد المستشار الرئاسي ميخايلو بودولاك على تويتر قائلا "يمكن أن تبدأ المفاوضات حين تسحب روسيا قواتها من أراضي أوكرانيا. الخيارات الأخرى تمنح روسيا الوقت فحسب لإعادة تجميع القوات واستئناف القتال في أي لحظة".
وتتهم موسكو الولايات المتحدة بتحريض أوكرانيا على تصعيد الحرب وبالتورط بشكل مباشر الآن.
وقالت ماريا زاخاروفا المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية إن "دعاة الحرب الأمريكيين... يقدمون أسلحة بكميات ضخمة ويقدمون معلومات استخباراتية ويشاركون بشكل مباشر في التخطيط للعمليات القتالية".
وينصب تركيز روسيا الحالي على باخموت التي أصابها الدمار إلى حد كبير في مقاطعة دونيتسك المتاخمة للوجانسك.
ومن شأن الاستيلاء على باخموت أن يمنح روسيا نقطة انطلاق للتقدم في مدينتين أكبر في الغرب وهما كراماتورسك وسلوفيانسك. لكن أوكرانيا وحلفاءها يقولون إنه سيكون نصرا باهظ الكلفة لموسكو بالنظر إلى الوقت المستغرق فيه والخسائر التي ستتكبدها.
(إعداد محمد حرفوش للنشرة العربية - تحرير أيمن سعد مسلم)