من أحمد غدار وأليكس لولر
لندن (رويترز) - قال خمسة محللين إن السعودية ستمدد على الأرجح خفضا طوعيا لإنتاج النفط بمقدار مليون برميل يوميا لشهر ثالث في أكتوبر تشرين الأول وسط أجواء من الغموض بشأن الإمدادات ومع استهداف المملكة لمزيد من خفض المخزونات في العالم.
وأقرت أوبك+ التي تضم منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) وحلفاء بقيادة روسيا، اتفاقا واسع النطاق في أوائل يونيو حزيران لتقليص الإمدادات حتى نهاية عام 2024. وأعلنت السعودية حينذاك عن خفض طوعي إضافي وصل بإنتاجها النفطي إلى أدنى مستوى في عدة سنوات عند تسعة ملايين برميل يوميا.
وفي وقت سابق من هذا الشهر، مددت الرياض الخفض الطوعي ليشمل سبتمبر أيلول وقالت وزارة الطاقة إنه يمكن تمديده أو تمديده وزيادته أيضا.
وقال ريتشارد برونز المحلل في إنيرجي أسبكتس للاستشارات "نعتقد أن السعودية ستمدد الخفض كاملا إلى أكتوبر تشرين الأول على الأقل".
وأضاف "المملكة تتبنى نهجا حذرا بعد الضعف الذي شهدته أسواق النفط في النصف الأول من العام، وترغب في رؤية المخزونات العالمية تنخفض بشكل كبير قبل البدء في التراجع عن التخفيضات الطوعية الإضافية".
ولم ترد وزارة الطاقة السعودية بعد على طلب للتعليق.
وارتفعت أسعار خام برنت في يوليو تموز 14 بالمئة عن الشهر السابق في أكبر زيادة شهرية منذ يناير كانون الثاني 2022. وتتجه الأسعار في أغسطس آب إلى الانخفاض بنحو ثلاثة بالمئة عن الشهر السابق بضغط من المخاوف بشأن الطلب الصيني.
وقال متعاملون ومحللون إن الصين تسحب أيضا من المخزونات القياسية التي تراكمت في وقت سابق من هذا العام بعد أن دفع ارتفاع أسعار النفط شركات التكرير في أكبر مستورد للنفط في العالم إلى تقليص المشتريات.
وقال محللان آخران، جون إيفانز من شركة الوساطة المالية بي.في. إم. أويل وأولي هانسن من بنك ساكسو، إن الاستئناف المحتمل لإنتاج النفط من إقليم كردستان العراق قد يدفع الرياض إلى منع ضخ إمدادات إضافية في الوقت الحالي.
وأجرى العراق وتركيا محادثات هذا الأسبوع لاستئناف صادرات تبلغ نحو 450 ألف برميل يوميا من شمال العراق كانت تركيا أوقفتها في أواخر مارس آذار، لكن لم يتم التوصل إلى اتفاق بعد.
وتمكنت بغداد من التعويض جزئيا عن خسارة الصادرات من الشمال عن طريق زيادة الإنتاج في أماكن أخرى. وفي يوليو تموز، أنتجت 4.2 مليون برميل يوميا، وفقا لمصادر ثانوية في أوبك، وهو أقل بقليل من حصتها بموجب اتفاق أوبك+.
وقال جاري روس من شركة بلاك جولد إنفستورز والمراقب المخضرم لأوبك "ما زال السوق هشا، خاصة مع إجراء عمليات صيانة كبيرة لمصاف في أكتوبر تشرين الأول".
وقال جيوفاني ستونوفو المحلل في بنك يو.بي.إس إن السعودية لن تقلص على الأرجح خفضها الطوعي إلا عندما ترى أن مخزونات النفط العالمية انخفضت كثيرا عن مستوياتها الحالية.
وقال هانسن "خفض الإنتاج أمر سهل لكن العودة لضخه أمر مختلف خاصة إذا كانت توقعات العوامل الأساسية في السوق ليست قوية بما يكفي لدعم ذلك".
(شاركت في التغطية مها الدهان من دبي - إعداد محمد حرفوش للنشرة العربية - تحرير سلمى نجم)